مضيفة مصرية: وداعًا لـ"محجبات على الأرض وسافرات بالسماء" (فيديو
جاء هذا التغيير تطبيقًا للقرار، الأول من نوعه، الذي أصدرته إدارة شركة مصر للطيران بالسماح للمضيفات الجويات بارتداء الحجاب أثناء رحلات الشركة ممن يرغبن في ذلك.

كوثر الخولي
القاهرة- الأناضول
من الآن فصاعدًا لن تضطر مايسة عبد الهادي - وزميلاتها - أن تخلع الحجاب عند وصولها إلى سلم طائرة الخطوط الجوية المصرية، ولن تعيش في حالة ازدواجية كونها محجبة على الأرض وغير محجبة في السماء فقد آن الأوان لكي تقول لهذه الحالة: وداعًا!
وجاء هذا التغيير تطبيقا للقرار، الأول من نوعه، الذي أصدرته إدارة شركة مصر للطيران بالسماح للمضيفات الجويات بارتداء الحجاب أثناء رحلات الشركة ممن يرغبن في ذلك، واللاتي وصل عددهن إلى أكثر من 250 مضيفة.
وتنفي مايسة، في مقابلة خاصة مع مراسلة وكالة "الأناضول" للأنباء، أن يكون هذا الإنجاز وليد الجهود الحالية، مشيرة إلى أن المطالبات بدأت منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وأضافت أن الرد كان يأتيهم بشكل واضح "كيف تتم المطالبة بارتداء الحجاب في الوقت الذي فيه سيدة مصر الأولى ليست محجبة؟!"، في إشارة إلى سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق.
وتؤكد مايسة، خريجة معهد إعداد الدعاة بالقاهرة، أن "العمل يجري الآن على قدم وساق من أجل تفعيل هذا القرار، وجارٍ الآن الانتهاء من تحديد شكل حجاب المضيفات، وخاصة فيما يتعلق بمقاييس الأمان والحماية، بما لا يتعارض مع أناقة المظهر العام للمضيفة".
وظل منع المضيفات الجويات من ارتداء الحجاب على الطائرة قاعدة غير منصوص عليها في العقد بين المضيفة الجوية والخطوط الجوية المصرية، منذ صعود أول مضيفة جوية على متن طائرات مصر للطيران عام 1948.
وأسفر اجتماع وزير الطيران المصري سمير إمبابي وممثلين لعدد من المضيفين الجويين المضربين عن العمل للمطالبة بحقوق إدارية الأسبوع الماضي عن عدة قرارات، أهمها السماح للمضيفات بارتداء الحجاب بناء على طلبهن.
وبحسب مايسة، التي تعمل في هذا المجال منذ 16 عامًا، كان قسم من المضيفات الجويات المحجبات يتعامل مع هذا المنع قبل صدور القرار، باستمرار ارتدائهن الحجاب في حياتهن العادية، والقيام بخلعه عند وصولهن لمكتب الضيافة بمقر شركة مصر للطيران، مشيرة إلى أن ما يدفع المضيفات للاستمرار في العمل رغم المنع هو الحفاظ على العمل؛ نظرا للمشكلة الاقتصادية التي تعيشها كثير من الأسر المصرية.
وحول الدافع لتجديد المطالبات بالسماح للمضيفات الجويات بارتداء الحجاب على طائرات الخطوط الجوية المصرية، تقول مايسة: "تمكن المذيعات المحجبات من تحقيق مطالبهن في الظهور على شاشة التلفزيون المصري، كان أكبر حافز لنا، حيث كان لديهن حكم قضائي يدعمهن في مطالبهن، وهو الأمر الذي فشلنا فيه نتيجة تعنت الإدارة في هذا الوقت، ما جعل الأمر وكأنه أشبه بالمستحيل".
ويأتي هذا القرار في سياق قرارات أخرى تسمح للعاملات بارتداء الحجاب في أماكن كان يتم منعهن فيها من ارتدائه، مثل الظهور على شاشة التلفزيون الرسمي بالحجاب، حيث أعلن وزير الإعلام في أول الشهر الجاري عن ظهور عدد من المذيعات المحجبات في التلفزيون المصري "تطبيقًا لمبدأ العدالة في مجال الإعلام انطلاقًا من روح ثورة 25 يناير2011".
وتشير مايسة إلى أن "هناك البعض اللاتي اضطررن إلى الانتقال إلى الضيافة الأرضية بدلاً من الجوية والحصول فقط على ثلث المرتب من أجل التمكن من ارتداء الحجاب أثناء العمل، وفي الوقت نفسه الحفاظ على مجال العمل الذي ظلت كثيرات منا لسنوات لا تعرف سواه، ومن الصعب عمل تحويل عن المجال بعد كل سنوات الخبرة هذه".
وتعلق على ما يردده بعض المنتقدين من أن وراء هذه المطالبات اتهامات بالانتماء إلى بعض تيارات الإسلام السياسي، قائلة: "أرفض هذا التصنيف الممجوج، فحجابي هو للتقرب من الله، ولا نبتغي سوى رضاه"، مشيرة إلى أنها تشعر بالأمان أكثر أثناء ارتداء الحجاب.