دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

التجويع الإسرائيلي ينهي حياة الشاب حمادة الآغا في غزة

توفي الثلاثاء متأثرا بسوء التغذية حيث لم يكن يعاني من أي مرض قبل اشتداد المجاعة في القطاع

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 26.08.2025 - محدث : 26.08.2025
التجويع الإسرائيلي ينهي حياة الشاب حمادة الآغا في غزة

Gazze

غزة / الأناضول

توفي الشاب الفلسطيني حمادة ورش الآغا، الثلاثاء، بسبب بسوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع التي تُمعن إسرائيل في تنفيذها بقطاع غزة بالتزامن مع حرب إبادة جماعية ترتكبها منذ نحو 23 شهرا.

وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، في منشور على منصة تلغرام، إن سوء التغذية أنهى حياة الشاب حمادة ورش الآغا، الذي لم يكن يعاني أي مرض قبل اشتداد المجاعة بغزة.

وأضاف أن "الحرب لم تكتفِ بالقصف والدمار، بل سرقت الحياة من آلاف الأبرياء عبر الجوع والحرمان من أبسط مقومات البقاء".

وأرفق البرش هذا المنشور بمقطع فيديو يُظهر الشاب الآغا بعد وفاته، حيث تبدو آثار سوء التغذية واضحة على جسده النحيل، ما جعل ملامح الجسد كالهيكل العظمي المغطى بالجلد.

وفي الفيديو، تظهر أضلاع الشاب بارزة بشكل واضح، فيما يبرز قفصه الصدري بشكل حاد، ما يعكس جريمة المجاعة التي عانى منها قبل الوفاة والتي ما زالت إسرائيل تتنصل من الاعتراف باقترافها.

والجمعة، قالت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (آي بي سي)، في تقرير: "تأكدت المجاعة في محافظة غزة (شمال)، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية سبتمبر (أيلول المقبل)"، إلا أن إسرائيل سارعت وهاجمت التقرير.

و"آي بي سي" مبادرة دولية لتحليل أوضاع الأمن الغذائي والتغذية، تضم 21 منظمة بارزة، بينها منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمات الأمم المتحدة للأطفال "يونيسف"، والصحة العالمية، وأوكسفام، وأنقذوا الأطفال.

وفي منشوره، قال البرش إن الآغا "رحل وهو شاب في مقتبل العمر، إذ كان يستحق أن يعيش حياة كريمة، لكن الاحتلال والحصار قتلا روحه قبل أن يحقق أحلامه".

وأشار إلى أن قطاع غزة "يواجه اليوم، حربا إسرائيلية مزدوجة بالقصف الذي يقتل الأجساد، والمجاعة التي تُنهك الأحياء وتُفني الأرواح ببطء".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 303 فلسطينيين بينهم 117 طفلا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد وفاة 3 حالات خلال 24 ساعة.

ويواصل القطاع تسجيل وفيات جراء الإصابة بسوء التغذية، رغم سماح إسرائيل قبل نحو شهر، بدخول شاحنات شحيحة ومحدودة من البضائع والمساعدات الإنسانية التي تتعرض في معظمها للسرقة من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان الثلاثاء، بأن إجمالي الشاحنات التي دخلت قطاع غزة على مدار (30 يوماً)، بلغ 2654 شاحنة مساعدات فقط من أصل الكمية المفترضة والبالغة 18000 شاحنة مساعدات".

ولفت المكتب الإعلامي الحكومي، إلى أن ما دخل القطاع أقل من 15 بالمئة من الاحتياجات الفعلية.

ورغم القيود على دخول تلك المساعدات، فإن إسرائيل تمنع دخول 430 صنفا من الأغذية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى والمُجوّعون، وإلى جانب حرمان السكان المدنيين من مئات الأصناف الأخرى، وفق البيان.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن قطاع غزة يحتاج يوميا لأكثر من 600 شاحنة مساعدات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون نسمة.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و819 قتيلا، و158 ألفا و629 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.