فيدان: احتمال تقسيم السودان مصدر قلق كبير لنا ويجب منعه
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكد ضرورة منع حدوث التقسيم
Ankara
أنقرة / الأناضول
أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن قلق أنقرة البالغ إزاء احتمال تقسيم السودان، مؤكدا ضرورة منع حدوث ذلك.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية، بثتها الخميس.
وردا على سؤال بشأن الاشتباكات في السودان وموقف تركيا، قال فيدان إن علاقات أنقرة مع الخرطوم كانت ممتازة قبل الحرب.
وأضاف: "للأسف، بعد الحرب نركز على تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية ودعم الجهود الدبلوماسية الجارية".
وأكمل: "ندعم جهود السلام التي تبذلها السعودية ومصر والإمارات وقطر والولايات المتحدة".
وأكد أن تركيا مستعدة لبذل كل ما يلزم لتحقيق السلام في السودان، كما فعلت في قطاع غزة.
وأشار فيدان إلى أن السودان بلد عزيز على تركيا، وشعبه شعب عزيز.
وأعرب عن أسفه الشديد لاستمرار الاشتباكات في السودان، قائلا: "نحن في تركيا، كل ما بوسعنا فعله هو تقديم المساعدات الإنسانية باستمرار، لكن اتساع رقعة السودان الجغرافية يجعل الوصول إلى المناطق النائية أمرا مستحيلا".
وأردف: "كعالم إسلامي، ينبغي لنا ألا نرى مثل هذه المشاهد، وألا نعاني هذه المشكلات، فحضارتنا لا تأمر بقتل المدنيين، ولا الأطفال، ولا بالقصف، ولا بتدمير المستشفيات".
وبشأن إمكانية تقسيم السودان، قال فيدان: "هذا مصدر قلق بالغ لنا، ويجب منعه، يجب على الدول المعنية التوصل إلى نهج معين".
وتابع: "كما ذكرت سابقا، نحن على استعداد لبذل جهود دبلوماسية أكثر فاعلية، لكن هناك عملية مستمرة يقودها أشقاؤنا ولا نرغب في عملية موازية لها، ولكن متى طُلب من تركيا المساعدة فنحن على استعداد للتدخل".
وزاد: "حاليا نتحدث مع كافة الأطراف، ونتحدث مع الأمريكيين، ونتحدث مع أشقائنا العرب، مقترحاتنا وجهودنا متواصلة، فنحن نعمل باستمرار لمعالجة هذا الأمر".
وأعرب عن ثقته بأن القضايا الإقليمية يمكن حلّها عبر تحمّل دول المنطقة نفسها مسؤولية معالجتها، مشيرا إلى أن هذا هو نهج تركيا وسياساتها.
وشدد فيدان على ضرورة أن تتحمل دول المنطقة مسؤولية حل مشاكلها بنفسها، وتتوقف عن انتظار هيمنة خارجية لحلها.
ولفت إلى أن العالم الإسلامي ودول المنطقة تملك الموارد البشرية والاقتصادية ومستوى التنمية اللازم لتحقيق ذلك.
وأكد ضرورة اكتشاف مواطن قوتها، والتعاون بطريقة حضارية، وطرح القضايا على طاولة الحوار، ومناقشتها في بيئة آمنة، والتعاون فيما بينها.
وذكر أن جهود مجموعة الاتصال العربية الإسلامية الخاصة بالقضية الفلسطينية وقطاع غزة، تُعدّ مثالاً يُحتذى به في هذا الصدد، وكذلك الجهود المبذولة بشأن سوريا.
ووصف فيدان تضافر جهود السعودية وقطر والإمارات ومصر وتركيا لمواجهة المشكلات الإقليمية، وبذل كل ما في وسعها بأنه خطوة تاريخية.
ويشهد السودان اشتباكات ضارية بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ أسابيع، في ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش و"الدعم السريع" اندلعت في أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.
وبشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قال الوزير فيدان إن تركيا بذلت جهودا حثيثة منذ بداية الحرب وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار وتحقيق السلام.
وأكد أن سياسة أنقرة كانت دائما تهدف إلى خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار، والسلام، والتنمية، والاستقرار، مضيفا: "تركيا تستخدم كل قوتها من أجل الاستقرار، سواء في غزة أو سوريا أو أوكرانيا أو إفريقيا".
وأشار فيدان إلى أن المشكلات بلغت حدا معينا من منظور أوكرانيا، وأن الأيام القليلة المقبلة حاسمة للغاية.
وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيرسل قريبا شروطه لخطة سلام بديلة إلى الولايات المتحدة.
وأوضح أن القتال مستمر على الأرض أثناء مناقشة هذه المقترحات، وأن ديناميكيات الحرب تتغير باستمرار، إما لصالح الأطراف المتنازعة أو ضدها.
وأضاف فيدان: "الميدان يشير إلى تقدم روسي في الوقت الحالي، هنا يتعيّن على أوروبا أن تساعد كييف في اتخاذ بعض الخيارات الصعبة التي لا بدّ منها".
وتابع: "في الواقع، بعض الخيارات والقرارات صعبة للغاية على أوكرانيا، لكن من أجل منع خسائر أكبر، أي من أجل مصلحة أعظم، لا بد من دفع مفسدة هنا، أي إبعاد ضرر، لا بد من اتخاذ خيار".
وأكمل: "أعلم أن ذلك صعب عليهم، خصوصا مسألة الأرض، فهي بالغة الصعوبة، نسأل الله ألا يضع أحدا في مثل هذا الموقف".
وبين الوزير فيدان أن هذه الخيارات صعبة، وأن هناك أيضا مطالب بضمانات مستقبلية، وهي أيضا صعبة، وأن تركيا تواصل تسهيل المفاوضات بين الجانبين.
وأشار إلى أن إسطنبول مستعدة لاستضافة جولة جديدة من المحادثات، لافتا إلى استضافتها لثلاث جولات الصيف الماضي.
وحذر من اتساع رقعة الحرب لتمتد إلى أنحاء من أوروبا، قائلاً: "لقد أصبح البحر الأسود امتداداً لساحة الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وأكد فيدان أنه "إذا استمرت الحرب، فإنها ستمتد إلى مناطق أخرى، بما في ذلك أجزاء أخرى من أوروبا".
وبخصوص موقع إيران في ظل التطورات الجارية في المنطقة، أشار فيدان إلى أنه زار طهران قبل 10 أيام.
وقال: "تحدثنا معهم بصراحة أيضاً، مع أصدقائنا وإخوتنا. يجب عليهم إقامة علاقات أكثر شفافية وأكثر استنادا إلى الثقة مع دول المنطقة".
وأضاف: "خلال السنوات القليلة الماضية، تشكّل قدر معين من الثقة؛ هناك عملية تطبيع بين السعودية وإيران، ومسارات تسير بين الإمارات وإيران، ومسارات مستمرة مع قطر… لكن لا يزال هناك مجال ثقة يجب تعزيزه مع دول المنطقة، ويجب تحقيق مستوى مئة بالمئة من الثقة، وهذا يتطلب جهداً".
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أنه "عندما يتحقق ذلك، أعتقد أن إيران أيضاً ستكون عضواً مهماً في مجموعة التعاون".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
