الدول العربية, المغرب, إسرائيل, قطاع غزة

عامان على الإبادة بغزة.. تضامن مغربي شعبي وزخم لا يكل (مقابلة)

** محمد الرياحي، القيادي بالهيئة المغربية للدعم والنصرة، في حديث للأناضول: - المغاربة لم يتوقفوا عن الدعم والإسناد بمختلف الأشكال والوسائل وفي جميع المدن

Khalid Mejdoub  | 08.10.2025 - محدث : 08.10.2025
عامان على الإبادة بغزة.. تضامن مغربي شعبي وزخم لا يكل (مقابلة) مسيرة حاشدة بالرباط دعما لغزة - أرشيفية

Rabat

الرباط / الأناضول

** محمد الرياحي، القيادي بالهيئة المغربية للدعم والنصرة، في حديث للأناضول:
- المغاربة لم يتوقفوا عن الدعم والإسناد بمختلف الأشكال والوسائل وفي جميع المدن
- الزخم الداعم لغزة يرجع لعدة أسباب، منها عدالة قضية فلسطين وفظاعة ما يجري بغزة
- الحراك الشعبي المغربي لم يواكبه الزخم المأمول في باقي الدول العربية والإسلامية
- الحراك الشعبي الأوروبي دفع عددا من الدول الأوروبية إلى الاعتراف بدولة فلسطين

منذ بدء إسرائيل الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم يتوقف الشارع المغربي عن التعبير عن تضامنه الواسع مع الفلسطينيين.

هذا التضامن اتخذ أشكالا كثيرة، منها مظاهرات ومسيرات مليونية ووقفات مسجدية وفعاليات رمزية وتوعوية، كلها تحولت إلى مشهد يومي يؤكد عمق ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية.

في هذا السياق، قال محمد الرياحي، القيادي في الهيئة المغربية للدعم والنصرة (غير حكومية)، للأناضول إن المغاربة مارسوا على مدى العامين الماضيين مختلف أشكال الدعم والإسناد لغزة في "هبة تضامنية غير مسبوقة".

وأكّد أن الشعب المغربي يوجّه من خلال هذا الزخم رسائل واضحة للداخل والخارج، أهمها أن "فلسطين قضية جامعة لا تقبل التجزئة أو المساومة".

وبحسب الرياحي، فإن "الزخم الشعبي المغربي لم يواكبه الزخم المأمول في باقي الدول العربية والإسلامية، حيث بقي تضامنها موسميا ومحدودا، ولا يرقى لتطلعات الشعب الفلسطيني ومعاناته الكبيرة".

** عدالة القضية أساس الحراك

الرياحي أرجع الزخم الشعبي المغربي إلى عدة أسباب "من بينها عدالة القضية الفلسطينية ومشروعية مطالب الشعب الذي يعاني منذ سنوات".

كما أرجعه إلى "فظاعة ما يجري بغزة من جرائم فاقت الحدود والتوقعات، وإبادة بينت حقيقة الكيان الصهيوني الدموية والإجرامية وحقيقة مطامعه التي لم تقتصر على فلسطين بل تعدتها للحديث عن إسرائيل الكبرى".

وأوضح الحقوقي أن "الدين الحنيف يدعو إلى واجب النصرة والتضامن، فالمسلم أخ المسلم، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

وشدد قائلا: "بات من الضروري على كل مسلم أن يكون سندا لأهل فلسطين الذين يتعرضون للتقتيل والتجويع والتهجير ومصادرة الأراضي والتهويد والاستيطان (..) في ظل صمت دولي وتواطؤ وعجز عربي رسمي".

وأشار إلى أن "الشعب المغربي تاريخيا معروف بارتباطه الوثيق بالقضية الفلسطينية"، مضيفا أن "للمغاربة حارة بالقدس اختلطت فيها الدماء المغربية بالفلسطينية، ولهم باب المغاربة بالمسجد الأقصى المبارك، وبالتالي فهي علاقة ممتدة في الزمان والمكان".

وتحوّلت حارة المغاربة إلى ساحة كبيرة يُطلق عليها الفلسطينيون "ساحة البراق"، بينما يسميها اليهود "ساحة المبكى"، حيث يؤدون فيها الصلوات وتحوي متاحف وأبنية دينية يهودية.

وبحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (حكومي)، تقع حارة المغاربة غرب المسجد الأقصى، وهدمتها إسرائيل عام 1967، وكانت تحوي أبنية أثرية بعدد 135، تعود للعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني.

وتابع الرياحي: "كل القوى والفعاليات في البلاد تعتبر القضية الفلسطينية قضية جامعة، ونظرا لحساسية المرحلة والمنعطف الكبير الذي تمر منه القضية فإن ذلك يستدعي تظافر كل الجهود وتوحده للتضامن والدعم، وكذلك لتكوين جبهة ممانعة ضد سياسة التطبيع".

** فعاليات مختلفة

وأبرز القيادي بالهيئة أن "السنتين الأخيرتين عرفت تنظيم فعاليات متنوعة نوعية وشعبية كان هدفها إبقاء وتيرة التضامن مستمرة".

وتنوعت الفعاليات بين مسيرات مليونية، ووقفات مسجدية، ومواكب تضامن رمزية عبر الحافلات والدراجات، وندوات ومحاضرات، ومحاكمات رمزية، ومشاركة في قوافل كسر الحصار عن غزة، وتظاهرات أمام القنصلية الأمريكية والفرنسية، وفق الرياحي.

وأعلن أن مدن البلاد شهدت تنظيم 10 آلاف و461 مظاهرة تنوعت بين وقفة ومسيرة، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية متواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

وقال في هذا الصدد: "حتى الآن، نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة لوحدها نحو 9800 وقفة، و11 مسيرة وطنية، و650 مسيرة محلية".

وأضاف: "كما تم تنظيم 35 من المواكب التضامنية، فضلا عن انخراط 60 مدينة في فعاليات التضامن، و94 جمع طوفان الأقصى (يتم تنظيم مظاهرات يوم الجمعة أسبوعيا)".

وزاد: "تم إطلاق مبادرة عيدنا فلسطيني طيلة السنتين خلال الأعياد الدينية بنسبة تجاوب عمت جميع مصليات البلاد، ⁠بالإضافة إلى انخراط الهيئة الواسع في فعاليات الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع المكونة من أكثر من 13 هيئة مدنية وسياسية وحقوقية".

وتسعى مبادرة "عيدنا فلسطيني" التي يتم تنظيمها خلال عيدي الفطر والأضحى، لإظهار كل الرموز الفلسطينية من ارتداء للكوفيات ورفع للأعلام والدعاء بالنصر والتمكين لأهل فلسطين.

ويحاول الحقوقيون من خلال هذه المبادرات، التي تشمل أيضا مظاهرات وفعاليات تضامنية، توعية المواطنين من أجل الاستمرار في التضامن مع الفلسطينيين.

** رسائل الحراك المغربي

وشدد الرياحي على أن أولى رسائل الحراك الشعبي هي إلى الشعب الفلسطيني ذاته، ومفادها: "الشعب المغربي يقف معكم ومع مقاومتكم بما يستطيع حتى تنتهي هذه الإبادة الظالمة".

أما الرسالة الثانية فهي إلى الأنظمة العربية التي حمّلها "المسؤولية التاريخية عن المجازر الجارية بسبب خذلانها للشعب الفلسطيني واستمرار التطبيع".

كما وجّه رسالة ثالثة إلى المنظومة الدولية والمؤسسات الأممية التي وصفها بأنها "أثبتت أنها مجرد أكذوبة، وأنها أسست خصيصا لغير العرب والمسلمين".

** أي تأثير؟

ورأى الحقوقي المغربي أن هذا الحراك الشعبي ساهم في رفع معنويات الفلسطينيين ودعم صمودهم، كما كان له أثر على مواقف دولية.

وأشار إلى أن الضغط الشعبي في أوروبا مثلا دفع عددا من الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطين واتخاذ خطوات لإدانة جرائم إسرائيل بغزة.

وختم الرياحي بالقول إن "الهيئة تعتبر أن الدماء والتضحيات الفلسطينية هي قدر من أقدار الله تعالى، وأن طريق التحرير محفوف بالصعاب، لكن وعد الله بالنصر مع الصبر باقٍ وأكيد".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.