الدول العربية, التقارير

بعد الدعم الإنساني.. الأزمة السورية أولوية الدبلوماسية القطرية (تقرير)

قطر من أكبر الدول على المستوى العالمي كداعم إنساني للشعب السوري

24.03.2021 - محدث : 28.03.2021
بعد الدعم الإنساني.. الأزمة السورية أولوية الدبلوماسية القطرية (تقرير)

Ad Dawhah

الدوحة / أحمد يوسف / الأناضول

- لقاء ثلاثي رعته الدوحة تناول سبل التعاون بين قطر وتركيا وروسيا؛ لإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة السورية
- قطر من أكبر الدول على المستوى العالمي كداعم إنساني للشعب السوري
- تؤكد الدوحة بشكل مستمر على ضرورة مواصلة توثيق الانتهاكات والجرائم في سوريا؛ لضمان تحقيق مساءلة مرتكبيها
** الإعلامي القطري جابر الحرمي:
- قضية الشعب السوري واحدة من القضايا التي تحظى بالأولوية بالنسبة للدبلوماسية والسياسة الخارجية القطرية
- قطر تحظى بمصداقية لدى جميع الأطراف، وتمتلك علاقات جيدة مع روسيا وإيران
- هناك قناعة بأنه لابد من تحريك الملف السوري من خلال أطراف عربية فاعلة وموثوقة ولها حضور على الساحة السورية، وقطر هي الأقرب لهذا الجانب

بعد دعم إنساني للشعب السوري دام 10 سنوات، وقدر بملياري دولار، ومازال متواصلا، تدخل قطر على خط الأزمة السورية من الجانب الدبلوماسي، بوصفها طرفا عربيا موثوقا لدى كل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري.

وتؤكد قطر على دعمها للملف السوري دبلوماسياً، مشددة على ضرورة إعطاء الأولوية للجانب الإنساني لما يتعرض له الشعب السوري من أوضاع صعبة.

وعقب إتمام المصالحة الخليجية في يناير/كانون الثاني الماضي، ظهر جلياً تحرك قطر في عدد من الملفات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الملف السوري.

** اجتماع ثلاثي برعاية قطرية

واستضافت قطر في 11 مارس/ آذار الجاري جلسة مباحثات شارك فيها وزراء خارجية قطر وتركيا وروسيا حول الأزمة السورية.

اللقاء الثلاثي الذي رعته الدوحة تناول سبل التعاون بين قطر وتركيا وروسيا؛ لإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة السورية، والأوضاع الإنسانية، وزيادة المساعدات لجميع السوريين.

كما تناول تأثير جائحة "كورونا" على النظام الصحي والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، والعودة الطوعية للاجئين والنازحين، ومكافحة الإرهاب، وأوضاع المعتقلين في سجون النظام السوري.

ومن جانبه أكد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في المؤتمر الصحفي المشترك عقب الجلسة المغلقة للقاء، على ضرورة "تخفيف الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري بسبب الظروف السيئة والصعبة التي يمر بها حاليا".

وشدد على موقف بلاده والتزامها بمسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية، وأنها "لم تأل جهدا منذ بداية الأزمة السورية في تقديم مساعدات فاعلة للشعب السوري الشقيق".

** من أكبر الدول الداعمة للشعب السوري

وتعد قطر من أكبر الدول على المستوى العالمي كداعم إنساني للشعب السوري، حيث وصل ذلك الدعم منذ اندلاع الأزمة السورية (2011) إلى ملياري دولار، وفق بيان أدلت به علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، في جلسة غير رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة، في 3 مارس/آذار الجاري.

وشددت آل ثاني على "تمسك قطر بموقفها المبدئي الراسخ، حيث لم تتوانَ عن التزامها الإنساني بتقديم المساعدة الإغاثية التي تشتد الحاجة إليها لدى الأشقاء السوريين من لاجئين ونازحين، والتي تجاوزت ملياري دولار".

كما تنشط الجمعيات الخيرية والمؤسسات التنموية القطرية في الملف الإنساني السوري من خلال حملاتها المستمرة، وعلى رأسها "صندوق قطر للتنمية" (حكومي)، و"الهلال الأحمر القطري"، و"جمعية قطر الخيرية".

ووصلت قيمة التدخل الإنساني لجمعية قطر الخيرية خلال 10 سنوات (2011- 2020) لإغاثة الشعب السوري إلى 898,2 مليون دولار، استفاد منها 22,8 مليون لاجئ ونازح، بحسب إحصائيات نشرتها الجمعية مؤخراً.

وفي 16 مارس/آذار الجاري، دعت مساعدة وزير الخارجية القطري، المتحدثة باسم الوزارة، لولوة بنت راشد الخاطر، إلى "إيجاد طرق ومسارات جديدة نحو حل وانتقال سياسي حقيقي وشامل في سوريا"، وأن يتحد المجتمع الدولي "لدعم الشعب السوري في مواجهة جائحة كورونا".

وفي 20 مارس، أكدت علياء آل ثاني، على مواصلة بلادها العمل بجد لبحث السبل الممكنة بالتعاون مع الشركاء الدوليين للمساهمة بشكل بنّاء في إنهاء الأزمة السورية.

وأضافت في حديث لها عن الوضع الإنساني الكارثي في سوريا: "هناك جيل من الأطفال لم يعرف إلا الصراع، ويواجه الذين نجوا من ويلات الحرب انتهاكات مستمرة، كما أن البلد يحتل الآن المرتبة المتدنية في مؤشر الفقر".

وتؤكد قطر بشكل مستمر على ضرورة مواصلة توثيق الانتهاكات والجرائم في سوريا، ورحبت بجميع الجهود المبذولة وعلى كافة المستويات، لضمان تحقيق المساءلة لجميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق أبناء الشعب السوري.

** طرف عربي فاعل وموثوق

ويرى الإعلامي القطري جابر الحرمي، أن "قضية الشعب السوري واحدة من القضايا التي تحظى بالأولوية بالنسبة للدبلوماسية والسياسة الخارجية القطرية".

وأشار الحرمي، خلال حديثه للأناضول، إلى "الخطوة التي استطاعت من خلالها قطر أن تجمع الفاعلين في الملف السوري، قطر وتركيا وروسيا على طاولة واحدة".

وأضاف: "يمكن أن يسفر عن خارطة طريق لحل سياسي لمعاناة الشعب السوري".

وأكد أن "قطر يمكن أن تقدم خطوات فعلية في هذا الجانب، فلديها علاقات مع أطراف نافذة في الملف السوري".

ولفت في هذا السياق إلى أن "قطر تحظى بمصداقية لدى جميع الأطراف، وتمتلك علاقات جيدة مع الطرف الروسي الذي لديه ثقة بالجانب القطري".

واستطرد: "فما يتعلق بالجانب الإيراني أيضا قطر لديها علاقات جيدة مع طهران التي تثق بقطر".

وأعرب عن اعتقاده أن "منصة الدوحة التي عقدت يمكن أن تكون متنفسا جديدا أو مخرجا جديدا بعد أن اصطدمت المسارات التي عقدت خلال الفترة الماضية بعقبات حقيقية أوقفتها عن المضي في مواصلة سير إيجاد حل سياسي للملف السوري".

وأوضح وجهة نظره قائلا: "منصة أستانا مضى عليها فترة من الجمود، موضوع اللجنة الدستورية أيضا فيها جمود، ولم تتوصل إلى حل، وبالتالي أعتقد أن هناك قناعة حتى لدى الجانب الروسي بأنه لابد من إيجاد فاعلين أو دول لديها علاقات جيدة".

وأضاف: "أعتقد أنه حتى روسيا وصلت إلى قناعة أنه لابد من تحريك الملف السوري من خلال إيجاد أطراف في المنطقة، أطراف عربية تحديدا لها علاقات جيدة، ولها مصداقية، ولها حضور أيضا على الساحة السورية".

ويرى الحرمي أن "قطر هي الأقرب لهذا الجانب، وهي الأقرب لقضية الشعب السوري، وكانت حاضرة منذ الأيام الأولى لانطلاق الثورة السورية، ولديها علاقات في الميدان مع الائتلاف السوري، ومع الفاعلين السياسيين في هذا المسار".

وتابع: "فضلا عن حضورها في الجانب الإنساني والجانب الإغاثي بالتكامل مع الجانب التركي"، مشددا على أن "وجود قطر اليوم يشكل مرحلة مهمة في الملف السوري".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın