إدريس لشكر.. الزعيم الجديد لأكبر حزب يساري بالمغرب
عقب فوزه صرَّح بأن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية "سيبقى في المعارضة إلى أن يخرج منها عبر صناديق الاقتراع".

عمر نجاح
الرباط - الأناضول
انتخب إدريس لشكر، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، كاتبًا أول (رئيسًا) لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكبر أحزاب اليسار في المغرب، وثالث قوة سياسية معارضة في البلاد.
جاء ذلك في اليوم الثالث من المؤتمر الوطني التاسع للحزب المنعقد منذ الجمعة الماضي بمدينة بوزنقية، 30 كيلومترًا جنوب العاصمة الرباط بوسط المغرب.
وكسب لشكر، الذي تولى منصب الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان في الحكومة المغربية السابقة، الجولة الثانية من انتخابات الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي بعد حصوله على 848 صوتًا مقابل 650 صوتًا لمنافسه أحمد الزايدي، الذي يرأس المجموعة البرلمانية للحزب في مجلس النواب، الغرفة الأولى من البرلمان.
وتنافس لشكر على منصب الكاتب الأول، مع ثلاثة قياديين بارزين، وهم فتح الله ولعلو، وزير الاقتصاد والمالية سابقًا، والحبيب المالكي، الذي سبق أن شغل منصب وزير التربية والتعليم العالي بين عامي 2002 و2007، إضافة إلى الزايدي.
وقررت اللجنة التحضيرية للمؤتمر قبل شهر تقريبًا انتخاب زعيم الحزب في جولتين، بحيث يتنافس المرشحان اللذان فازا بالمركزين الأول والثاني في الجولة الأولى على الزعامة في جولة ثانية حاسمة.
ومنحت الجولة الأولى، التي أجريت أول أمس السبت، الرتبة الأولى لإدريس لشكر، متبوعًا بأحمد الزايدي، في حين جاء فتح الله ولعلو ثالثًا، والحبيب المالكي رابعًا، وهو ما أهل لشكر والزايدي للجولة الثانية من الانتخابات.
وفي أول تصريح صحفي له عقب الإعلان بشكل رسمي عن انتخابه كاتبًا أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكد لشكر أن حزبه "سيبقى في المعارضة إلى أن يخرج منها عبر صناديق الاقتراع، التي تعد، وحدها، مصدرًا لتغيير هذا القرار".
وفي المقابل، وعد لشكر أعضاء حزبه باعتماد "قيادة جماعية بمفهومها الحديث" على اعتبار حاجة الحزب إلى "جميع مكوناته" من أجل "استرجاع قوته وإشعاعه وتقوية مشروعه الديمقراطي الاشتراكي الحداثي".
ويعتبر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحد أعرق الأحزاب السياسية المغربية، تأسس عام 1959 عقب انشقاق سياسيين بارزين عن حزب الاستقلال، أقدم حزب في المغرب، أمثال المهدي بن بركة، وعبد الرحيم بوعبيد، اللذين يعتبران أبرز زعيمين تاريخيين للاتحاد.
ويعد الحزب حاليًا ثالث قوة سياسية معارضة بعد حزبي "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة".
وظل الحزب في المعارضة نحو أربعة عقود قبل أن يدخل غمار التجربة الحكومية في عام 1998 بعد إسناد كاتبه الأول حينها، عبد الرحمن اليوسفي، وزيرًا أول.
واحتل الحزب الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية لعام 2002، وقرر المشاركة في الحكومة المغربية الجديدة التي تكونت غداة تلك الانتخابات رغم عدم تزكية زعيمه اليوسفي وزيرًا أول، وتعيين رجل الأعمال إدريس جطو محله.
وتراجعت شعبية الحزب في الخمس سنوات التالية؛ حيث تراجع إلى الرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية لعام 2007، وقررت قيادته المشاركة في الحكومة الجديدة التي قادها عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال بعد تصدر حزبه تلك الانتخابات.
وتواصل مسلسل تراجع مكانة الحزب في الانتخابات المبكرة التي أجريت العام الماضي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث احتل المرتبة الخامسة بحصوله على 39 مقعدًا من إجمالي مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 395.
ورغم أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، عبَّر غداة تعيينه رئيسًا للحكومة بصفته زعيم الحزب المتصدر للانتخابات التشريعية عن أمله في مشاركة الاتحاد الاشتراكي في حكومته، فإن قيادة الاتحاد قررت عدم المشاركة والعودة إلى المعارضة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.