archive, الدول العربية

"حريم السلطان" يُعيد الجزائريات إلى زمن "الهوانم"

بالنسبة للجزائرية "آسيا" فإن المسلسل "سَحَر الجزائريين والجزائريات، فبات السلطان سليمان القانوني والصدر الأعظم إبراهيم باشا قدوة للرجال، وباتت السلطانة هيام هانم المثل الأعلى للفتيات".

11.02.2013 - محدث : 11.02.2013
"حريم السلطان" يُعيد الجزائريات إلى زمن "الهوانم"

يوسف ضياء الدين

الجزائر - الأناضول

استطاع المسلسل التاريخي التركي "القرن العظيم" المترجم عربيًا إلى "حريم السلطان"، أن يسافر بالجزائريين إلى الفترة التي حكم فيها العثمانيون بلادهم، فسَرَح بأذهانهم بين قصور الباشوات الموجودة في الجزائر، كما جعلهم يكتشفون أصول عادات لا زالوا أوفياء لها إلى اليوم.

 وحرص الجزائريون على متابعة المسلسل - الذي انتهى عرض جزئه الثاني الأسبوع الماضي - على القنوات الفضائية المغاربية والعربية، إذ لا تعرضه القنوات الوطنية الرسمية أو الخاصة.

 تقول آسيا، وهي ربة بيت، في حديثها لمراسل "الأناضول" إنها "تدمن" متابعة المسلسل منذ جزئه الأول.

وتضيف "أتابع المسلسل على قناة المغربية مساء بعد أن أنتهي من أشغالي، كما أن هذا التوقيت مناسب حتى للمرأة العاملة".

 بالنسبة لآسيا المسلسل "سَحر الجزائريين والجزائريات، فبات السلطان سليمان القانوني والصدر الأعظم إبراهيم باشا قدوة للرجال وباتت السلطانة هيام هانم المثل الأعلى للفتيات".

وتشرح محدثتنا مدى احساس متابعي المسلسل بأنهم يشاهدون حضارة ليست بعيدة عنهم قائلة: "عندما نشاهد المسلسل لا نحس أننا نتعامل مع حضارة غريبة عنا.. فنحن والأتراك لازلنا نحافظ على نفس الأزياء مثل فساتين الأعراس التي ظهرت في المسلسل هي نفسها التي نرتديها في أعراسنا".

وتضيف: "الحمّامات النسائية المشتركة هي نفسها التي عندنا ما يدل على أن الأتراك نقلوا إلينا حماماتهم، وكذلك المجوهرات الكثيرة التي ترتديها النساء، وحتى المأكولات والأطباق التي تتحدث عنها نسوة الحرملك والتي تعد في مطبخ القصر".

 وعن أوجه التشابه الأخرى بين الأتراك والجزائريين، تذكر آسيا ما تعلق بالأعراس فتقول "عرس السلطانة خديجة زوجة ابراهيم باشا هو صورة طبق الأصل عن أعراسنا، فالعروس تلبس في اليوم الأول لباسا ثقيلا وتقليديا إن صح القول، يكون مطرّزا بشكل جيد ومعه الكثير من المجوهرات، أما في اليوم التالي للعرس فتلبس العروس لباسا خفيفا".

 آمال، وهي موظفة بالعاصمة الجزائر، تحدثت مع مراسل "الأناضول" عن تطابق كامل في عادة تخضيب يدي العروس بالحناء ليلة عرسها ووضع قطعة ذهب في يدها قائلة : "إنه تطابق تام، نحن نقول في موروثنا العاصمي أن العروس يجب أن تحني على شيء من الذهب وهو ما شاهدناه في المسلسل ويعني أن هذه العادة ورثناها عن الأتراك، نختلف عنهم في لون لباس العروس لحظة الحناء، فهم يلبسون الأحمر بينما نلبس نحن الأبيض".

 أما سلمى، وهي صحفية، فتقول إن والدتها لا تفوّت أي حلقة من المسلسل "أنا لا أتابعه لكن والدتي مجنونة به، وهي تحدثني بين الفينة والأخرى عن التشابه الكبير في عاداتنا مع الأتراك، فمثلا تحيط النسوة عندنا بالعروس لحظة الحناء وهي تضع لحافا يغطيها، ويطُفن بها ويغنين ويصفقن ويشترطن عليها أن تبكي، وإن لم تبكِ فلا يتوقفن أبدا عن الغناء والتصفيق، وهو ما شاهدناه في الكثير من المسلسلات التركية وليس في هذا المسلسل فحسب".

وأكملت: "الفرق بيننا وبينهم ان العروس التركية تضع لحافا أحمر بينما نضع نحن لحافا أبيض نسمّيه الحويكة وهو تصغير للحايك الذي تستر به المرأة كل جسدها عندما تكون خارج بيتها".

 وتضيف سلمى "خيط الروح، وهو ذلك العقد الذي تضعه السلطانات على رؤوسهن ويتدلى حتى جباههن، نضعه نحن الجزائريات في أعراسنا أيضا، ما يعني أننا على خطو واحد في هذه الموضة".

 أما حنان، وهي ربة منزل وتحمل شهادة في الأدب الإنجليزي، فتقول: "الفساتين التي تلبسها السلطانات العثمانيات في تلك الفترة باتت متداولة في وقتنا المعاصر، خاصة في الأعراس بالعاصمة الجزائر.. فالمصممة العاصمية باتت تضيف لمسة عثمانية على تصاميمها الخاصة بالعروس من قبيل الإكثار من الأحجار البراقة ونوعية الخياطة والطرز".

 وتختتم حنان متحدثة لـ"الأناضول": "هناك حلي ليست ذهبية حرصت الفنانات التركيات على الظهور بها في هذا المسلسل، هذه الحلي باتت موضة اليوم، وقبل اليوم، في الجزائر، وأعتقد أن اسمها سافاري، نسبة إلى نوع المعدن الذي صنعت منه، وهي باهظة الثمن أيضا".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın