"الوحدة الوطنية" تخيم على مظاهرات جمعة مصر (محدث)
شهدت القاهرة وعدة مدن مصرية عدة مسيرات ووقفات احتجاجية، في إطار فاعليات "جمعة الدم المصري حرام"؛ التي تم الدعوة إليها للتنديد بأحداث العنف التي وقعت بين مسلمين ومسيحيين.

مراسلون- الأناضول
شهدت العاصمة المصرية القاهرة وعدة مدن مصرية عدة مسيرات ووقفات احتجاجية، في إطار فاعليات "جمعة الدم المصري حرام"؛ التي تم الدعوة إليها للنديد بأحداث العنف التي وقعت بين مسلمين ومسيحيين قبل نحو أسبوع وراح ضحيتها قتلى وجرحى.
وبدأت أحداث العنف على خلفية شجار بين مواطن مسلم وآخر مسيحي في مدينة الخصوص شمال القاهرة الجمعة الماضي، وتطورت إلى اشتباكات بين مسيحيين ومسلمين في المدينة تواصلت حتى السبت الماضي؛ ما خلف 7 قتلى من الجانبين. كما سقط قتيلان يوم السبت الماضي في اشتباكات بين مجهولين ومشيعين أثناء تشييع جثامين المسيحيين الذين قتلوا في مدينة الخصوص من الكاتدرائية القبطية في العاصمة المصرية.
في القاهرة، توافد المئات على ميدان التحرير، وسط القاهرة، بعد ظهر اليوم الجمعة؛ للمشاركة في مظاهرات "جمعة الدم المصري حرام".
وأفادت مراسلة "الأناضول" بأن ميدان التحرير، الذي يوصف بأنه "مهد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011"، شهد تجمعين لأداء صلاة الجمعة، الأول داخل مسجد عمر مكرم، حيث أمّ المصلين الشيخ مظهر شاهين، الشهير بـ"خطيب الثورة"، والثاني في قلب الميدان، حيث أمّ المصلين الشيخ محمد عبد الله نصر، منسق "جبهة أزهريون مع الدولة المدنية"، التي دعت إلى تظاهرات اليوم.
وأكد نصر، في خطبته، على ترابط نسيجي الشعب المصري (المسلمين والمسيحيين)، منددًا بأحداث العنف الأخيرة بين مسلمين ومسيحيين.
وعقب صلاة الجمعة اليوم في ميدان التحرير، توجّه المئات من المتظاهرين إلى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية (الكنيسة الأم للطائفة الإنجيلية في مصر)؛ تعبيرًا عن تضامنهم مع المسيحيين عامة، بعد أحداث عنف الخصوص والكاتدرائية.
وردد المتظاهرون أمام الكنيسة هتافات مناهضة للنظام الحاكم، وأخرى مؤكدة على الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين في مصر من قبيل: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يا محمد قول لمينا.. الرصاص بيقوينا"، و"مسلم .. مسيحي.. إيد واحدة".
وبقيادة الشيخ مظهر شاهين، دخل عشرات المتظاهرين إلي الكنيسة. ووجّه شاهين كلمة قال فيها إن "دماء المصريين مسلمين ومسيحيين اختلطت أيام الثورة (ثورة 25 يناير)، ولن يتفرق أبناء الشعب الواحد مهما حدث".
ثم وجّه قس كنيسة الدوبارة رسالة شكر إلى شاهين، مضيفًا أن الكنيسة الإنجيلية مفتوحة الأبواب لخدمة شعب مصر.
بعد ذلك، عاد المتظاهرون إلى ميدان التحرير ليواصلوا فعاليات "جمعة الدم المصري حرام".
وأذاعت المنصة الوحيدة في الميدان، التي أقامها المتظاهرون، أغاني وطنية مصرية شهيرة، فيما ردد المتظاهرون هتافات الوحدة الوطنية من قبيل: "قوم يا مسلم قوم يا قبطي .. مصيبتك هي مصيبتي"، و"مسلم.. مسيحي.. إيد واحدة".
وبحسب مراسلة "الأناضول" فإن أغلب المتظاهرين هم من المستقلين، الذين لا ينتمون إلى أي تيارات سياسية، وقد غابت لافتات الأحزاب والتيارات السياسية عن ميدان التحرير اليوم.
ورغم هذه المظاهرة، شهد التحرير حالة من الانسياب المروري، حيث تم فتح مداخله أمام حركة السيارات.
وكانت جبهة "أزهريون" - التي تضم شخصيات أزهرية رافضة لحكم جماعة الإخوان المسلمين والتيار السفلي - قد أعلنت تنظيمها "جمعة الدم المصري حرام"، في ميدان التحرير؛ وذلك للتنديد بأحداث الخصوص والكاتدرائية.
وخارج العاصمة، شهدت مدن مصرية أخرى مسيرات احتجاجية مناهضة للنظام الحاكم، ومنددة بأحداث الخصوص والكاتدرائية.
ففي الإسكندرية (شمال) شارك المئات في مسيرة احتجاجية، انطلقت بعد صلاة الجمعة من ساحة مسجد القائد إبراهيم (وسط المدينة) باتجاه ميدان سيدي جابر (شرق).
وردد المتظاهرون، وأغلبهم لا ينتمي لحركات سياسية معروفة، شعارات مناهضة للرئيس المصري محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، من بينها: "ارحل.. ارحل"، و"يسقط.. يسقط.. حكم المرشد"، في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
كما ندد المتظاهرون بأحداث الكتائدرائية والخصوص، رافعين لافتتات تحمل شعارات مؤكدة على الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين في مصر من قبيل: "مسلم ومسيحي.. إيد واحدة".
وفي مدينة المحلة الكبرى، التابعة لمحافظة الغربية، بدلتا نيل مصر، نظم العشرات وقفة احتجاجية بـ"ميدان الشون"؛ احتجاجا على ارتفاع أسعار السلع، ومطالبة بالافراج عن زملائهم المعتقلين، وتنديدا بأحداث العنف الطائفي.
وردد المتظاهرون - وبينهم منتمين لحركة شباب 6 إبريل وائتلاف شباب الثورة - هتافات مناهضة للحكم، وقاموا بحرق صورة للرئيس المصري.
كما رفعوا لافتات داعية إلى الوحدة الوطنية تحمل عبارات من بينها: "لا للفتنة الطائفية".
وفي مدينة طنطا المجاورة، نظم العشرات وقفة احتجاجية في ساحة الشهداء، ضمن فاعليات "جمعة الدم المصري حرام"؛ تنديدا بأحداث الكاتدرائية والخصوص.
وفي مدنية السويس (شمال شرق القاهرة)، شهد ميدان الاربعين توافد العشرات من المنتمين لتيارات سياسية مختلفة؛ تنديدا بالعنف الطائفي.
وفي أحاديث لمراسل الأناضول، اتهم محتجون الرئيس المصري وجماعة الإخوان بـ"الفشل" فى إدارة البلاد، و"التسبب في نشر الفتن الطائفية". ورددوا هتافات من أبرزها: "إيد واحدة"، و"قالوا مشاكلنا طائفية.. لكن مشاكلنا إخوانية"، و"ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة فى كل شوارع مصر".
وفيما شهد شارع النمسا بمدينة السويس وقفة احتجاجية مماثلة، نظم العشرات من السائقين والمواطنين وقفة احتجاجية فى شارع الجيش للمطالبة بتوفير السولار، محملين الحكومة المسئولية عن أزمة الوقود التى تمر بها البلاد.
وبشأن آخر تطورات أحداث الكاتدرائية والخصوص، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان اليوم، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، أنها "تمكنت من تحديد وضبط تسعة من العناصر المشاركة فى أحداث الكاتدرائية يوم 9 أبريل/ نيسان الجارى".
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أنه "تم إتخاذ الإجراءات القانونية قبل العناصر المضبوطة وأحيلوا للنيابة العامة التى تولت التحقيق". وختمت بأن "الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لضبط باقى العناصر المشاركة فى تلك الأحداث".
-------
شارك في التغطية: شريف الدواخلي- نجوى خليل- محمد السيد - السيد عبد اللاه