archive, الدول العربية

خبراء: الفيلم المسيء على خطى "فضيحة لافون" الإسرائيلية

قالوا إن ثورات الربيع العربي وما نتج عنها من وصول التيار الإسلامي للحكم دفع تل أبيب للتحرك وزرع الاضطرابات والتوتر في المنطقة

22.09.2012 - محدث : 22.09.2012
خبراء: الفيلم المسيء على خطى "فضيحة لافون" الإسرائيلية

إيمان عبد المنعم

القاهرة - الأناضول

اتهم خبراء سياسيون إسرائيل بالوقوف وراء إنتاج الفيلم "المسيء" للرسول محمد خاتم الأنبياء، ونشره لإثارة غضب المسلمين والإضرار بعلاقتهم بالغرب على خطى "فضيحة لافون" في القرن الماضي.

وفضيحة "لافون"، نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بنحاس لافون، تطلق على اكتشاف خلية إسرائيلية خططت لتفجير أهداف أمريكية وبريطانية في القاهرة عام 1954 عقب ثورة 23 يوليو بهدف دفع العلاقات بين مصر والغرب في تلك المرحلة إلى الصدام.

وقال مدحت الشريف، الخبير الإستراتيجي والأمني بعدة مراكز بحثية، لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء إن ثورات الربيع العربي وما نتج عنها من وصول التيار الإسلامي للحكم "دفع بإسرائيل للتحرك وزرع الاضطرابات والتوتر في المنطقة".  

وأضاف الشريف، الذي اتفق مراقبون وخبراء آخرون مع رأيه "إن إسرائيل تشعر بالخطر بعد اقتراب مصر من حالة الاستقرار وتقديم أوروبا مساعدات اقتصادية لها، ومن هذا المنطلق بدأت مبكرًا ومنذ أيام الثورة المصرية في نشر رجالها لقياس الرأى العام، والتعرف علي توجهات الأحزاب، وفتح قنوات للاتصال مع الجهات الأقرب إلي توجهاتها"، مدللاً على ذلك باكتشاف الأجهزة الأمنية المصرية للجاسوس الإسرائيلي إيلان جبرايل في منتصف يونيو/ حزيران 2011.

ورأى الشريف أن إستراتيجية إسرائيل في هذا "لم تختلف منذ ثورة يوليو 1952 وحتى ثورة يناير 2011"، وربط بين فضيحة لافون وتفجيرات العراق التي وقعت أوائل الخمسينيات وبين الفيلم المسيء للرسول، وما حدث في السفارة الأمريكية بليبيا الشهر الجاري.

وتفجيرات العراق وقعت عام 1951، واستهدفت دور عبادة تخص اليهود، وتردد أن هدفها إثارة نزاعات بين اليهود وبقية العراقيين، وتحفيز اليهود للهجرة إلى إسرائيل.

وقال: "إسرائيل استهدفت مصالح غربية في بلدان الربيع العربي، ومنها السفارات والمكاتب الخاصة بها بهدف تدمير العلاقة مع الغرب" مع حرصها على تنفيذ تلك العمليات بأيد غير إسرائيلية، وأن يتم إلصاقها بدولة أخرى أو جماعة أو جهة ما، وخاصة الإخوان المسلمين أو الاشتراكيين.

وقال إن الفيلم جاهز من فترة، وتم دفع مجموعات يهودية في الخارج لتمويله، ثم الزج بأقباط (مسيحيون مصريون) في الخارج في الترويج له.

ولم يستبعد الشريف أن يكون هناك تواصل بين الجماعات المسلحة في سيناء وإسرائيل، وأن يكون لهذا بصماته في عملية رفح والتي راح ضحيتها 16 ضابطًا وجنديًا مصريًا في الشهر الماضي بسيناء.

كما أشار إلى أن ما حدث في  السفارة الأمريكية بليبيا "يحمل بصمات استخباراتية واضحة، لأنه تم بشكل احترافي ودارس لموقع السفارة جيدًا يصعب على الثوار والجماعات الجهادية القيام به".

وقُتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم استهدف القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي الليبية الشهر الجاري، على خلفية الاحتجاجات على الفيلم "المسيء".

ومن جانبه يرى الباحث السياسي ومستشار رئيس الجمهورية، محمد سيف الدولة، أن هناك "محاولات لزراعة الاضطرابات والقلائل في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي لا تخلو من بصمات صهيونية، من بينها الفيلم المسيء، وكذلك نشر جواسيس لها في تلك البلدان".

وأوضح سيف الدولة، الذي فضَّل الحديث في هذا الأمر بصفته باحثًا سياسيًا متخصصًا في الشئون الإسرائيلية وليس مستشارًا للرئيس، أن الهدف من ذلك هو "إرسال رسائل للغرب تشير إلى أن الديمقراطية غير صالحة للتطبيق في تلك البلدان التي قامت بثورات، وأنها ستسفر عن مشاهد كتلك التي شوهدت في ليبيا ومصر وتونس ولبنان، وأن الدول العربية بها الكثيرون ممن يفكرون  بطريقة بن لادن".

وتابع قائلاً: "إن غالبية تلك المحاولات التي يقوم بها الموساد تهدف بشكل مباشر للنيل من التيارات الإسلامية التي وصلت للحكم بفضل الربيع العربي"، مشيرًا إلى أن الموساد يخشى من تكرار الصعود الإسلامي في سوريا أو تزايد النفوذ الإيراني، ومن هنا يخطط لعمليات تبعد الأنظار عن الأمة في سوريا".

وفي تقدير سيف الدولة فإن المخطط هو "إحباط وتفريغ ثورات الربيع العربي من مضمونها وخروج الرأي العام على الحكام الجدد.. والأيام القادمة ستسعى الأذرع الصهيونية للضغط على أعضاء الكونجرس لوقف الدعم لمصر، وزرع الانقسامات بين القوى السياسية في مصر وتونس وليبيا".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın