
Ankara
أنقرة / الأناضول
أكد رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، الخميس، أن تركيا وقفت دائما إلى جانب بلاده.
وقال: "تركيا دولة شقيقة لنا، وستظل دائما إلى جانبنا، ونحن أيضا سنكون دائما إلى جانب تركيا".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سونكو مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقائهما في المجمع الرئاسي بأنقرة.
وأوضح سونكو أن لهذه الزيارة أهمية كبيرة لهم، ناقلاً تحيات رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي، إلى نظيره التركي.
وأضاف: "هذه الزيارة ذات أهمية بالغة لنا، لماذا؟ لأنكم، يا سيادة الرئيس، كنتم دائماً أخاً أكبر لنا، ووقفتم إلى جانبنا دائماً، حتى خلف الأبواب المغلقة وخارج القواعد البروتوكولية".
وأشار سونكو إلى أن جهود الرئيس أردوغان في تنمية وتطوير تركيا كانت دائماً محل تقدير كبير بالنسبة للسنغال.
وأردف: "كما قال رئيس جمهورية السنغال، لقد جعلتم من تركيا اليوم دولة ناجحة على الساحة العالمية. أنتم تلهموننا، وستواصلون إلهامنا".
وأوضح سونكو أن بحث مع الرئيس أردوغان، في لقاءات اليوم موضوعات مهمة.
وكرر: "تركيا دولة شقيقة لنا. ستكون دائماً إلى جانبنا، ونحن أيضاً سنكون دائماً إلى جانب تركيا".
ولفت إلى أن العلاقات بين السنغال وتركيا تعود إلى زمن بعيد وتتسم بالدفء والصداقة.
وأشار سونكو إلى أن أول سفارة لتركيا في غرب إفريقيا تم افتتاحها في السنغال.
وأكد أن العلاقات بين البلدين "استراتيجية وتتطور باستمرار"، وأن هذا الشعور متبادل.
وتابع أن تركيا كانت دائماً شريكاً ذا أولوية بالنسبة إلى السنغال.
ورحب سونكو بقرار تركيا والسنغال رفع حجم تبادلهما التجاري إلى مليار دولار.
وقال: "نحن على استعداد لبذل كل ما يلزم من جانبنا لتحقيق هذا الهدف، لأننا نعلم أننا لم نستخدم كامل إمكانيات علاقاتنا الثنائية بعد".
وأشار إلى أن السنغال ستواصل العمل ضمن برنامج التحول الوطني 2050 في مجالات الطاقة والزراعة والنقل والقطاعات الأخرى، وذلك بالتعاون مع تركيا التي وصفها بالشريك الاستراتيجي والدولة الشقيقة.
** "تركيا تملك صناعة دفاعية قوية للغاية"
وقال سونكو إن مجال الدفاع مهم جداً للسنغال، مشيراً إلى أن موقع بلاده الجغرافي يعرضها لتهديدات كثيرة، ولذلك يجب عليهم ضمان "أمن مثالي وكامل"، إلى جانب ضرورة تعزيز الاستقرار السياسي.
وأضاف: "تركيا دولة تملك صناعة دفاعية قوية للغاية. سيدي الرئيس، بفضل الشراكة التي سنُرسيها في هذا السياق، وبفضل إرادتكم السياسية، نحن واثقون بقدرتنا على تزويد بلادنا بكافة المعدات والوسائل الدفاعية اللازمة لضمان أمننا".
وأوضح سونكو، أن اللقاء مع الرئيس أردوغان تناول موضوعات أخرى إلى جانب العلاقات الثنائية.
وتابع: "اتفقنا على تعزيز التعاون بيننا. نشكركم جزيل الشكر لأنكم منحتمونا الأولوية دائماً، ولأنكم وثقتم بنا دائما".
** "أنتم من القادة القلائل الذين وقفوا ضد الإبادة"
وأشار سونكو إلى أن اللقاء مع الرئيس أردوغان تناول أيضاً القضية الفلسطينية والأوضاع في قطاع غزة.
وقال: "قضية فلسطين تجري أحداثها أمام أعيننا، وكما ذكرتم، فما يجري ليس سوى إبادة جماعية مخططة. لا يمكن قبول رغبة إسرائيل في الاستحواذ على كامل تلك المنطقة".
ولفت إلى أن السنغال ترأس منذ عام 1975 اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف.
وأردف: "سنواصل عملنا في هذا الإطار، وسنظل نقول لا. ولكننا نعلم أنه طالما استمرت القوى الكبرى في غض الطرف، ومحاولة إعطاء الدروس للعالم، فسيكون من الصعب الوصول إلى نتيجة بهذا الخصوص".
وأعرب عن أسفه لما يعانيه الأطفال الفلسطينيون في غزة من الجوع، قائلاً: "في هذا القرن، لا يوجد أي مبرر ولا يمكن القبول بهذا الوضع".
وخاطب أردوغان بالقول: "فخامة الرئيس، نشكركم على قيادتكم. لأنكم من القادة القلائل الذين وقفوا ضد هذه الإبادة (في غزة). أود أن أهنئكم، وسنكون نحن في السنغال دائماً، داعمين لكم متى احتجتم إلى ذلك، وسنكون فخورين بذلك".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة 61 ألفا و258 قتيلا و152 ألفا و45 مصابا من الفلسطينيين وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
** "ثقتنا بتركيا كاملة"
وأوضح سونكو أن بلاده بحاجة إلى دعم الرئيس أردوغان في هذه المرحلة، وأن تركيا كانت دائماً داعمة لتنمية السنغال.
وأشار إلى أنه سيعقد لقاءات مع القطاع الخاص التركي غداً الجمعة.
وأضاف: "النموذج الذي أسستم عليه تركيا كان دائماً مصدر إلهام لنا. ناقشنا علاقاتكم مع المنظمات المتعددة الأطراف، وقلتم لي: 'لا تخشوا مواصلة أو إنهاء هذه العلاقات في إطار معين'".
وزاد: "نهدف إلى استغلال 90 بالمئة من مواردنا المحلية، خاصة في المجال المالي والقطاعات المرتبطة بالقطاع الخاص. وكما تعلمون، نحن دولة ساحلية، ونهدف أيضاً إلى توسيع شبكاتنا في مجال النقل. لكننا نحتاج إلى شركاء، وفي هذا الصدد، ثقتنا بكم وبتركيا كاملة".