لندن/ براق بير/ الأناضول

حذّر الناشط والسياسي البريطاني أندرو فاينشتاين من أن الهجمات الإسرائيلية على منشآت إيران النووية قد تؤدي إلى نتائج مدمّرة تمتد لأجيال في المنطقة.

فاينشتاين، الذي فقد أفرادًا من عائلته خلال "الهولوكوست" ويعيش حاليًا في بريطانيا، أشار في حديثه للأناضول عن التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، إلى أن هجمات إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية تنطوي على خطر انتشار اشعاعات نووية ومواد المشعة في مناطق واسعة.

وأضاف: "إيران لا تمتلك القدرة النووية التي تمتلكها إسرائيل. ربما تمتلكها في المستقبل، ولكن حاليًا لا تملكها. لذلك فإن هذه الهجمات ستحدث تأثيرات مدمّرة على السكان في المنطقة لأجيال".

واتّهم فاينشتاين الحكومات الغربية بعدم اتخاذ أي خطوات تجاه التهديد المتصاعد، واصفًا ذلك بـ"الأمر الفظيع".

وتابع: "قادة الغرب لم يفعلوا شيئًا سوى التزام الصمت تجاه إسرائيل، وهذا يُظهر عجزًا في القيادة لدى العالم الغربي".

واتّهم فاينشتاين الدول الغربية بالتواطؤ بسبب "عباراتهم المنمّقة التي لا تعني شيئًا" و"غياب أي أفعال حقيقية".

وأضاف: "الدول الغربية دائمًا بحاجة إلى عدو. الدول الغربية التي تسعى لتغيير النظام في إيران عليها أن تتعلّم من أخطائها التاريخية".

وأشار إلى تدخل بريطانيا في انقلاب عام 1953 الذي أطاح بحكومة محمد مصدق في إيران، قائلًا: "هذا التدخل كان أحد الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط حتى اليوم".

ودعا فاينشتاين الحكومات إلى اتخاذ خطوات لوقف إسرائيل، مشددًا على ضرورة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجنود الإسرائيليين بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها.

وقال: "دوافع نتنياهو الشخصية تشكل خطرًا على الإنسانية كلها"، ودعا إلى "السعي نحو السلام، بدلًا من الحروب والصراعات التي تستفيد منها شركات السلاح والساسة والأحزاب السياسية في منطقتنا".

وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل بدعم أمريكي هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.

ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت أيضا أضرار مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.

وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدو الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.