بذكرى إسقاط البعث.. سوريون يستعيدون "ذكريات الألم ولحظات التحرير"
في سوريا قُتل مئات الآلاف من المدنيين بسبب هجمات نظام الأسد التي بدأت مع انطلاق الثورة السورية عام 2011 واستمرت قرابة 13 عاما.
Halab
حلب/ الأناضول
- نبيهة الطه: شهدت لحظات تحرر شخص قضى 8 سنوات في السجن- نبيل شيخ عمر: تمنيت لو كان أصدقاؤنا معنا اليوم
- أسيد باشا: من لم يعش الثورة لا يستطيع أن يفهم تماما الشعور الذي نشعر به اليوم
ما زال السوريون ممن شهدوا العملية العسكرية التي أفضت إلى إسقاط نظام البعث بعد حكم قمعي دام 61 عاما، عاجزين عن نسيان الجروح العميقة التي خلّفتها مجازر نظام الأسد، وعن لحظات "التحرير" وما تلاه.
في سوريا قُتل مئات الآلاف من المدنيين بسبب هجمات نظام الأسد التي بدأت مع انطلاق الثورة السورية عام 2011 واستمرت قرابة 13 عاما.
وتسببت هذه الهجمات التي خلّفت دمارا واسعا في البلاد، في تهجير أكثر من نصف السكان، وأرغمتهم على النزوح داخل البلاد أو الهجرة إلى دول أخرى.
وأسفرت عملية "ردع العدوان" التي انطلقت من إدلب في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 وتقدمت في أنحاء البلاد، عن إسقاط نظام الأسد وانهيار حكم البعث المستمر منذ 61 عاما.
في أحاديث منفصلة للأناضول، روى شهود على عهد نظام الأسد ومظالمه، والمسار الذي قاد إلى تحرير البلاد، ما عاشوه في تلك اللحظات التاريخية.
الصحفية السورية نبيهة الطه التي تابعت ميدانيا الاستعدادات العسكرية خلال مسير قوات فصائل الثوار نحو دمشق، قالت إنها رافقت منذ اللحظة الأولى العملية التي قادت إلى التحرير من قلب الميدان.
وأضافت الطه: "شهدت لحظات تحرر شخص قضى 8 سنوات في السجن. خروج النساء والرجال والأطفال من السجون كان مشهدا لا يُنسى".
من جهته، قال العامل في قطاع الصحة نبيل شيخ عمر إن "تحرير سوريا" يعني بالنسبة له "عودة الأمل والعدالة".
وأوضح عمر أنه عالج عددا كبيرا من الجرحى خلال فترة عمله في المستشفى.
وأشار إلى أن سيطرة المعارضة على مدينة حلب في الأيام الأولى من العملية العسكرية منحت البلاد بأكملها أملا كبيرا.
وأضاف: "حين وقفت أمام المستشفى الذي كنت أعمل فيه، لم أستطع النزول من السيارة ولا الاقتراب. كان الأمر صعبا جدا".
وأردف: "مرت أمام عيني صور أطبائنا وكوادرنا الصحية وزملائنا الذين استشهدوا (أيام الثورة). لذلك كان الشعور الذي انتابنا مزيجا من النصر وحزن عميق. كم تمنيت لو كان أصدقاؤنا معنا اليوم."
أما الناشط أسيد باشا فقال إنهم رأوا في راية الثورة، التي عادت للظهور بعد سنوات طويلة، "رمزا لتضحيات آلاف الشهداء".
وأوضح باشا أنه ما زال يذكر أحيانا مخاوفه القديمة في "الذكرى الأولى للتحرير".
وأضاف: "اليوم أرى راية الثورة في كل مكان. الناس يمشون بحرية. من لم يعش الثورة لا يستطيع أن يفهم تماما الشعور الذي نشعر به اليوم".
جدير بالذكر أنه في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمكّن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000 ـ 2024)، الذي ورث الحكم عن والده حافظ الأسد (1970 ـ 2000).
