أنطاليا / نازلي يوزباشي أوغلو / الأناضول

وصفت غيداء ريناوي زعبي، نائبة رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، زيارة الرئيس إسحاق هرتصوغ إلى تركيا بـ"التاريخية" التي سيكون لها تأثير إيجابي على منطقة الشرق الأوسط بكاملها.

جاء ذلك في معرض إجابة زعبي، النائبة عن حزب "ميرتس"، عن أسئلة مراسل الأناضول على هامش مشاركتها في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" الذي عقد بولاية أنطاليا جنوبي تركيا بين 11 ـ 13 مارس/ آذار الحالي، بمشاركة وكالة الأناضول بوصفها "شريكا إعلاميا".

وقالت زعبي: "أعتقد أن زيارة هرتصوغ إلى تركيا سوف تمهد الطريق أمام شراكة دبلوماسية قوية بين البلدين، وستحدث تأثيرا إيجابيا على منطقة الشرق الأوسط بكاملها، وأيضا على العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين الجانبين".

وحول انطباعاتها بخصوص منتدى أنطاليا، قالت زعبي: "إنه أمر رائع حقا أن أكون هنا. هذا المنتدى يعتبر منصة مهمة تمكّن الدبلوماسيين في الدول المشاركة من الاجتماع والتحدث حول التطورات الأخيرة التي شهدها العمل الدبلوماسي على المستوى العالمي".

وفيما يتعلق بكونها أول سيدة عربية تتولى منصب نائب رئيس الكنيست، ذكرت زعبي: "ينبغي للراغبين في اعتلاء مكانة بالعمل السياسي ألا يخافوا من طلب المزيد. عليهم أن يتحلوا بالشجاعة والعمل بمهنية عالية. بهذه الطريقة يمكنهم كسر الأحكام المسبقة وتجاوز المعوقات التي تحول دون الوصول إلى أهدافهم".

ـ بداية عهد جديد

وعن علاقات الجانبين، علقت زعبي قائلة: "كلنا متفائلون بشأن التطورات التي شهدتها العلاقات التركية الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية. لقد كانت زيارة هرتصوغ إلى تركيا زيارة تاريخية التقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان".

وأوضحت أن "الناس في بلدي متحمسون حقا لمزيد من التعاون بين البلدين في مجالات السياحة والتنمية الاقتصادية والتجارة، وربما حتى الطاقة. كل شخص لديه آراء إيجابية للغاية حول هذه الزيارة".

ولفتت إلى أن "جميع وسائل الإعلام في إسرائيل غطت زيارة هرتصوغ إلى تركيا. كان الناس متحمسين لهذا التغيير الإيجابي بعد فترة طويلة من البرود في العلاقات".

وأشارت زعبي إلى أن هناك العديد من التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وزادت: "في الحقيقة نقف على أعتاب بداية عهد جديد. لدي نظرة إيجابية للغاية حول تطور العلاقات التركية الإسرائيلية".

وتابعت: "أعتقد أن الشراكة الدبلوماسية القوية بين تركيا وإسرائيل سيكون لها تأثير إيجابي على منطقة الشرق الأوسط بكاملها، والاقتصاد والدبلوماسية وجميع المجالات الأخرى. أنا متأكدة من أنه سيتم اتخاذ مزيد من الخطوات في هذه المجالات".

وأردفت زعبي: "كما نتطلع إلى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركي (مولود تشاووش أوغلو) إلى إسرائيل. سنرى خطوات أكثر إيجابية في هذه المجالات".

وأكدت أن وتيرة التعاون بين البلدين ستزداد خلال المرحلة المقبلة، مضيفة: "أعتقد أن التعاون الاقتصادي سيشكل منصة صلبة لنظيره الدبلوماسي وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الأخرى. التجارة والصناعة أيضًا يشكلان مجالًا آخر للتعاون".

ـ رسالة سلام للشرق الأوسط

وأكملت الزعبي: "نواجه الآن تبعات الأزمة الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها على قطاع الطاقة. في رأيي، يجب على البلدين (تركيا وإسرائيل) النظر في آفاق التعاون في مجال الطاقة في إطار أي شراكات ثنائية محتملة".

وقالت إن "إقامة تعاون بين دول الجوار في قضايا الطاقة، سوف ينعكس بصورة إيجابية على الوضع الجيوسياسي، وسوفر استقرارا مستداما وهدوءا وسلما في الشرق الأوسط. أعتقد أن التعاون المتزايد بين تركيا وإسرائيل في جميع المجالات سيبعث برسالة سلام لمستقبل منطقة الشرق الأوسط كلها".

وأكدت ضرورة العمل المشترك لإنهاء الأزمة الأوكرانية في أقرب وقت، وأهمية العمل الدبلوماسي لتحقيق هذا الهدف، "لا سيما أن الأزمة دفعت آلاف الأمهات والأطفال للانفصال عن عائلاتهم، كما أجبرت مئات الآلاف لمغادرة مدنهم وقراهم".

وبخصوص تنظيم الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية تركيا وأوكرانيا وروسيا في 10 مارس الجاري بأنطاليا، على هامش المنتدى الدبلوماسي، أوضحت زعبي: "أنا سعيدة للغاية لرؤية مثل هذا الاجتماع الإيجابي الذي يمهد لإيجاد حل سلمي للأزمة. أعتقد أن العالم سيشهد انتهاءً لهذه الأزمة في أقرب وقت".

وشددت زعبي على أن الأزمة الأوكرانية ستكون لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد والطاقة والأمن واللاجئين، مشيرة أن إسرائيل بدأت استقبال مجموعات من اللاجئين الفارين من الحرب.