ناشط إسكتلندي: أسطول الصمود نتيجة للتقاعس عن وقف الإبادة
الناشط الإسكتلندي جيمس هيكي قال: "نحن حركة إنسانية خالية من العنف وغير سياسية وغير دينية نسعى لمعالجة مشاكل تستمر في تجاهلها حكوماتنا التي تواصل جني الأرباح من الرأسمالية الكارثية"

Greater London
لندن/ الأناضول
وصف الناشط الإسكتلندي جيمس هيكي، أسطول الصمود العالمي، الذي يشارك فيه، بأنه "مبادرة مدنية بحتة" انطلقت بسبب تقاعس الحكومات عن إيقاف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وفي حديث للأناضول، عبر اتصال مرئي من عرض البحر، قال هيكي، إنه كان شاهدا على الهجمات التي وقعت أثناء وجودهم في البحر، والتي يُشتبه في وقوف إسرائيل وراءها.
وذكر أنه عندما كانت السفن في جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا، كانت طائرات مسيّرة تحلّق فوقها، مرجحا أن يكون ذلك لأغراض المراقبة.
لكن مع خروج الأسطول إلى المياه الدولية، أصبحت الطائرات المسيّرة أكثر عدوانية، يقول هيكي.
وأضاف: "تم استهداف 11 أو 12 سفينة، وأُلقيت على بعض السفن مواد خطيرة ذات رائحة كبريتية تشبه رائحة البيض الفاسد".
واتهم هيكي، الحكومة البريطانية بالمشاركة الفاعلة في الإبادة الجماعية، وأنه انضم إلى الأسطول للتعبير عن استنكاره.
ولفت إلى أن الأسطول يضم أشخاصاً من دول مختلفة، وأن الجميع أناس عاديون من مختلف مجالات الحياة، يريدون أن يقفوا ضد الإبادة.
وأردف هيكي: "في الأصل، ما كان يجب أن نكون هنا. وكان على حكوماتنا أن تقوم بهذه المهمة. هذا ليس عملنا، لكنها (الحكومات) تواصل التعاون مع الكيان الصهيوني والمشاركة في الإبادة. ولم يتركوا لنا خياراً سوى التحرك من أجل أطفالنا وأحفادنا وشعوبنا".
كما وصف الأسطول بأنه حركة تاريخية ومبادرة مدنية بحتة اجتمع فيها مواطنون عاديون من أجل تحقيق تضامن دولي.
وفي هذا الصدد، قال هيكي: "نحن حركة إنسانية خالية من العنف وغير سياسية وغير دينية، نسعى لمعالجة مشاكل تستمر في تجاهلها حكوماتنا التي تواصل جني الأرباح من الرأسمالية الكارثية".
وصباح الأحد، أعلن "أسطول الصمود" العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي، عبر منصة "فيسبوك" الأمريكية، أنه بات على بُعد نحو 825 كيلومترا فقط من قطاع غزة، فيما حلقت طائرتان مسيرتان فوق سفنه في تهديد دون تسجيل هجوم.
ونهاية أغسطس/ آب الماضي، انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني عشرات السفن ضمن الأسطول، محملة بمساعدات إنسانية لا سيما مستلزمات طبية، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر/ أيلول الجاري من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.
ويواصل "أسطول الصمود" سيره في اتجاه غزة المحاصرة ويضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة.
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 سنة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم
وشددت الحصار، منذ 2 مارس/ آذار الماضي، عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة بدعم أمريكي، خلفت 65 ألفا و926 قتيلا و167 ألفا و783 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.