مدرسون سوريون بمصر يستعيدون "الوحدة" (فيديو)
افتتح مصريون مدرسة "موازية" ليشرح فيها المدرسون السوريون المناهج المصرية للطلاب السوريين بلهجتهم، حيث يواجه هؤلاء الطلاب النازحون صعوبات في فهم لهجة المدرس المصري.

حازم بدر
القاهرة – الأناضول
لم يكن صعبا على الأسر السورية إلحاق أبنائها بالمدارس المصرية بعد قرار الرئيس المصري محمد مرسي باستيعاب الطلاب السوريين في مدارس بلاده، ولكن بقيت مشكلة التكيف مع لهجة المدرس المصري، التي لم يفهمها غالبية الطلاب السوريين.
جمعيتا "بيت العائلة" و "نسائم الجنة" بمدينة السادس من أكتوبر، غرب القاهرة، قدمتا حلا لهذه المشكلة، عبر افتتاح أول مدرسة لتدريس المناهج المصرية بمدرسين سوريين الأسبوع الماضي، في مشهد أعاد للأذهان ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا (من 1958 حتى 1961)، عندما اتحدت الدولتان تحت مسمى "الجمهورية العربية المتحدة".
سامح عبد التواب المسئول عن المشروع بجمعية بيت العائلة يشرح فكرة المدرسة لمراسل الأناضول قائلا "بعيدا عن الوحدة السياسية قديماً بين البلدين والتي لم يكتب لها الاستمرار، فإن وحدة الشعوب هي الأهم والأبقى، وهذا ما تجسده هذه المدرسة".
ويوضح عبد التواب فكرتها بقوله "بعد أن أصدر الرئيس محمد مرسي قرارا باستيعاب كل الطلاب السوريين في المدارس المصرية، سجل أغلبهم بالمدارس، ولكن بقت مشكلة أن فصول المدارس المصرية مزدحمة، والطلاب السوريون لا يفهمون جيداً من المدرس المصري لاختلاف اللهجة، فتم حل المشكلة من خلال إنشاء مجموعة من فصول التقوية التي يقوم عليها مدرسون سوريون".
ويشير إلى أنه "بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم المصرية، تم الاتفاق على أن يجتاز التلاميذ السوريون امتحانات نصف ونهاية العام فقط في المدارس المصرية التي التحقوا بها رسميا على أن يتلقوا الدروس طوال العم الدراسي في المدرسة الموازية على يد مدرسين سوريين".
وتعد هذه "المدرسة" التي سجل بها ألفان من التلاميذ السوريين، هي الأولى من نوعها، حيث سبقتها مساعي لإقامة مدرسة تدرس المناهج السورية لكنها فشلت، بسبب صعوبات تتعلق بالاعتراف بالشهادات الصادرة عنها، بالإضافة إلى عدم موافقة السلطات المصرية على الفكرة من حيث المبدأ، بحسب عبدالتواب.
وتخطط الجمعيتان لمنح المدرسين السوريين مكافآت شهرية تتراوح بين 800 جنيهاً (120 دولار تقريبا) و1000 جنيهاً (165 دولار تقريبا)، كما تقدمان تلك الخدمة للطلاب السوريين مجانا، لذلك فإنهما – كما يقول عبد التواب – في أمس الحاجة لتبرعات أهل الخير.
من جانبهم، أبدى أولياء أمور الطلاب سعادتهم بهذه المدرسة التي أنقذت أبنائهم من الملل، كما تقول عبير حافظ لمراسل الأناضول.
عبير التي كانت تقف عند مدخل المدرسة تراجع محتويات الحقيبة المدرسية الخاصة بنجلتها وابتسامة رضا تتألق على وجهها، تضيف "أنا سعيدة لسعادة ابنتي، التي لم تصدق أن بإمكانها الذهاب إلى المدرسة".
سعادة ابنه عبير بالمدرسة خطف النوم من عينيها، فنامت متأخرا، إلا أنها استيقظت باكر بمنتهى الجدية والنشاط، كما قالت والدتها، التي تصف هذه اللحظات بلهجة حماسية قائلة "لأول مره أشاهد ابنتي تستيقظ من النوم بهذا النشاط .. كنت في سوريا أستغرق وقتا طويلا لأقنعها بالاستيقاظ للحاق بالمدرسة، لكن اليوم وبمجرد أن طرقت على الباب نهضت فوراً"
سعادة ابنه عبير شاهدها مراسل الأناضول – أيضا – على وجوه كثير من الطلاب منهم رضوان، ابن مدينة درعا، والذي كان رغم حزنه على سوء الأوضاع في سوريا، سعيدا بالمدرسة.
رضوان الذي أضافت له الأهوال التي تعرض لها في رحلة الهروب من المجازر التي شهدتها مدينته، عمرا على عمره، يروي "في يوم من الأيام سنرجع لسوريا، وهذه المدرسة تمكنا من الحصول على شهادة دراسية تعترف بها الحكومة السورية بعد رحيل بشار إن شاء الله".
ورغم الإشادة بالمدرسة وما تفعله من أجل الطلاب السوريين، إلا أن ذلك لم يمنع سهى حسان التي تعمل بها من المطالبة بما هو أفضل.
تشير سهى إلى مبنى المدرسة التابع لإحدى الجهات التي تقدم خدمة دورات اللغات والكمبيوتر، قائلة "ألف شكر لهذه الجهة التي مكنتنا من استغلال المبنى مجانا، ولكن كنا نتمنى وضعا أفضل ".
وتضيف "من يقول إن مبنى مثل هذا يرتاده ألفي طالب لا توجد به سوى دورة مياه واحدة، هل هذا يجوز ؟!".
وفي السياق ذاته رفض مدرسون سوريون الحديث للأناضول او الكشف عن هويتهم خوفا من انتقام نظام بشار الأسد من عائلاتهم التي لا تزال مقيمة في سوريا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.