archive, الدول العربية

الثورة تمنح لقب "الخنساء" للأم السورية في عيدها

"الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأدعوه أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".. بهذه الكلمات استقبلت الصحابية تماضر بنت عمرو، الملقبة بـ"الخنساء"، خبر مقتل أولادها في معركة القادسية.

21.03.2013 - محدث : 21.03.2013
الثورة تمنح لقب "الخنساء" للأم السورية في عيدها

حازم بدر
القاهرة- الأناضول

"الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأدعوه أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".. بهذه الكلمات استقبلت الصحابية تماضر بنت عمرو، الملقبة بـ"الخنساء"، خبر مقتل أولادها في معركة القادسية، يوم 13 شعبان عام 15 هجرية. ومن يومها، أصبح لقب "الخنساء" لصيقًا بكل أم تستقبل خبر موت أبنائها في صبر واحتساب.

وعلى مدار أكثر من عامين، هو عمر الثورة السورية التي انطلقت في مارس/آذار 2011، استحقت أمهات سوريات هذا اللقب، ليصبح وكأنه هدية تلقينها من أبنائهن بعد أن غيبهم الموت عن الاحتفال معهن بيوم الأم، الذي تحتفي به المنطقة العربية يوم 21 مارس/آذار من كل عام.

وتعد "أم عبد الغني"، وهي من مدينة حلب شمال سوريا، واحدة من أشهر من حملن لقب "الخنساء" في سوريا.

وعلى صفحة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، دشنها نشطاء سوريون للاحتفاء بـ"أم عبد الغني"، يقول محمد مالك، أحد نشطاء حلب، إن "خنساء حلب، كما نحب أن نسميها، استشهد ابنها عبد الغني قبل 7 شهور، ثم استشهد ابنها أحمد قبل شهرين، واعتقل ابنيها يحيى وبدر، فلم تمنع ابنها الخامس عبد الله، عن الانضمام لصفوف الثورة".

و"أم عبد الغني" ليست الوحيدة، التي تحمل لقب "الخنساء" في حلب، إذ تحمله أيضا "زينب سيد علي"، المعروفة بـ"أم أحمد"، منذ "استشهد" ثلاثة من أبنائها في الثورة السورية، وانضم أربعة من أحفادها إلى قوات "الجيش السوري الحر"، التي تقاتل لإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وعن هذه "الأم الصابرة"، يقول الناشط السوري، مالك عوض، على "فيس بوك": "لقد قتل ابنها البكر أحمد (48 عامًا) إثر استقرار رصاصة في رأسه خلال مظاهرات بمدينة إعزاز في حلب كانت تطالب بإسقاط النظام".

ثم بنفس القدر من "الإيمان والصبر، استقبلت أم أحمد نبأ استشهاد ابنها الثاني عمر، بعد أن ألقت أجهزة بشار الأسد الأمنية القبض عليه، وعذبته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم ألقت به قرب مقبرة إعزاز".

وكأي أم تهيمن عليها غريزة الأمومة والخوف على أبنائها، كان من الممكن أن تطلب منهم الابتعاد عن المشهد الثوري، لكنها لم تفعل، فكانت على موعد مع نبأ "استشهاد" ابنها الثالث محمود قبل شهر.

وبحسب الناشط على فيس بوك، "عوض"، "أبدت أم أحمد صلابة نادرة، ودائما ما ترد على من يرغب في مواساتها: كيف أحزن وقد مات أبنائي على طريق الحرية والتحرير من نظام أذل الشعب واغتال الأرض والإنسان والحياة، وقتل السلام والعدالة".

وإذا كانت "أم أحمد" قدمت ثلاثة من أبنائها، فإن "أم فايز"، الملقبة بـ"خنساء (مدينة) دير الزور" (شرق) قدمت ستة من أبنائها.

وكما يحكي نشطاء سوريون، على صفحة أخرى في موقع "فيس بوك" مخصصة للاحتفاء بها، فإن "ثلاثة من أبناء أم فايز، وهم فايز وباسم وبسام، استشهدوا في دقيقة واحدة، وبعد بثلاثة أشهر تبعهم شقيقهم الرابع (عبود)، الذي قاد مجموعة من الثوار في منطقة الحسكة بدير الزور، وبعد عشرة أيام ودعت ابنيها فيصل وفواز".

ومع هذه التضحيات، تبقى "أم عبد الغني" و"أم أحمد" و"أم فايز" ثلاث قصص لأمهات من بين كثيرات منحتهن الثورة السورية، لقب "الخنساء"، تعويضًا عن هدايا كانوا يستقبلونها في مثل هذا اليوم من أبنائهن.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın