Quds
القدس/ الأناضول
قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان، الاثنين، إن تفاصيل القوة الدولية التي يفترض انتشارها في قطاع غزة في إطار المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار ما زالت قيد البحث، مؤكدة أن محادثات بهذا الشأن لا تزال جارية.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ سريان مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس"، وفقا لخطة ترامب، الذي دعمت بلاده حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
**القوة الدولية
وفي إحاطة للصحفيين عبر منصة "زوم"، أضافت بيدروسيان: "سأؤكد كلام رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، وأقول إن هذه المحادثات جارية، وسيتم الإعلان عنها لاحقًا، بعد الانتهاء من هذه التفاصيل".
يأتي ذلك عقب تصريحات لرئيس حركة "حماس" في غزة خليل الحية، الأحد، رحب من خلالها بمشاركة جهات عربية وإسلامية في تلك القوة التي قال إن مهمتها المركزية حفظ وقف إطلاق النار ومراقبته، وحفظ الحدود.
وحسب البند 15 في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الولايات المتحدة ستعمل "مع الشركاء العرب والدوليين لإنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة للانتشار في غزة على الفور".
والقوة الدولية ضمن بنود المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار الذي رعته قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة، والتي تتضمن أيضا انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ونزع سلاح "حماس".
كما تنص الخطة على إنشاء جهاز إدارة مؤقت تابع للهيئة الانتقالية الدولية الجديدة في غزة يُسمى "مجلس السلام" برئاسة ترامب.
وأشارت المتحدثة الإسرائيلية إلى أنهم يعملون "بشراكة وتنسيق وثيق مع الرئيس ترامب وإدارته، في إطار خطة وقف إطلاق النار التي التزمنا بها ووافقنا عليها".
والجمعة، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن القوة الدولية التي ستنتشر في غزة ما زالت قيد التشكيل، وإن دولا عديدة تُبدي اهتماما بالمشاركة، دون تقديم توضيحات أخرى.
والأحد، قال رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطريةـ إن حركته ترحب بجهات عربية وإسلامية لتكون ضمن القوات الأممية التي تم التوافق عليها.
وأضاف: "نرحب بجهات عربية وإسلامية لتكون ضمن القوات الأممية، المهمة المركزية لها هي حفظ وقف إطلاق النار ومراقبته، وحفظ الحدود، وليس لها عمل في داخل قطاع غزة".
ولفت إلى أن الفصائل الفلسطينية توافقت على إنشاء هيئة دولية تُعنى بإعادة الإعمار، تتولى "جلب الأموال والإشراف المباشر على تنفيذ مشاريع الإعمار".
وحسب الخطة "ستتمثل مهمة هذه القوة بتدريب قوات الشرطة الفلسطينية المعتمدة في غزة وتقديم الدعم لها، كما تتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال".
وتمثل هذه القوة وفق خطة ترامب الحل الأمني الداخلي على المدى الطويل، كما ستعمل مع إسرائيل ومصر للمساهمة في تأمين المناطق الحدودية، وذلك بالتعاون مع قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثا.
**سيطرة أمنية
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن تل أبيب "تعمل من أجل سيطرة أمنية شاملة" على قطاع غزة.
وقالت بيدروسيان: "في المستقبل المنظور، ستكون لإسرائيل سيطرة أمنية شاملة على قطاع غزة".
ولم تحدد بيدروسيان، طبيعة هذه السيطرة أو آليات تنفيذها، ما يثير مخاف فلسطينية من تكريس الاحتلال بصيغة أمنية جديدة.
وكانت إسرائيل أعلنت في 2005 "فك الارتباط" عن قطاع غزة وسحبت مستوطناتها منه، بعد احتلال استمر 38 عاما منذ 1967.
غير أنها أبقت السيطرة على الحدود والبحر والأجواء والمعابر، وأحكمت السيطرة على القطاع وخاصرته، وهو ما يعتبره الفلسطينيون استمرارًا للاحتلال.
**الخط الأصفر
وردا على تساؤلات بشأن احتمال أن يتحول ما يسمى "الخط الأصفر" إلى حدود دائمة، قالت: "فيما يتعلق بالخط الأصفر، فهذا جزء من الخطة، هذا هو ما اتفقنا عليه جميعا، وهذا هو المكان الذي تتواجد عليه قواتنا الان".
والخط الأصفر هو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وبموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا إلى مواقع تمركز جديدة شرق الخط الأصفر داخل القطاع.
ورغم هذا الانسحاب، لا يزال الجيش الإسرائيلي يسيطر على 53 بالمئة من مساحة قطاع غزة، على أن ينفذ انسحابات لاحقة وفقًا لمراحل الاتفاق الدولية.
من جهة ثانية، تجنبت المتحدثة الإسرائيلية نفي أو تأكيد ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حول تشغيل واشنطن مسيّرات فوق غزة، واكتفت بالقول: "الولايات المتحدة وإسرائيل تنسّقان بشكل كامل فيما بينهما بموجب هذه الخطة، وقد أجرينا مناقشاتٍ مطولة".
وأشارت إلى أن وفودا أمريكية رفيعة زارت إسرائيل خلال الأسبوع الماضي لمناقشة مراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
المسؤولون الأمريكيون الذين زاروا إسرائيل شملوا نائب الرئيس جاي دي فانس، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
وشددت على أن ما "يحدث على أرض الواقع داخل غزة وفوقها، يتم بتنسيق مع الأمريكيين".
وواشنطن كانت أكبر داعم لإسرائيل خلال عامي حرب الإبادة التي شنتها الأخيرة في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023,
وخلال الإبادة، قتل 68 ألفا و527 فلسطينيا، وأصيب 170 ألفا و395 آخرين، من بينهم 93 قتيلا و337 مصابا في خروقات ارتكبتها إسرائيل منذ 11 أكتوبر الجاري.
**تدخل مصري
من جهة ثانية، تحدثت بيدروسيان عن "تدخل مصري مباشر" للبحث عن رفات الإسرائيليين في غزة.
وقالت إن "فريقًا فنيًا مصريًا موجود الآن في غزة للمساعدة في البحث عن رفات رهائننا المتوفين (الأسرى الإسرائيليين)".
وأشارت إلى أن مصر ستدخل المزيد من المعدات من أجل المساعدة في استعادتهم.
والأحد، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب سمحت بإدخال معدات ثقيلة إضافية من مصر إلى غزة، لتكثيف البحث عن جثامين أسرى إسرائيليين.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر لم تسمّها السبت إن "مصر تقدم مساعدات لوجستية ومعدات للمساعدة في تحديد مكان جثامين المحتجزين الإسرائيليين نظرا لحالة الدمار التي يشهدها قطاع غزة".
ولفتت بيدروسيان إلى أن إسرائيل سمحت للفريق المصري والصليب الأحمر الدولي وشخص من حركة حماس للدخول إلى ما وراء الخط الأصفر من أجل تحديد أماكن رفات إسرائيليين.
وزعمت أن حماس تعرف أماكنهم، مشيرة إلى أنه ما زال هناك 13 جثة في غزة.
فيما تقول حماس إنها سلمت جثامين 16 أسيرا إسرائيليا حتى مساء الإثنين من أصل 28، بخلاف العشرين أسيرا الأحياء، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتؤكد أنها تسعى لإغلاق الملف، وتحتاج وقتا للبحث عن بقية جثامين الأسرى وإخراجها، تحت الدمار الهائل جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.
وترهن إسرائيل بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية رفات أسراها في غزة.
يأتي ذلك في وقت يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي ولا تزال جثامينهم تحت الأنقاض، وفقا لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
