archive, الدول العربية

صوفيون بالعراق يحتفلون بذكرى ولادة مؤسس الطريقة القادرية (فيديو)

مئات المحتفلين احتشدوا عند مرقد "الشيخ عبد القادر الكيلاني" في المسجد المعروف باسمه وسط العاصمة العراقية بغداد لممارسة طقوسهم الدينية

26.02.2013 - محدث : 26.02.2013
صوفيون بالعراق يحتفلون بذكرى ولادة مؤسس الطريقة القادرية (فيديو)

سوسن القياسي

بغداد – الأناضول

احتفل المئات من أتباع الطرق الصوفية في العراق بذكرى مولد الإمام الصوفي والفقيه الحنبلي "الشيخ عبد القادر الكيلاني"، مؤسس الطريقة القادرية المتوفي عام 561 للهجرة (1166 ميلادية).

واحتشد المحتفلون، بداية الأسبوع الحالي، عند مرقد الكيلاني في المسجد المعروف باسمه وسط العاصمة العراقية بغداد لممارسة طقوسهم الدينية، التي بدأت بدخول الأفواج من أتباع الطريقة ومريديها إلى "الحضرة" (محل مجلس الذكر بالمرقد) مرتدين زيا خاصا يميزهم مع الاستعانة بالموسيقى والحركات البدنية المصاحبة لحلقات الذكر الصوفي.

وعقب ساعات طويلة من الذكر والركض مع القول "حي الله حي"، يبدأ المريد بتحريك جسده  سريعا وبقوة مع ترديد بعض الأذكار قبل أن يقوم بـ"الدرباشة" (أي ضرب النفس وإدخال آلات حادة كالسكين أو المقص بالجسم دون نزف أي دماء)، وأكل الزجاج أو بلع النار.

والحضرة، مصطلح إسلامي صوفي يطلق على مجالس الذكر الجماعية والتي يؤديها المسلمون المنتمون للطرق الصوفية  وسميت بذلك لأنها "سبب لحضور القلب مع الله"، بحسب ما يعتقده الصوفيون وهي ركن هام في طرقهم.

ويتم في الحضرة أداء أشكال مختلفة من الذكر، كالخطب وتلاوة القرآن والنصوص الأخرى من أدعية وأوراد، وإلقاء الشعر والإنشاد الديني، والمديح النبوي المتخصص بمدح رسول الإسلام محمد والصلاة عليه، والدعاء والذكر الجماعي بشكل إيقاعي، وتستخدم فيها أحيانا الدفوف وآلات موسيقية أخرى.

وتعرف الحضرة بهذا الاسم في الدول العربية وبعض الدول الإسلامية غير العربية مثل إندونيسيا وماليزيا، في حين تعرف بأسماء أخرى في تركيا ودول البلقان.

وفي حديث مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء، أوضح حسين علوان عباس، إمام وخطيب جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني بعض المعلومات حول التصوف في العراق والطريقة القادرية الكيلانية، حيث قال إن "سيدنا الشيخ عبدالقادر الكيلاني ولد عام 470 هجرية وتوفي 561 هجرية وقضى عمره في العلم والتعليم وكان يفتي على المذاهب الأربعة وكان شافعي المذهب قبل أن يتحول إلى المذهب الحنبلي ومعه 10 آلاف من أتباعه".

واعتبر أن "طرائق التصوف هي تطبيق حرفي لسنة النبي محمد، وتطبيق لكتاب الله سبحانه وتعالى، وكان سيدنا الكيلاني أخذ على نفسه أن يأخذ بالعزيمة لا بالرخص التي رخصها الله سبحانه وتعالى وكان كثير الذكر وعمل الطاعات".

وأضاف عباس أن "أتباع الطريقة وأهل التصوف يدعون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن هناك أناس لا يأتون إلا بالزجر أو ببرهان خارق للعادة، كأكل النار أو الزجاج"، وهو ما اعتبره "من الخوارق التي يستطيع القيام بها المنتمون بعض للطرق الصوفية بمعونة من الله لعباده الصالحين".

وتحدث مراسل الأناضول إلى أحد المريدين الذي كان يبتلع النار (رفض تصويره خلال قيامه بذلك) حيث قال: "منذ الصغر أقوم ببلع النار وأكل الزجاج ولكنني لم أشعر بأية أذى ولا سوء في صحتي وإنما العكس أشعر براحة نفسية كبيرة وأفقد شعوري عندما أقوم بالذكر لأنني أحس بأني قريب إلى الله تعالى كثيرا وأنني واقف بين يديه ولا أعلم ماذا يجري في الدنيا".

وأضاف أنه يأتي من محافظة السليمانية (إقليم شمال العراق) مرتين كل عام "الأولى عند الاحتفالية بمولد الرسول الكريم محمد في 12 ربيع الأول والثانية عند الاحتفالية بأسبوع ولادة الشيخ عبدالقادر الكيلاني مؤسس الطريقة القادرية في 12 ربيع الثاني (الموافق هذا العام 22 فبراير/شباط)".

وتعرف العراق ست طرق صوفية، الأولى هي الطريقة القادرية وتسمى الكيلانية، وهي من أكثر الطرق انتشارا في العراق، ومؤسسها الشيخ عبد القادر الكيلاني الذي له مرقد كبير وسط العاصمة العراقية بغداد ويزوره مئات الآلاف من المتصوفين كل عام.

أما الطريقة الثانية فهي الكسنزانية وهي إحدى فروع الطريقة القادرية، وتسير على نهجها، وترجع تسميتها إلى اللغة الكردية حيث يعني اسمها بالعربية (لا أحد يدري) وشيخ الطريقة الحالي هو الشيخ محمد بن عبد الكريم بن عبد القادر بن عبد الكريم شاه الكسنزان ومقرهم قرب مدينة السليمانية في شمال العراق.

والطريقة الثالثة هي الرفاعية وتنسب إلى أبي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي المتوفى سنة 578 هـ (1182 ميلادية)، وتسمى بالبطائحية نسبة إلى ولاية بالقرب من قرى البطائح جنوب العراق، ويستخدم أتباعها السيوف ودخول النيران في إثبات الكرامات.

والطريقة الرابعة هي الطريقة النقشبندية وتنسب إلــى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري المتوفى سنة 791هـ (1389 ميلادية)، والملقب بشاه نقشبند الذي نشأ وعاش في الهند، ومن هناك دخلت إلى البلاد الإسلامية، ومن ثم انتشرت في العراق وعموم الشرق الأوسط وذلك على يد أبرز شيوخها وهو أبو البهاء ضياء الدين خالد بن أحمد الشهرزوري البغدادي المتوفي بدمشق عام 1242 من الهجرة الموافق لسنة 1826 من الميلاد.

أما الطريقة الخامسة فهي الخضرية تنسب إلى الخضر (عليه السلام)، انتشرت حديثا، وليس لها شيخ معترف به كباقي شيوخ الطرق الصوفية.

والطريقة  السادسة هي النبهانية وتنسب إلى الشيخ محمد النبهاني الشامي وهي من الطرق الجديدة التي ظهرت في سوريا وانتشرت في العراق على يد الشيخين ناظم العاصي العبيدي، ومحمود مهاوش الكبيسي المتوفيين عام 1983 ميلادية، وآلت المشيخة بعدهما إلى ماهر محمود مهاوش الكبيسي وراثة عن أبيه.

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın