archive, الدول العربية

استقبال الحجيج في الجزائر.. قرآن وأعراس وجريد نخل

الجزائريون يحرصون على الإعلاء من شأن فريضة الحج وتعظيمها خاصة في طريقة توديع واستقبال حجاج بيت الله الحرام.

09.11.2012 - محدث : 09.11.2012
استقبال الحجيج في الجزائر.. قرآن وأعراس وجريد نخل

الجزائر ـ الاناضول


يحرص الجزائريون- كغيرهم من المسلمين- على الإعلاء من شأن فريضة الحج وتعظيمها خضوعا لأمر الله تعالى في كتابه، وينعكس هذا الإعلاء في طريقة توديعهم واستقبالهم حجاج بيت الله الحرام.
ولا يتخلف الجزائريون عن استقبال حجيجهم في المطارات بمحافل من السيارات والمدائح الدينية التي تصدح بها المسجلات (راديو السيارة)، وتصطف السيارة الواحدة تلو الأخرى وتتعالى صافراتها وهي تعود بضيوف الرحمن العائدين إلى بيوتهم، وفقا لمراسل وكالة الأناضول للأنباء.
تقام في شمال البلاد ولائم من أطباق "الكسكسي" و"الشخشوخة" المحضّرة بلحم الكباش، ويتوجه المهنّئون دون تمييز ودون دعوة إلى بيت الحاج.
وبعد تناول الأطباق التقليدية، يتحلّق الجميع حول الحاج، ويباشر هو الحديث عن مشاهداته في أرض الله الحرام، ويحكي لهم عن زياراته قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر وزيارته مقبرة البقيع وأيضا مقبرة شهداء أحد، ما يجعلهم يتشوّقون أكثر لأداء هذه الفريضة.
ومن عادة الحجاج في الجزائر أن لا يدعوا ضيوفهم يغادرون فارغي الأيدي، فيهدونهم مسابح أو سجادات الصلاة أو شيئا من ماء زمزم أو أقمصة صلاة (جلباب).
في مدينة غرداية، مدخل الصحراء الجزائرية، تفرض العادات على الحجاج أن يذهبوا إلى المساجد بمجرد عودتهم إلى أرض البلاد.
ويقول محمد بن أحمد، أحد سكان المدينة "إن هذه العادة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وهي تطبيقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أمر المسافرين بالعودة من سفرهم إلى المسجد مباشرة وبصلاة ركعتين في المسجد قبل العودة إلى بيوتهم".
وبحسب محمد فإن "من عادة سكان غرداية أن يزيّنوا مداخل بيوتهم بجريد النخيل قبيل وصول الحجيج، ويعتقد أهل المنطقة أن هذه العادة مقتبسة من استقبال أهل المدينة المنورة النبي محمد بجريد النخيل لدى هجرته إليهم من مكة المكرمة.
وفي عمق الصحراء بمدينة تمنراست، تعلن المساجد عن موعد وصول الحجيج ويستقبلون فيما يسمى "مصليات العيد"، وهي أماكن عبادة صغيرة قريبة من مقار سكنى الحجاج.
ويقول محمد بلحاج، المقيم في تمنراست لـمراسل "الأناضول"، إن الأهالي يستقبلون الحجيج بالزغاريد وبطلقات البارود في المطار، ويطهى لهم ما يسمى "الخبز الرقيق"، خاصة في منطقتي عين صالح وتنمراست، وهو الطبق الأشهى في أطعمة الطوارق، على حد تعبير بلحاج ، إذ يعجن بالدقيق ويطهى في الفحم، ويسمى الكسرة أيضا.
كما يطبخ طبق آخر يدعى "الطقلّة" خصيصا للحجاج، وهو عبارة عن مرق العدس المطهيّ على الفحم.
وفي منطقة بسكرة الصحراوية أيضا، فيستقبل الأهالي الحجاج بالمدائح الدينية وبتلاوة القرآن أسبوعا كاملا في بيوت الحجاج.
وتقام "أعراس حقيقية" طيلة الأسبوع الذي يلي عودة الحجاج، وتقام هذه الأعراس على شرف الحجاج لكن معظم المدعوين إليها هم الفقراء والمساكين، حيث يشبع فيها هؤلاء اللحمَ وما طاب من الأطعمة والفاكهة، ويحرص أهل بسكرة أن لا يدعو فقيرا إلا وتناول الغداء والعشاء وفطور الصباح عند أهالي الحجاج، ويراهنون كثيرا على أن يشبع الفقير في هذه المناسبة، وأن لا يكون في حاجة لأن يمدّ يده.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın