archive, الدول العربية

خبراء: تصريحات لوزير الدفاع المصري حملت رسائل للنظام والمعارضة

وجه وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي 6 رسائل خلال كلمته أمس علي هامش مشاركته في استعراض للاستعدادات القتالية أو ما يعرف عسكريا بـ"تفتيش حرب"، بحسب خبيرين، سياسي وعسكري.

12.05.2013 - محدث : 12.05.2013
خبراء: تصريحات لوزير الدفاع المصري حملت رسائل للنظام والمعارضة

إيمان عبد المنعم
القاهرة ـ الأناضول

وجه وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي 6 رسائل خلال كلمته أمس علي هامش مشاركته في استعراض للاستعدادات القتالية أو ما يعرف عسكريا بـ"تفتيش حرب"، بحسب خبيرين، سياسي وعسكري.

وشملت الرسائل التي كانت واضحة، بحسب وصف الخبيرين في تعليقهما لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء كلا من المعارضة، والنظام، والشعب، وجنود القوات المسلحة، بجانب وسائل الإعلام، وقوى بالتيار الإسلامي.

الرسالة الأولى من نصيب المعارضة وكانت "الأكثر وضوحا وصراحة" بحسب وصف عبد الوهاب الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية واللواء العسكري المتقاعد طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، وجاءت في ظل تزايد مطالب قوي المعارضة الرافضة لحكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، إلى الجيش بالنزول للميدان السياسي والعودة لقيادة البلاد من خلال جمع توكيلات من مواطنين له لإدارة شئون البلاد.

وجاءت الرسالة مفادها، بحسب الخبيرين، أن الجيش لن يدخل في العملية السياسية ولن ينجر لذلك، وأن مراهنات بعض القوي علي ذلك ستكون خاسرة، وأن عودة الجيش للحياة السياسية أمر غير واقعي.

وبكلمات واضحة وصارمة خاطب السيسي القوي الداعية لعودة الجيش بقوله "مفيش حد (لا يوجد أحد) هيشيل (سيقصي) أحدا ، ولا يجب أن يفكر أحد أن الحل عند الجيش، وعليكم ألا تغضبوا".

وأضاف: "الوقوف 10 أو 15 ساعة أمام صناديق الانتخابات أفضل من تدمير البلد" في إشارة للخيار الانتخابي وليس الانقلابي.

والرسالة الثانية وكانت للنظام المصري، حملتها تصريحات السيسي التي قال فيها مخاطبا القوى السياسية :"لابد من وجود صيغه للتفاهم فيما بينكم، فهذا الجيش نار لا تلعبوا بها، ولا تلعبوا معه، لكنه ليس نارًا علي أهله، لذلك لا بد من وجود صيغه للتفاهم بينكم.. البديل في منتهي الخطورة".

وقرأ أيمن عبد الوهاب هذا التصريح موضحا بأن "الجيش أراد أن يقول من خلاله إنه علي مسافة واحدة من الجميع وهو ليس مع أحد ضد الآخر ولكن لا يجب الاستقواء بنا من قبل طرف اتجاه الأخر".

بينما قرأها طلعت مسلم بأن "الجيش يقول إنه لن نقوم بعمل مناهض ضد النظام ولكن لا يجب إلا يتخذ النظام خطوات تخلق ظروفا تضطرنا للتدخل مجبرين".

الرسالة الثالثة وكانت من نصيب الشعب المصري واتفق، الخبيران، على أنها كانت واضحة وتقول إن الجيش والشعب إيد واحدة وأن الجيش لن يخيب أمله (الشعب) في الحفاظ علي حدود وأمن مصر القومي.

وقال السيسي مخاطبا الحضور وبينهم عدد من الفنانين والإعلامين والشخصيات العامة ورجال الأعمال شاركت في حضور المناورات أمس "مشاركتكم اليوم لطمأنه الشعب أن جيش مصر قوي جدا، وقادر جدا، وسيظل الشعار المرفوع دومًا، هو الجيش والشعب ايد واحده، متسائلًا: هل ممكن لأى احد أن يقتل نفسه؟. وأجاب: لا يمكن أن نفعل ذلك".

وفي رسالة رابعة موجهة لوسائل الإعلام قال وزير الدفاع المصري "لست ضد الاعلام ولا ضد الحديث، لكن أي حد (أحد) بيسيء للقائد العام يسيء للجيش"، مشيرا إلي غضب الضباط والجنود من الإساءة للمؤسسة العسكرية ولشخصهم ولقاداتهم.

وفي رسالة خامسة كانت واضحة وصارمة أيضا ، قال الخبيران إن مفادها أن "الجيش لن يسمح لقوي موالية للنظام من النيل من سمعة الجيش".

وقال السيسي "بيقولوا عليا راجل عاطفي طيب ماشي..من فضلكم اعرفوا ثقافة الجيش الكلمة تخدشه.. والنار لا تخدشه.. ايوه (نعم) الكلمة من أخوه وأهله تخدشه".

وتابع قائلا "فيه ناس قالوا أني بتذلل للشعب، بقول لهم أيوه (نعم) أنا بتذلل للشعب.. هل يمكن أن نتجبر علي أهلنا.. أتجبر علي اعدائي أما جناحي فهو لأهلي".

وكانت وسائل إعلام نقلت عن رئيس حزب الراية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل وصفه للسيسي بأنه "تكلم مع الناس كما لو كان ممثلا عاطفيا يتكلم في أمور عاطفية"، وذلك على خلفية كلمة ألقاها وزير الدفاع الشهر الماضي واعتبرها أبو اسماعيل تهدف "للتذلل للشعب من أجل استجلاب رضاءه بأن يعول على الجيش للعودة للحياة السياسية".

بينما كانت الرسالة الاخيرة لجنود القوات المسلحة والتي كانت هدفها "تطيب الخواطر الجنود بعد حملة الانتقادات المتواصلة ضد الجيش والسيسي" بحسب طلعت مسلم.

وقال وزير الدفاع لجنوده خلال الاستعراض العسكري :"إذا كان يكفيكم الاعتذار مني علي أي إساءه وجهت لكم، من فضلكم إقبلوا اعتذاري، ولا يوجد شيء ينال من روحنا المعنوية".

وأضاف: "الوظيفة اللي انا فيها في منتهي الخطورة، ولا استطيع مقابله الله بدم المصريين، ولازم تعرفوا إن القرار ده (هذا) من إبريل (نيسان) 2010 وده قرار استراتيجي".

ويأتي تعليق السيسي الأخير على خلفية تقرير لصحيفة الغادريان البريطانية الشهر الماضي نقلت عما وصفتها بـ"تسريبات من وثيقة" تفيد بأن الجيش المصري كان ضالعا في حالات الاختفاء القسري والتعذيب والقتل في أنحاء البلاد أثناء ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.

نفى السيسي، وقتها، أن تكون القوات المسلحة قد قتلت أو أمرت بقتل مصريين إبان الثورة التي أسقطت نظام الرئيس السابق حسني مبارك، محذرا من "الغدر" بالجيش، مستطردا بالقول إن "الضباط والجنود يتأثرون جدا من تلك الإساءة".

تجدر الإشارة إلى أن السيسي تولى منصبه في أغسطس/ آب 2012 خلفا للمشير حسين طنطاوي، آخر وزير للدفاع في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك ورئيس المجلس العسكري الذي أدار شؤون البلاد في الفترة الانتقالية عقب سقوط نظام مبارك.

وتولى المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد منذ تنحي مبارك في فبراير/ شباط 2011 وحتى تسليم السلطة للرئيس محمد مرسي في يونيو/ حزيران 2012.

وتعرض المجلس العسكري في السابق لانتقادات بسبب أساليب إدارته للبلاد في المرحلة الانتقالية التي تلت ثورة يناير/كانون الثاني 2011 لحين انتخاب الرئيس محمد مرسي الصيف الماضي، ومن بينها استخدام القوة ضد متظاهرين ومحاكمة مدنيين أمام محاكم عسكرية.

 

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın