دولي, الدول العربية, التقارير, لبنان, إسرائيل

خبراء: تصريحات باراك ونتنياهو مقدمة لتوسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان (تقرير)

تصريحات باراك تتضمن تهديدات مباشرة للبنان وتعبّر عن موقف دولة عظمى تنسى حدود مسؤولياتها

Wassim Samih Seifeddine  | 25.09.2025 - محدث : 25.09.2025
خبراء: تصريحات باراك ونتنياهو مقدمة لتوسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان (تقرير)

Lebanon

بيروت/ وسيم سيف الدين/ الاناضول

** المحلل السياسي اللبناني يوسف دياب:
- تصريحات باراك تشير إلى اتجاه تصعيدي من إسرائيل تجاه لبنان
- الإدارة الأمريكية تتبنى بوضوح النهج التصعيدي الذي ينتهجه نتنياهو
** الخبير العسكري اللبناني هشام جابر:
- تصريحات باراك تتضمن تهديدات مباشرة للبنان وتعبّر عن موقف دولة عظمى تنسى حدود مسؤولياتها
- هناك احتمال لتوسيع العدوان الإسرائيلي، عبر هجوم بري محتمل من الأراضي السورية نحو البقاع الأوسط

عقب انتقاد مسؤولين لبنانيين تصريحات المبعوث الأمريكي توماس باراك بشأن تعامل بيروت مع ملف نزع سلاح "حزب الله"، حذر خبراء من أن الموقف يعكس اتجاهًا تصعيديًا إسرائيليًا – أمريكيًا مشتركًا، قد يفتح الباب أمام حرب واسعة على الجبهة اللبنانية.

وفيما ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوة على تصريحات باراك، رفضًا لما وصفه بـ"التحريض"، أكد رئيس الحكومة نواف سلام التزام الدولة ببسط سلطتها دون تفريط بالسيادة.

من جانبهم، اعتبر محللون وخبراء عسكريون التصريحات محاولة لفرض أمر واقع قد يكون مقدمة لتوسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وكان باراك، ادعى الاثنين، في مقابلة تلفزيونية أن "كل ما يفعله لبنان هو الكلام، ولم يفعل شيئا، وعلى الحكومة اللبنانية تحمل مسؤولياتها، وأن تعلن بوضوح أنها ستنزع سلاح حزب الله الذي يعيد بناء قوته".

وفي اليوم نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن في صراع، ونحقق فيه انتصارات على أعدائنا، ويجب علينا القضاء على محور إيران، ونحن قادرون على ذلك. هذا ما ينتظرنا في العام المقبل، الذي قد يكون عاماً تاريخياً بالنسبة لأمن إسرائيل".

والثلاثاء انتقد بري، تصريحات باراك بشأن تعامل بيروت مع ملف نزع سلاح "حزب الله"، قائلا إن جيش بلاده "ليس حرس حدود لإسرائيل، وسلاحه ليس فتنة بل سلاح لحماية السلم الأهلي".

من جهته، أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام عن استغرابه من تصريحات باراك التي شككت في جدية الحكومة ودور الجيش، مؤكداً التزام الحكومة بتنفيذ بيانها الوزاري، لا سيما في ما يتعلق بالإصلاحات وبسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها.

وأشار سلام إلى ثقته بالجيش اللبناني في حماية السيادة وتنفيذ المهام الموكلة إليه، بما في ذلك الخطة التي قدّمها لمجلس الوزراء مطلع الشهر الجاري.

ودعا سلام المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه للجيش اللبناني والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة ووقف انتهاكاتها، تطبيقاً لإعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وفي 5 أغسطس/ آب الماضي قررت الحكومة اللبنانية حصر السلاح بما فيه سلاح "حزب الله" بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال شهر وتنفيذها قبل نهاية عام 2025، إلا أن القرار لاقى اعتراضا من "حزب الله" و"حركة أمل".

وأكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، مرار، أن الحزب لن يسلم سلاحه إلا في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإيقاف عدوانها على البلاد والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار.

وفي 5 سبتمبر/أيلول الجاري أقرت الحكومة اللبنانية، خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، لكنها قررت الإبقاء على مضمونها والمداولات بشأنها "سرية".

- تصعيد إسرائيلي

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني يوسف دياب، اعتبر أن تصريحات باراك تشير إلى اتجاه تصعيدي من إسرائيل تجاه لبنان، محذرًا من "تداعيات خطيرة" قد يشهدها البلد في المرحلة المقبلة.

وقال دياب، في تصريحات للأناضول، إن "الإدارة الأمريكية تتبنى بوضوح النهج التصعيدي الذي ينتهجه نتنياهو، لا سيما تجاه ما يُعرف بمحور إيران".

وأشار إلى أن نتنياهو سبق أن أعلن أن العام المقبل سيكون "عام القضاء على هذا المحور".

وأضاف: "الوضع في لبنان مقلق، وكل المؤشرات تدل على أن البلاد مقبلة على مرحلة من التصعيد، خصوصًا مع احتمال أن تعيد إسرائيل توجيه عملياتها نحو الجبهة اللبنانية".

وأكد أن "لبنان يعيش مرحلة ترقب خطيرة"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل لم تعد تميز بين الأهداف المدنية والعسكرية، بدليل أن الضربة الأخيرة أسفرت عن مقتل عائلة لبنانية كاملة".

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أفادت الأحد في بيان، بأن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة على قضاء بنت جبيل أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط 5 شهداء من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب شخصان بجروح".

وحذّر دياب من أن "المرحلة القادمة قد تكون من أصعب ما مرّ به لبنان، مع احتمال أن نشهد تصعيدًا كبيرًا خلال شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر)، كما حدث في عام 2024".

وشدد على ضرورة مراقبة ما قد يُقدم عليه حزب الله في ذكرى اغتيال أمينه العام السابق، حسن نصر الله، وخلفه هاشم صفي الدين، و"الأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل قد تسعى لتنفيذ ضربة استباقية في هذا التوقيت لمنع الحزب من المبادرة أو تعزيز حضوره على الساحة الداخلية والخارجية".

واغتالت إسرائيل نصر الله في 27 سبتمبر 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبسلسلة غارات أخرى اغتالت صفي الدين في 3 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.

- تصريحات مرفوضة

أما الخبير العسكري اللبناني هشام جابر، فانتقد تصريحات باراك، معتبراً أنها تتضمن تهديدات مباشرة للبنان وتعبّر عن موقف "دولة عظمى تنسى حدود مسؤولياتها"، على حد وصفه.

وقال جابر في تصريح للأناضول، إن "باراك يبدو وكأنه نسي أنه يمثل دولة كبرى مثل الولايات المتحدة، ويواصل يومياً إطلاق تهديدات للبنان، وينقل في الوقت ذاته رسائل تهديد إسرائيلية" واصفاً تل أبيب بـ"الثور الجموح الذي لا يعرف حدوداً ولا خطوطاً حمراء".

وأضاف أن تصريحات باراك عن "تخاذل الحكومة اللبنانية" مرفوض جملةً وتفصيلاً، على المستويين الرسمي والشعبي، مشيراً إلى أنه "ليس من حقه تحديد دور الجيش اللبناني أو دفعه إلى صدام مع المقاومة (حزب الله)".

- مخطط واسع

في السياق رجّح جابر احتمال توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان، معتبراً أن "المنطقة تدور في حلقة مفرغة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي اليومي".

وأشار إلى أن "المجزرة الأخيرة في بلدة بنت جبيل الجنوبية التي أثارت استنكاراً دولياً، جاءت بدافع متعمّد ضمن سياسة الترهيب".

وتابع: "إسرائيل تدّعي امتلاك قدرات استخباراتية متقدمة عبر الأقمار الصناعية ووحدة 8200 (وحدة استخبارات إلكترونية)، فكيف ترتكب مجزرة بحق عائلة كاملة؟ بالتأكيد الأمر ليس جهلاً استخباراتياً، بل هو عمل حربي وإرهاب منظم".

وعن السيناريوهات العسكرية المقبلة، أشار إلى وجود "احتمال لتوسيع العدوان الإسرائيلي، ورفع وتيرته عبر هجوم اسرائيلي بري محتمل من الأراضي السورية نحو البقاع الأوسط، بهدف فصل البقاع الشمالي عن الأوسط والجنوب، في محاولة لفرض واقع ميداني جديد".

لكنه أضاف أن "تنفيذ هذا المخطط سيكون مكلفاً لإسرائيل، أكثر من كلفة الهجوم على الجنوب اللبناني".

وحذّر من "إثارة التوترات على الحدود السورية – اللبنانية، تحديداً في البقاع الشمالي، حيث وقعت في السابق مواجهات بين حزب الله والجيش السوري".

واختتم بالقول إن "دور المقاومة قد يعود إلى جنوب الليطاني كما كان قبل عام 2000، ما قد يدفع الأمور نحو تصعيد عسكري غير محسوب، وربما إلى إطلاق صواريخ ومسيرات من باطن الأرض، في سيناريو لا يمكن التنبؤ بنتائجه".

وفي أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.

ورغم التوصل في نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عما لا يقل عن 276 قتيلا و613 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحدٍ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.