archive, الدول العربية

لبنان يعيش بـ"توقيت" شركة الكهرباء

تكرار انقطاع الكهرباء يوميًا "أربك" المواعيد اليومية فيما يخص أنشطة اللبنانيين داخل وخارج المنزل، ولم يخل الأمر أيضا من "إيجابيات".

01.11.2012 - محدث : 01.11.2012
لبنان يعيش بـ"توقيت" شركة الكهرباء

آية الزعيم

بيروت –الأناضول 

يعيش معظم سكان العالم على هواهم إلا في لبنان فيعيش معظم السكان، هذه الأيام، على هوى شركة كهرباء لبنان في جدول الحياة اليومية كمواعيد الخروج والعودة والعمل والمقابلات الأسرية.

ففي بيروت، تنقطع الكهرباء ما بين 3-4 ساعات يوميًا، وفي بقية المدن تصل إلى 6 ساعات تقريبًا، وأحيانا أكثر.

هذا الأمر جعل أكثر اللبنانيين يعيشون رهن مواعيد شركة الكهرباء الخاصة بأوقات قطع التيار في المدن، لا سيما الأشخاص الذين لا يملكون مولدات كهربائية؛ إذ لا يخرج أحد من منزله قبل الاطمئنان على موعد قطع الكهرباء؛ خوفًا من الاحتجاز في المصعد على سبيل المثال.

"شيرين" اتهمت في لقاء مع مراسلة وكالة الأناضول الشركة بـ"التحكم" في حياتها، قائلة: "أترك المنزل في مواعيد قطع الكهرباء لأقضي أموري في السوق والعمل، وأرجع إليه عندما يعود التيار لقضاء ما يحتاجه المنزل".

من جهته، كان "نور الدين" يظن أن مشكلة الكهرباء في لبنان مؤقتة، لكن المشكلة أخذت، ولاتزال، وقتا طويلاً؛ ما أربك مواعيده: "إذا كان عندي اجتماع في الصباح والكهرباء تنقطع بالتوقيت الصباحي أضطر أن أستيقظ قبل الساعة السادسة لحلاقة ذقني للحاق بالاجتماع، أو أن أؤجله لموعد آخر".

كما يقول "نور الدين" إنه لا يدعو رفاقه أو معارفه إلى منزله في مواعيد قطع الكهرباء.

 وضاحكًا يشير "نور الدين" إلى أن "هذه "المعاناة اليومية، كان لها إيجابياتها أيضا، حيث تعلمنا كي ثيابنا بلا كهرباء، وأن نرى بلا ضوء، وأن نسخن الطعام على الطاقة الشمسية".

ويضيف "إذا استمر هذا الأمر 10 سنوات أخرى فسنصبح ضمن الكائنات الغريبة في هذا الكوكب".

من جانبه، يحاول أيمن، الذي يقيم في إحدى الضواحي اللبنانية التي يتعدى غياب الكهرباء فيها الساعات الست، أن يستشعر إيجابيات هذا الأمر قائلا: "إنه يشجع المواطن على الانتظام، فإذا كانت الكهرباء تنقطع مساءً فهذا يعني العودة باكرًا إلى المنزل لتجنب الصعود على السلالم وخاصة لقاطني الطوابق العليا، وإذا اضطر للصعود فتكون مقوية لصحته؛ لأنها تجبره على استعمال السلالم بدلا من المصاعد".

وفي رأي "أيمن" أيضا فإن غياب الكهرباء لفترة كل يوم "ينشط العلاقات الأسرية بعد انعدام وسائل الترفيه (تلفزيون، انترنت... وغيرها؛ مما يضطر العائلة إلى التسامر مع بعضهم البعض".

والأمر لا يختلف مع "نورا" المقيمة في وسط بيروت، والتي تقول إن "قطع الكهرباء وثَّق علاقتي مع رفاقي، فكل يوم نقضي وقتنا في منزل من تتواجد في منطقته كهرباء".

ومشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء باتت ضمن الحياة الطبيعية للبنانيين؛ إذ أن مرور يوم بدون انقطاع الكهرباء يدفع اللبناني للسؤال باستغراب "ما انقطعت اليوم لماذا؟!"، كما دفعت المهندس اللبناني، سامر حمندي، إلى ابتكار برنامج يتم تحميله عبر الهاتف الخلوي للتذكير بمواعيد قطع الكهرباء التي تحددها الشركة لتسهيل حياة المواطنين.

ويعاني لبنان من أزمة في إمدادات الكهرباء منذ شهور، إذ يؤدي ضعف الإنتاج إضافة إلى تكرار الأعطال وسرقة الأسلاك الكهربائية إلى انقطاع التيار لساعات طويلة يوميًا، وهو ما يؤدي إلى احتجاجات شعبية واسعة في الشوارع وقيام أهالي بقطع الطرق.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın