دولي, الدول العربية, التقارير, أطفال فلسطين..بأي ذنب قتلوا؟, إسرائيل, قطاع غزة

"كارثة إنسانية" بمستشفى شمالي غزة واشتباكات بخانيونس والشجاعية (تقرير إخباري)

- وزارة الصحة الفلسطينية بغزة كشفت عن تفاصيل "كارثة إنسانية ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها لمستشفى كمال عدوان شمالي القطاع" - اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وعناصر المقاومة الفلسطينية في مدينة خانيونس وحي الشجاعية

Mustafa M. M. Haboush  | 18.12.2023 - محدث : 18.12.2023
"كارثة إنسانية" بمستشفى شمالي غزة واشتباكات بخانيونس والشجاعية (تقرير إخباري)

Gazze

غزة/ مصطفى حبوش/ الأناضول

واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية والمدفعية المكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى ودمار مادي واسع، فيما كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن تفاصيل "كارثة إنسانية ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها لمستشفى كمال عدوان شمالي القطاع".

وفي المقابل اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وعناصر المقاومة الفلسطينية في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، وحي الشجاعية، شرق مدينة غزة.

** قصف مكثف

وأفادت مصادر طبية لمراسل الأناضول، بأن نحو 12 فلسطينيا قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا بمخيم دير البلح، غالبية سكانه نزحوا من مدينتي غزة وخانيونس، من عائلات مسلم وبدوان والنواجحة.

وذكر شهود عيان للأناضول، بأن القصف أسفر عن تدمير المنزل بشكل كامل.

في غضون ذلك، قصفت الطائرات الإسرائيلية أراض في شمالي مخيم النصيرات (وسط)، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

كما نفذت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على حدود القطاع قصفا عنيفا للمناطق الشرقية لحي الشجاعية، طوال ساعات الليلة الماضية ونهار الأحد، حسب مصادر محلية.

وفي شمالي القطاع، أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت منطقة سكنية لعائلتي البرش وعلوان في بلدة جباليا، شمالي القطاع.

وذكر الشهود، أن القصف أسفر عن دمار واسع بالمنطقة التي تضم عشرات المنازل السكنية.

وأشاروا إلى أن أطقم الدفاع المدني (الحماية المدنية) انتشلت أكثر من 30 قتيلا حتى الساعة (9:00 ت.غ) وهناك نحو 100 مفقود مازالوا تحت أنقاض المنازل المدمرة.

** اشتباكات عنيفة

وفي خانيونس، اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدتي القرارة وبني سهيلا (شرق) بين فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي سمع خلالها أصوات إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.

كما شوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد من مواقع الاشتباكات، قبل أن تطلق الدبابات الإسرائيلية قنابل مضيئة في سماء المنطقة بشكل كثيف، في محاولة للكشف عن مواقع مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

إلا أن الشهود، أفادوا بأن الاشتباكات تواصلت بعد ذلك لعدة ساعات قبل أن تهدأ وتيرتها مع ساعات صباح الأحد.

** "كارثة إنسانية"

وعلى صعيد آخر، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن القوات الإسرائيلية أطلقت الكلاب على الأطقم الطبية والنازحين بمستشفى كمال عدوان، شمالي القطاع، والتي نهشت جريحا فلسطينيا قبل استشهاده.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مدير عام وزارة الصحة منير البرش، مع المدير الطبي لمستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في باحة المستشفى.

وخلال انعقاد المؤتمر أطلق جنود إسرائيليون، يتمركزون في بنايات محيطة بالمستشفى، نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه باحة المستشفى على نقطة قريبة من المشاركين بالمؤتمر.

وعقب ذلك نقل المنظومون المؤتمر لمنطقة ثانية داخل المستشفى، وقال الطبيب البرش، إنهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر من جنود الجيش الإسرائيلي.

واستعرض مدير عام وزارة الصحة، خلال المؤتمر، الأحداث التي وقعت بالمستشفى خلال فترة حصاره واقتحام القوات الإسرائيلية له.

وقال إن "الاحتلال أطبق الحصار على المستشفى وقام بجريمة حرب استهدف خلال المستشفى".

وأضاف "تمثلت الجريمة المركبة بحصار المستشفى، ومنع الإمدادات عنه، واقتحامه وتدمير جزء من مرافقه، والاعتداء على الطواقم الطبية والمرضى والنازحين، واعتقال أكثر من 70 منهم".

وتابع "القوات الإسرائيلية أجرت تحقيقات ميدانية مع الكوادر الطبية، واستخدمتهم دروعا بشرية تحت تهديد السلاح".

وأشار البرش، إلى أن "المستشفى منذ بداية حصاره، تعرض لاستهداف مُركّز، تمثل في قصف بوابته ومحيطه، وإطلاق النار بشكل مباشر على مبانيه، وقصف الطابق الثاني منه".

ولفت إلى "اعتقال مدير المستشفى أحمد الكحلوت، واقتياده إلى جهة مجهولة حتى اليوم (الأحد)".

"كما جرى خلال فترة حصار المستشفى تجميع النازحين والأطقم الطبية بحوض كبير مخصص لتجميع مياه الصرف الصحي، وتعريتهم وإذلالهم وإطلاق الكلاب المتوحشة عليهم"، وفق البرش.

ولفت إلى أن "الجرافات الإسرائيلية قامت بتدمير محطة الأوكسجين بالمستشفى وبئر المياه والأرشيف المركزي والصيدلية".

كما ذكر أن "الجرافات حفرت حفرة عميقة داخل المستشفى، وجرفت داخلها جثامين قتلى كانوا يتواجدون في الساحة".

وطالب بتحقيق دولي عاجل بهذه "الجريمة النكراء المركبة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق مستشفى كمال عدوان".

من جانبه، أفاد حسام أبو صفية، المدير الطبي لمستشفى "كمال عدوان"، خلال المؤتمر نفسه، بأن "القوات الإسرائيلية طلبت في اليوم الأول لحصار المستشفى في 5 ديسمبر الجاري من الجميع الخروج إلى الساحة وهم يرفعون أيديهم".

وأضاف: "بعد خروج الجميع إلى الساحة أحضرت القوات الإسرائيلية أسلحة خفيفة وأعطتها للنازحين، والتقطوا لهم صور وهم يحملونها بدون ملابس (عُلوية)".

وكشف أبوصفية، أن "القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها للمستشفى جمعت جميع المتواجدين في طابق واحد وأطلقت الكلاب عليهم، لتنهش جسد جريح يبلغ من العمر 75 عاما، قبل أن يستشهد في اليوم الثاني".

وأعرب عن اعتقاده بـ"وجود أحياء جرفتهم الجرافات الإسرائيلية مع جثث الشهداء في باحة المستشفى".

** معارك ضارية

وعلى الصعيد الميداني، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" استهداف ناقلتي جند وقوة راجلة من 10 جنود إسرائيليين شمال مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، أوقعتهم بين قتيل وجريح.

وقالت "القسام"، في تدوينات عبر منصة "تلغرام"، إن مقاتليها تمكنوا من تدمير "ناقلتي جند إسرائيليتين شمال مدينة خانيونس بقذائف الياسين 105، وهبوط مروحية لإخلاء القتلى والجرحى منهم".

وأضافت أن مقاتليها تمكنوا أيضا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة "مكونة من 10 جنود شمال مدينة خانيونس، وأوقعوهم بين قتيل وجريح".

وذكرت أنها دمرت "دبابة من نوع ميركافا بقذائف الياسين 105، جنوب شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة".

واستهدفت "القسام"، وفق بياناتها "تجمعا لجنود الاحتلال شرق مدينة خانيونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل".

وقالت إنها قصفت "كيبوتس نيريم، بمنظومة الصواريخ رجوم، قصيرة المدى من عيار 114 ملم".

من جانبها، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" استهدافها قوات وآليات إسرائيلية في مناطق عدة بجنوب وشمال قطاع غزة، مع تحقيق "إصابات مؤكدة".

وقالت سرايا القدس، في سلسلة بيانات عبر منصتها في تلغرام: "خضنا اشتباكات ضارية بالقذائف المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون مع قوات العدو المتوغلة في محوري شرق وشمال خانيونس، وحققنا إصابات مؤكدة في صفوف جنود العدو وآلياته".

وأضافت "قصفنا التحشدات العسكرية في محور بيت لاهيا (شمالي القطاع) بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60".

كما استهدفوا "تحشدا لجنود العدو شرق حي الزيتون (جنوب مدينة غزة) بقذائف الهاون من العيار الثقيل"، وتم "تحقيق إصابات مباشرة بهم"، وفق البيان.

وأفادت كذلك باستهداف "4 آليات عسكرية صهيونية بقذائف التاندوم وعبوات العمل الفدائي في محاور جباليا وتل الزعتر (شمال) والتوام (شمال غرب)".

** قتلى بالجيش الإسرائيلي

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل ضابط وجنديين خلال معارك بالقطاع.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الجيش سمح بالنشر عن مقتل "الرقيب بوريس دونافيتسكي، (21 عاما)، من كريات بياليك، وهو مقاتل مدرع في الكتيبة 46، خلال أحد المعارك في غزة (دون تحديد المكان)".

وأكد الجيش "إصابة جندي احتياطي يخدم في ذات الكتيبة التي ينتمي لها الرقيب القتيل في المعركة بجروح خطيرة".

وقبل ذلك، نقلت "هيئة البث" الرسمية، عن متحدث باسم الجيش، قوله في بيان، إن "اثنين من مقاتلي الجيش الإسرائيلي سقطوا في المعارك الدائرة في قطاع غزة".

وأضافت أن "الرائد جوزيف أفنير دوران (26 عاما) وهو يعمل ضمن وحدة التنقل العملياتي (OMU)، قتل أمس (السبت) شمالي القطاع".

وذكرت هيئة البث، أن "الرقيب شاليف زالتسمان (24 عاما) وهو جندي في الكتيبة (6623)، قتل أيضا، في معركة جنوبي غزة".

كما أشارت إلى إصابة 5 جنود إسرائيليين في المعارك بالقطاع، دون تفاصيل.

ويعلن الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قواته خلال المعارك الدائرة في محاور مختلفة بقطاع غزة خاصة بحي الشجاعية (شرق) ومخيم جباليا (شمال) ومدينة خانيونس (جنوب).

** اكتشاف نفق

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، اكتشاف نفق شمالي القطاع، بطول 4 كيلومترات، وبأبواب صلبة تم تصميمها لمنع دخول القوات الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب اطلعت عليه الأناضول، إنه قام "بعمليات استكشافية في النفق، وكشف أكثر من 4 كيلومترات من مساره، والذي يصل أقصى عمق له إلى حوالي 50 مترا".

وأضاف: "تقع أقرب فتحة للنفق على بعد حوالي 400 متر من معبر إيرز (بيت حانون) شمال قطاع غزة".

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه "يتفرع مسار النفق إلى عدة فروع وخطوط جانبية، تشكل بحد ذاتها شبكة واسعة ومتشعبة من الأنفاق".

وعن محتويات النفق، قال الجيش: "يحتوي المسار على البنى التحتية للصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والهواتف، بالإضافة إلى الأبواب الصلبة التي تم تصميمها لمنع دخول قوات الجيش الإسرائيلي".

وأضاف "يسمح النفق بحركة المركبات داخله، وقد عُثر فيه على العديد من الوسائل القتالية التابعة لمنظمة حماس".

وأشار الجيش، إلى أنه "تم استخدام آلات حفر خاصة تم تهريبها إلى قطاع غزة".

وبيّن أن "النفق لا يصل الى داخل الأراضي الإسرائيلية".

وأوضح أنه "انطلقت من النفق، عمليات هجومية استهدفت قواتنا أثناء القتال في أراضي قطاع غزة".

ولم يصدر تعقيب فوري من حركة "حماس" على تصريح الجيش الإسرائيلي.

وتعتبر شبكة الأنفاق في قطاع غزة، إحدى الوسائل المعقدة التي تعيق تقدم القوات الإسرائيلية المتوغلة، حيث لوحت إسرائيل بإغراقها بمياه البحر.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفا و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın