archive, الدول العربية

النمط العثماني يكسو أسواق صيدا القديمة (فيديو)

الأسواق تعود للعهدين العثماني والمملوكي، وتعد الوحيدة في لبنان التي تحافظ حتى اليوم على نمط حياتها القديم، بحسب مؤرخين لبنانيين

11.11.2012 - محدث : 11.11.2012
النمط العثماني يكسو أسواق صيدا القديمة (فيديو)

عبد الرحمن عرابي

بيروت- الأناضول

"ادخلوها آمنين".. عبارة تزين احدى البوابات الأساسية في الأسواق القديمة لمدينة صيدا جنوب لبنان والتي تحمل اسم "البوابة الشاكرية" نسبة للوالي العثماني "شاكر بك" الذي رمم البوابة قبل 120 عاما.

ويعتبر "الشاكرية" من أقدم أسواق المدينة التجارية على الإطلاق، اسمه رسميا كما هو مسجل في بلدية صيدا "شارع الرئيس بشارة الخوري" (نسبة للرئيس اللبناني الأسبق) الذي أطلق عليه أواسط الاربعينيات، لكن لا أحد يعرفه اليوم إلا باسم "سوق الشاكرية"، وكلمة شاكرية هي تركية وتعني بالعربية "السكين".

ويسرد المؤرخ الصيداوي طلال مجذوب تاريخ الأسواق القديمة في صيدا التي تعود إلى العهدين المملوكي والعثماني، مشيرا الى أنها بنيت على الطراز الإسلامي للمدن، حيث تضم كل مدينة سوقا مركزيا تتوسطه ساحة، ويتم تسمية الأسواق بحسب البضائع التي تروج فيها، وأيضا بحسب الحرف والمهن التي تمتاز بها هذه الأسواق.

ويقول مجذوب لمراسل وكالة "الأناضول": "أسواق صيدا القديمة هي الوحيدة في لبنان التي تحافظ حتى اليوم على نمط الحياة نفسه منذ العهود الإسلامية، إذ لا يزال يقطن ما يقارب الخمسة عشر ألف نسمة في بيوتها التاريخية وهو ما لم نعد نشهده في مدن أخرى كطرابلس وبيروت.

"وتضم منطقة الأسواق القديمة في صيدا أربعة كنائس تعود لعدد من الطوائف المسيحية، وهي: كنيسة الطائفة الأرثوذكسية التي شيدت بعد زيارة القديس بولس لها، والكنيسة المارونية التي تعود للقرن السادس عشر، وكاتدرائية الكاثوليك، والكنيسة البروتستانتية.

ويشير المجذوب إلى أن التعايش الإسلامي المسيحي في الأسواق يتجلى في صورة أبراج الكنيسة التي تجاور مآذن مسجد باب السراي والمسجد العمري. وإلى جانب البوابة الشاكرية يمكن للزائر أن يدخل إلى الأسواق من بوابتي عكا وبيروت والتي تعرف اليوم "بالفوقانية" والتحتانية".

وبحسب المجذوب لم تقتصر أعمال التجارة على التجار العرب أو المسلمين في هذه الأسواق، اذ أقام التجار الفرنسيون في "خان الإفرنج" المخصص لاستقبال التجار الأجانب، ومارسوا الأعمال التجارية في بدايات القرن الماضي، حتى استحدث الوالي العثماني السوق الأسبوعي في الخان.

ويطلق العرب تسمية "خان" على مكان مبيت المُسافرين ، ويقابله في العصر الحديث كلمة "فندق".

ويثني المجذوب على ترميم مجلس بلدية صيدا للطرقات في الأسواق حيث تم "تبليط" الطرقات باستخدام أحجار "الغرانيت" مما يساهم في الحفاظ على الطابع العام للأسواق، في حين بقي مشروع تمديد الشبكة الكهربائية في الأسواق والتي تشوه المظهر العام تحت الأرض منذ خمسة عشر عاما بانتظار تنفيذه.

من جهته، تحدّث "أبو محمود" التسعيني لمراسل "الأناضول" عن ذكرياته في السوق والتي بدأت قبل سبعين سنة عندما بدأ ببيع الخضار مع شريك له، وفي المساء كانت مقاهي السوق تجمع مختلف التجار في جلسات لعب الورق وتدخين "النرجيلة".

وبعدما كان يتم تسمية كل سوق انطلاقا من اسم الحرفة التي يتقنها القائمون عليه، اختلطت اليوم الحرف في الأسواق، فانتشر عدد من المتاجر والمطاعم التي تلبي طلبات السياح الذين يزاحمون السكان في زيارة المحال التجارية التي تقدم البضائع بأسعار مخفضة عن تلك الموجودة خارج الأسواق.

وتشمل المتاجر الموجودة حاليا: محال الخضار، والأفران، ومتاجر الألبسة الجاهزة، إلى جانب عدد من محال "النجارة"( العمل بالخشب) كما تنتشر محال صانعي الأحذية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın