نتنياهو يقرع طبول حروب جديدة والحسم بعد لقائه ترامب (تقرير إخباري)
- المحلل آفي أشكنازي: السؤال ليس إذا ما كانت حرب ستندلع بل متى ستندلع؟ إسرائيل وضعت خطا أحمر لهجوم على إيران وهي على وشك تنفيذه وتحتاج ضوءا أخضر من ترامب
Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
- المحلل آفي أشكنازي: السؤال ليس إذا ما كانت حرب ستندلع بل متى ستندلع؟ إسرائيل وضعت خطا أحمر لهجوم على إيران وهي على وشك تنفيذه وتحتاج ضوءا أخضر من ترامب- تامير موراغ: من المحتمل أن يشهد 2026 ثلاث جولات (عدوان إسرائيلي) على لبنان ثم غزة وبعدها إيران. ولم يتضح نطاق مشاركة واشنطن المحتملة ضد طهران
- إيتمار إيخنر: مناقشات إسرائيلية مكثفة تمهيدا لمحاولة إقناع ترامب بنزع سلاح "حماس" و"حزب الله" ومواجهة إيران والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل
يقرع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو طبول حروب جديدة بالمنطقة، لا سيما على إيران ولبنان، لكن التقديرات أنه لن يقدم على أي خطوة قبل لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفلوريدا في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وتتصدر وسائل الإعلام العبرية عناوين عن هجوم إسرائيلي مرتقب على إيران وتصعيد العدوان على لبنان.
وعلى الرغم من دعوات مسؤولين بحكومة نتنياهو إلى استئناف الحرب على قطاع غزة، إلا أن التقديرات تذهب إلى رغبة ترامب بالمضي في خطته لإنهاء هذه الحرب.
وبدعم أمريكي بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 71 ألف قتيل وأكثر من 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
واستنادا إلى خطة ترامب، بدأت في 10 أكتوبر الماضي مرحلة أولى من اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يوميا ما أدى إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني.
** رياح الحرب
"رياح الحرب بدأت تهب في المنطقة"، هكذا استهل المحلل العسكري الإسرائيلي بصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي تحليلا نشره الاثنين.
واعتبر أن "كلمات رئيس الأركان إيال زامير كانت واضحة وحاسمة خلال مراسم تسليم قيادة قسم التخطيط في قاعدة كريا بتل أبيب أمس (الأحد)".
زمير قال: "شعر أعداؤنا مرة أخرى بضربة ذراع الجيش الإسرائيلي الطويلة، والتي ستواصل ضرب أي مكان تقتضيه الحاجة على الجبهات القريبة والبعيدة".
وتابع: "وتُعدّ الحملة ضد إيران محور الحرب الطويلة في تاريخ إسرائيل".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الألد لها، وتتبادلان منذ سنوات اتهامات بالمسؤولية عن أعمال تخريب وهجمات سيبرانية.
وفي يونيو/ حزيران الماضي شنت إسرائيل بدعم أمريكي حربا على إيران استمر 12 يوما، وردت عليها طهران، قبل أن تعلن الولايات المتحدة وقفا لإطلاق النار.
وتتزايد التوقعات بشن حرب جديدة على إيران، وتخيم هذه المسألة على لقاء ترامب ونتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية منذ 2024؛ لارتكابه جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية بغزة.
وثمة 4 ملفات أساسية ستكون مطروحة على جدول أعمال لقاء نتنياهو وترامب وهي؛ غزة ولبنان وسوريا وإيران، وفقا لتقارير إسرائيلية.
وتريد إسرائيل استئناف عدوانها على الجبهات الأربع، ولكن التقديرات في تل أبيب هي أن ترامب لا يتفق معها.
أشكنازي قال إنه "يبدو أن ترامب مصمم بشدة على إنهاء قضية غزة".
وأردف: "لا يرغب ترامب في السماح (لوزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير أو (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش بتقويض طموحاته".
وفي الأسابيع الأخيرة أدلى بن غفير وسموتريتش بتصريحات متكررة عن ضرورة استئناف الحرب والاستيطان بقطاع غزة وطرد المواطنين الفلسطينيين منه.
وأضاف أشكنازي: "في سوريا، هو (ترامب) مصمم على بناء نظام جديد، مدركا أن سوريا قد تصبح ركيزة اقتصادية غنية بالمعادن للاقتصاد الأمريكي".
ورغم أن حكومة دمشق لا تشكل تهديدا لتل أبيب، إلا أن الجيش الإسرائيلي ينفذ توغلات يومية في الأراضي السورية، ويشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.
وتتفاوض دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني، وتشترط سوريا أولا عودة الأوضاع على الخريطة إلى "ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر 2024"، حين أطاحت الفصائل الثورية بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وآنذاك أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة مع سوريا عام 1974، واحتلت المنطقة السورية العازلة، ما يضاف إلى احتلالها منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية.
وتابع أشكنازي: "أما بالنسبة للبنان، فمن المرجح أن يسمح ترامب لإسرائيل بمواصلة عملياتها في جنوبي لبنان، طالما لن تخرج الأمور عن السيطرة".
وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوان على لبنان بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحولته في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.
ويوميا تخرق اتفاقا لوقف إطلاق النار بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ما أودى بحياة مئات اللبنانيين، كما تحتل 5 تلال استولت عليها بالحرب الأخيرة، ما يضاف لمناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
واعتبر أشكنازي أن "إيران تبقى القضية الرئيسية العالقة على رقعة الشطرنج، وتدرك إسرائيل والولايات المتحدة جيدًا تحركات إيران".
وتابع: "حاليا، جمّدت إيران برنامجها النووي، لكنها تعمل جاهدةً على (إعادة) بناء دروع (أنظمة مضادة) كدرسٍ مستفاد من الحرب، إذ تعمل بشكل عاجل على الحصول على أنظمة مضادة للطائرات".
وادعى أن "إسرائيل قضت على نحو 50 بالمئة من ترسانة الصواريخ وقاذفات الصواريخ الإيرانية".
وأردف: "ومنذ ذلك الحين، انخرطت إيران في سباق تسلح محموم، واستثمرت معظم مواردها في مشاريع الصواريخ والطائرات المسيّرة".
أشكنازي قال إن "إسرائيل وضعت خطا أحمر للهجوم، وهي على وشك تنفيذه، والآن هي بحاجة إلى ضوء أخضر من ترامب. ومن المرجح أنها ترغب في أن يصبح الجيش الأمريكي شريكا رئيسيا في مثل هذه الخطوة".
و"تدرك إسرائيل أن الطريق إلى إيران (استهدافها) يتطلب تنازلات في غزة وتعديلات في سوريا وتحركا ذكيا وحذرا في لبنان"، كما أضاف.
وزاد بأن "الجيش الإسرائيلي يضع خططا متراكمة ويحدد مجموعة جديدة من الأهداف، ويحاول فهم دوافع جميع الأطراف الفاعلة على رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط".
واعتبر أن "السؤال ليس إذا ما كانت الحرب القادمة ستندلع، بل متى ستندلع؟".
** منظومة الدفاع
وفقا للمحلل في القناة 14 العبرية تامير موراغ الاثنين فإن "ثمة قلق بالغ في إسرائيل من أن تتلاشى مكاسب العملية السابقة (الحرب على إيران) مع مرور الوقت".
وأوضح أن "القلق يتمحور حول سيناريو تتمكن فيه إيران من استعادة قدراتها العسكرية بما يسمح لها بإطلاق وابل من الصواريخ البالستية على نطاق واسع قد يشكل تحديا حقيقيا لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية".
ومن المتوقع أن يناقش نتنياهو مع ترامب "احتمال شنّ إسرائيل هجوما آخر" على إيران، كما أضاف.
واستدرك: "لم يتضح بعد نطاق المشاركة الأمريكية المحتملة في مثل هذه الخطوة، سواء مشاركة عسكرية نشطة وواسعة أم محدودة أم فقط منح إسرائيل ضوءا أخضر".
موراغ اعتبر أنه "من المحتمل جدا أن نشهد ثلاث جولات (من عدوان إسرائيلي) في ثلاث جبهات قتالية خلال العام المقبل".
وأردف: "الترتيب حاليا غير واضح، ويبدو الآن أن الحملة العسكرية القادمة في لبنان هي الأقرب، تليها غزة، وبعدها يُحتمل أن نشهد جولة أخرى في إيران".
وتلوح إسرائيل بشن عدوان عسكري جديد على لبنان، في حال عدم نزع الجيش اللبناني سلاح "حزب الله" بحلول نهاية ديسمبر الجاري.
ويشدد "حزب الله" على أنه "حركة مقاومة" للاحتلال الإسرائيلي، ويتمسك بسلاحه، ويدعو إلى انسحاب تل أبيب من الأراضي اللبنانية في الجنوب.
** قضايا أساسية
وحسب المحلل بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار إيخنر الاثنين "تُجرى مناقشات مكثفة على أعلى المستويات السياسية الإسرائيلية قبيل الاجتماع" بين نتنياهو وترامب.
وأوضح أنها "تركز على إقناع ترامب بالقضايا الأساسية: نزع سلاح حماس وحزب الله، ومواجهة إيران مع تصعيدها عملية إنتاج الصواريخ البالستية، والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة".
ورأى أن "الخلاف الرئيسي على جبهة غزة يتمحور حول المدة الزمنية الممنوحة لحماس من أجل نزع سلاحها".
وتقول "حماس" إنها حركة "مقاومة" لإسرائيل، التي تصنفها الأمم المتحدة القوة القائمة بالاحتلال، وترفض الحركة نزع سلاحها، وتقترح "تجميده أو تخزينه"، مع الدخول في هدنة طويلة مع تل أبيب.
إيخنر أردف: "يعتقد مسؤولون في إسرائيل أن تل أبيب في نهاية المطاف ستضطر بنفسها، وليس عبر قوة استقرار دولية لم تُشكّل بعد، إلى نزع سلاح حماس".
واستطرد: "فيما يتعلق بشنّ ضربات جديدة على إيران، يقر المسؤولون الإسرائيليون بأن الرئيس الأمريكي ليس متحمّسا لمواجهة عسكرية، ولا يحبذ تصوير القضية على أنها عاجلة".
ولهذا "إذا نجح نتنياهو في الحصول على ضوء أخضر لشنّ ضربة إسرائيلية، فسيعتبر ذلك إنجازا كبيرا في إسرائيل"، كما أضاف إيخنر.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
