مدير الأقصى يدعو المسلمين لدفن موتاهم في مقبرة مأمن الله
دعا ناجح بكيرات، مدير المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، المسلمين في المدينة إلى دفن موتاهم في مقبرة مأمن الله.

خالد زغاري - إيمان نصار
القدس ـ الأناضول
دعا ناجح بكيرات، مدير المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، المسلمين في المدينة إلى دفن موتاهم في مقبرة مأمن الله، كإحدى محاولات الحفاظ عليها من "الاعتداءات" الإسرائيلية المتواصلة، وأحدثها بناء متحف وملهى ليلي وحديقة للكلاب داخل المقبرة.
وقال بكيرات، خلال جولة مع مراسل "الأناضول" بالمقبرة، إن السلطات الإسرائيلية تحاول من وراء "اعتدائها" على المقبرة "إلغاء الوجود الإسلامي والعربي في مدينة القدس، وذلك عبر استباحتهم لقدسية المقبرة، وشروعهم مؤخرًا في بناء متحف أثري وملهى ليلي وحديقة للكلاب".
و"مأمن الله" هي أقدم مقابر القدس وأوسعها حجمًا وأكثرها شهرة، تقع في غرب مدينة القدس.
وقال بكيرات، الذي يعمل أستاذًا للآثار في جامعة القدس: "إن المقبرة تسمى بمسميات عدة مثل ماميلا "ماء من الله وماء الزيتونة، وسميت بهذه المسميات لعظم مكانتها حيث تضم رفات عدد من العلماء والمجاهدين".
وأشار إلى أن "العديد من العلماء والأعلام والأمراء والرحالة دفنوا في مقبرة مأمن الله".
من بين المدفونين في المقبرة الأمير ضياء الدين الدوغدي، حاكم صَفد في العهد المملوكي (القرن 13)، والشيخ الدجاني من القرن الـ16 والقاضي العادل إبراهيم الغانمي المقدسي، وقاضي القضاة المستضيء بنور الله بن غانم المقدسي، ومفتي بيت المقدس شرف الدين الغانمي المقدسي.
وبحسب بكيرات فإن "استهداف المقبرة بدأ عام 1935 عندما حاولت بعض العائلات الإسرائيلية التي سكنت بجوارها بإلقاء القمامة على الأضرحة، تلا ذلك اعتداء آخر تمثل في فتح مجرى لمياه الصرف الصحي عام 1938، أعقبه استهداف من قبل الجيش البريطاني عام 1947.. إضافة إلى اعتداءات أخرى تمثلت في اقتطاع أجزاء من دونمات المقبرة، وحفر آبار للصرف الصحي الأمر الذي أسفر عن إلحاق أضرار برفاتها".
والتفكير الإسرائيلي في بناء متحف فوق المقبرة لم يبدأ - كما يقول بكيرات - حديثًا، بل عام 1990 عندما بدأت إسرائيل باقتطاع جزء لبناء متحف أطلقت عليه اسم "التسامح" الذي لاقى احتجاجًا كبيرًا من قبل الشارع الفلسطيني آنذاك، لتتوالى وتتسارع الأحداث وتصل إلى البدء الفعلي ببناء ذاك المتحف وحديقته وملهاه.
ولفت أستاذ التاريخ إلى أن إسرائيل بدأت في مصادرة بركة تاريخية تخص المقبرة لإقامة الاحتفالات الإسرائيلية فيها.
وحمَّل بكيرات العالم الإسلامي مسؤولية الدفاع عن المقبرة، وطالب بأن "يعاد دفن أموات المسلمين في المقبرة من أجل أن يتواصل الأبناء والأحفاد بأجدادهم الذين بنوا القدس".
كما ناشد تركيا بالتحرك الفوري ومحاكمة إسرائيل على ما تفعله في مدينة القدس.
ولم يتسنَ الحصول على تعليقات من السلطات الإسرائيلية بشأن ما تحدث عنه بكيرات ومؤسسات إسلامية فلسطينية عما يجري في المقبرة.