الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

الطفلة مريم.. جسد نحيل أنهكه التجويع الإسرائيلي بغزة (تقرير)

تعاني ابنة التسعة أعوام من مضاعفات خطيرة جراء إصابتها "بسوء تغذية حاد" تسبب بخسرانها أكثر من نصف وزنها..

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 04.08.2025 - محدث : 04.08.2025
الطفلة مريم.. جسد نحيل أنهكه التجويع الإسرائيلي بغزة (تقرير)

Gazze

غزة / الأناضول

على سرير المرض بمستشفى "أصدقاء المريض" بمدينة غزة، ترقد الطفلة مريم دواس ذات التسعة أعوام، بجسدها النحيل بلا قدرة على التحرك أو النهوض بعدما تردى وضعها الصحي جراء إصاباتها بسوء تغذية حاد ناجم عن التجويع الإسرائيلي الممنهج بحق الفلسطينيين.

جسدها المنهك المجوع فقد أكثر من نصف وزنه خلال 22 شهرا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل مع التجويع الذي شددت من إجراءاته في مارس/ آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام الإمدادات ما تسبب بانتشار مجاعة وتفاقمها لمستويات "كارثية".

الأناضول وثقت تحولات كبيرة طالت جسد مريم الضعيف، تشهد على مأساة التجويع الإسرائيلية، حيث برزت عظام فكها وأضلاعها واضحة تحت الجلد، فيما يوشك عمودها الفقري على اختراق الجلد من شدة النحول.

مريم جسدت بمعاناتها قسوة التجويع الذي يستهدف أكثر من 2.4 مليون إنسان بغزة، وأكدتها التقارير الصحية والحقوقية الأممية والدولية، بينما تواصل إسرائيل بسياساتها اللا أخلاقية إنكار جريمتها الوحشية متنصلة من مسؤولياتها ومستمرة في حصار مشدد يفتك بالفلسطينيين.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ارتفاع وفيات سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 180 فلسطينيا بينهم 93 طفلا، وذلك بعد وفاة 5 أشخاص خلال 24 ساعة نتيجة سوء التغذية.

والجمعة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن أطفال غزة يموتون بمعدل "غير مسبوق" وسط المجاعة وتدهور الأوضاع نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة.

ووفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين بقطاع غزة ظروفا أشبه بالمجاعة، حيث يعاني 100 ألف طفل وسيدة سوء التغذية الحاد.

** وضع حرج

تعاني الطفلة مريم من وضع صحي حرج جراء إصابتها بسوء تغذية حاد واستمرار مضاعفاته الصحية من "الإسهال الحاد".

وتقول والدتها (لم تكشف عن اسمها) في فيديو نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، الأحد، إن مريم منذ أكثر من عام ونصف تعاني من سوء تغذية جراء التجويع الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية وتشديد الحصار.

وتابعت، وهي نازحة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع إلى مركز إيواء غرب مدينة غزة، إن وضع مريم الصحي شهد تدهورا شديدا في الفترة الأخيرة، بالتزامن مع اشتداد المجاعة جراء منع إدخال المساعدات الإنسانية منذ مارس/ آذار الماضي.

ويواصل جسد الطفلة بالتهام نفسه جوعا، حيث انخفض وزنها من 25 كيلو غراما قبل الحرب، إلى نحو 10 كيلو غرامات ونصف حاليا، وفق والدتها.

** "لا تحسّن"

تشير الوالدة إلى أن الوضع الصحي لمريم لم يشهد تحسنا رغم أنها مكثت في عدة مستشفيات لفترات طويلة آخرها كان شهر كامل.

وتوضح أنها تتوجه إلى المستشفيات بشكل دوري من أجل تلقي طفلتها الحليب العلاجي في وقت تنفد فيه الأطعمة لديها.

وتابعت: "قبل أسبوعين، دخلت مستشفى أصدقاء المريض بغزة، ومكثت بمريم لمدة شهر تلقت خلاله الحليب العلاجي والزبدة، لكن وضعها الصحي لم يشهد تحسنا".

وذكرت أن مريم دخلت المستشفى بوزن 10.5 كيلوغرامات وخرجت منها بذات الوزن، معربة عن تخوفها من تدهور وضعها الصحي بشكل يهدد حياتها.

ونددت بسياسة إسرائيل في إدخال المساعدات وتسهيل عمليات نهبها وسرقتها فضلا عن استهداف عمليات التأمين التي تحاول ضمان وصولها إلى كافة السكان.

وقالت بهذا الصدد: "المساعدات من حق الجميع، يجب أن تتأمن وتصل لكل الناس".

والاثنين، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل سمحت بدخول 674 شاحنة مساعدات فقط منذ 27 يوليو/ تموز الماضي، وهو ما يعادل نحو 14 بالمئة من إجمالي الحد الأدنى من الاحتياج اليومي للقطاع المقدّر بنحو 600 شاحنة.

وبشكل متكرر، يتهم المكتب الحكومي إسرائيل بتسهيل سرقة ونهب شاحنات المساعدات عبر اتباع سياسة "هندسة الفوضى والتجويع"، ما يحول دون وصولها إلى الفلسطينيين لتحسين أوضاعهم الغذائية والصحية.

لذا، لم تشهد مؤشرات المجاعة بغزة منذ ذلك الوقت تراجعا رغم السماح بدخول المساعدات الشحيحة إلى القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.