"سليمان بك" العراقية.. مدينة أشباح (فيديو)
تشهد منطقة سليمان بيك التابعة لمحافظة صلاح الدين وسط العراق منذ أمس مواجهات مسلحة بين الجيش والشرطة من جهة ومسلحين مناهضين للحكومة من جهة اخرى؛ ما حولها إلى "مدينة أشباح" هجرها معظم أهلها بحثا عن الآمان.

شمال عقراوي
(أربيل) العراق- الأناضول
تشهد منطقة سليمان بيك التابعة لمحافظة صلاح الدين وسط العراق منذ أمس مواجهات مسلحة بين الجيش والشرطة من جهة ومسلحين مناهضين للحكومة من جهة اخرى؛ ما حولها إلى "مدينة أشباح" هجرها معظم أهلها بحثا عن الآمان، بحسب بعض سكانها.
وفي العراق إجمالا، لقي 85 شخصا حتفهم، وأصيب 175 آخرون بجروح، خلال الأحداث التي بدأت مع اقتحام الجيش العراقي فجر أمس الثلاثاء ساحة الاعتصام في قضاء "الحويجة" جنوب غرب كركوك، في عمل حاول الجيش تبريره بالحديث في بيان له عن "وجود إرهابيين" داخل الساحة.
أما في منطقة سليمان بك فقد "قتل سبعة من السكان، وأصيب 43 آخرين من المسلحين والمدنيين في الاشتباكات المتواصلة لليوم الثاني على التوالي"، بحسب حسن خلف البياتي، وهو نقيب شرطة في المنطقة.
وأضاف البياتي، في تصريحات لمراسل "الأناضول"، فإن "مسلحين ينتمون لتنظيم جيش الطريقة النقشبندية المحظورة يقاتلون الجيش والشرطة في سليمان بيك" غضبا مما حدث في الحويجة.
وجماعة "جيش الطريقة النقشبندية" متهمة بتنفيذ الكثير من التفجيرات والهجمات الدموية في محافظتي كركوك وصلاح الدين.
وبحسب سكان في سليمان بيك ،فإن "هذه الجماعة وجماعات مسلحة أخرى تستغل أعمال العنف بين السكان والجيش للدخول على خط الصراع، والإيحاء بأن السكان هم الذين يقاتلون قوات الأمن فيما يشبه الثورة المسلحة".
وأوضح البياتي أن "سكان سليمان بيك ينتمون لعشيرة البيات، ويتظاهرون ضد الحكومة منذ يناير/ كانون الثاني 2013، ولم تبدأ الاشتباكات مع الجيش والشرطة إلا أمس بعد ما جرى في الحويجة".
وختم بأن "الاشتباكات تدور حتى الآن، وهي شرسة، وتستعمل فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، فيما استدعى الجيش طائرات وكتيبة مدرعات".
وقد قتل في هذه الاشتباكات خمسة من جنود الجيش، وأصيب 20 آخرون، وفقا لـ"شلال عبدول"، قائم مقام قضاء طوزخورماتو، التي تتبعها ناحية سليمان بيك.
وامتدت رقعة الاشتباكات من بلدة الحويجة في محافظة كركوك، إلى عدة مناطق، منها سليمان بيك ويكنجة، وقرتبه.
وتعمل حكومة نوري المالكي، التي تواجه انتقادات حادة داخليا وخارجيا بسبب الدفع بالجيش للاصطدام بالسكان، على حشد المزيد من القوات في المناطق التي تشهد أعمال عنف.
فقد جرى اليوم الدفع بمزيد من القوات إلى كركوك، وذلك بعد أن وصل إلى منطقة سليمان بيك "اللواء 16"، معززا بمركبات والمروحيات مساء أمس الثلاثاء.
وحتى الآن، استخدم الجيش العراقي في ثلاث مناطق على الاقل سلاح الجو في عمليات القصف هي سليمان بيك، وقرتبه، والحويجة؛ مما زاد من عدد الضحايا.
وقال الشيخ حسن البياتي، من سكان سليمان بيك واحد شهود العيان، لمراسل "الأناضول": إن "شوارع المنطقة باتت شبه خالية.. ويوجد قتلى وجرحى في طرقات ومنازل، فيما تشن مروحيات غارات في المنطقة".
وقد دفعت اعمال العنف بالكثير من اسر سليمان بيك الى النزوح عنها الى مناطق مجاورة بحثا عن الآمان.
أحد هؤلاء الفارين، يدعى محمد بكر عاشور البياتي، قال لـ"الأناضول": "لجأت إلى مركز قضاء طوزخورماتو؛ فآليات الجيش تنتشر في سليمان بيك وتطلق نداءت بإخلاء المنطقة بغية عزلها للبحث عن المسلحين".
وأضاف: "وضعنا صعب، الكهرباء مقطوعة، القوات مستنفرة ومتوترة.. سليمان بيك الآن مدينة أشباح منكوبة. لم يبق في مساكن المنطقة سوى بعض النساء والاطفال.. تتهمنا الحكومة بأننا ننتمي إلى حزب البعث (المنحل الذي كان يقوده الرئيس السني الراحل صدام حسين) لكننا مسالمون ".
وعلى امتداد الطرق في مناطق عديدة من كركوك وصلاح الدين، ولا سيما تلك التي تشهد اعمال عنف او مجاورة لها، يذكر الوضع بأجواء الحرب، بحسب روايات شهود عيان لـ"الأناضول".
ويوضح هؤلاء الشهود أن المتاجر مغلقة وثمة طوابير طويلة لسيارات عند محطات الوقود للحصول على كميات منه، حيث بدء شح في الوقود، كما يقل المتوافر من الأغذية؛ جراء صعوبة عمليات نقل الوقود والسلع إلى هذه المنطقة بسبب أعمال".
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي تشهد ست محافظات عراقية، بينها صلاح الدين، احتجاجات تطالب برحيل رئيس الحكومة نوري المالكي، وإنهاء ما يعتبرها المحتجون سياسية إقصاء طائفية.