تركيا, دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

أردوغان: غزة أرض فلسطينية وعلى واشنطن تقبّل ذلك

في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من الرياض عقب مشاركته في القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة

Mohammad Kara Maryam  | 12.11.2023 - محدث : 12.11.2023
أردوغان: غزة أرض فلسطينية وعلى واشنطن تقبّل ذلك

Ankara

أنقرة/ الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "غزة أرض فلسطينية قبل كل شيء. وعلى الولايات المتحدة تقبّل هذا الأمر".

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال عودته من العاصمة السعودية الرياض عقب مشاركته، السبت، في القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة.

وأشار أردوغان، إلى أنه "من غير الممكن التفاهم مع (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، إن كانت لديه مقاربة مفادها أن غزة أرض لإسرائيل والمستوطنين المحتلين وليست للشعب الفلسطيني".

وأضاف "رأينا مرة أخرى كيف أن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تصبح عاجزة وظيفيا وعمياء عندما يكون القتلى مسلمون".

وشدد على ضرورة "تحديث الهيكل الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وينبغي تغيير نظام العضوية الدائمة وحق النقض في الأمم المتحدة".

وأوضح أردوغان، أنه "لا يمكن ترك مستقبل العالم وحياة الشعوب تحت رحمة 5 دول تملك حق الفيتو (مجلس الأمن)".

وانتقد مطالبة أطراف لم يسمها بتوصيف "حماس كتنظيم إرهابي"، مؤكداً أنها "ليست منظمة إرهابية بل هم أناس يناضلون لحماية أرضهم ويحاربون من أجل وطنهم".

أردوغان، شدد على أنه "ليس من الممكن اتخاذ مبادرات أو وضع خطط رغما عن تركيا في هذه المنطقة، فمواقفنا وقيمنا ومبادئنا واضحة".

وأردف "تركيا دولة رئيسية في حل مشاكل المنطقة، وهي من قدمت المقترحات الأكثر قابلية للتنفيذ فيما يتعلق بحل الأزمة الراهنة (الحرب في غزة)".

ودعا الرئيس التركي المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة حيال المجازر" في قطاع غزة.

واستدرك قائلا "لكننا نرى أن مجلس الأمن الدولي عاجز من جديد".

وشدد أردوغان، على أنه "ليست هناك أرضية تخدم السلام أكثر من عقد اجتماع يشارك فيه كافة أطراف المنطقة، بمن فيهم أطراف الحرب".

وتابع "رغم تنافس حكومات دول على معانقة الإدارة الإسرائيلية من أجل مصالحها الإمبريالية، إلا أن إسرائيل باتت دولة قاتلة للرُضع في نظر الشعوب".

وحول البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة، قال أردوغان إنه يتضمن العديد من "النقاط العملياتية، وذكر الكثير مما لم يُذكر حتى اليوم".

وأشار إلى وصف البيان "المستوطنين بـ الإرهابيين"، واعتبره "النص الذي يخلق الجيواستراتيجية".

وأردف: اقترحنا ولأول مرة، عقد مؤتمر نزع السلاح النووي في المنطقة، انطلاقاً من الأسلحة النووية الإسرائيلية.

وشدد على أن طرح فكرة نزع السلاح النووي في المنطقة "يكشف إسرائيل والدول التي تقف وراءها".

ولفت إلى إدراج عبارة "كسر الحصار" في البيان الختامي أيضاً، مبيناً أن مثل هذه مصطلحات تنفيذية أكثر من كونها دبلوماسية.

وأكد على أن البيان الختامي لقمة الرياض لم يكن ذو طابع نظري فحسب، بل تضمن عناوين عملية أيضاً، مثمناً وصف المستوطنين في البيان بـ "الإرهابيين".

وأوضح أن تركيا طالبت بإدراج التطورات الأخيرة في غزة، بشكل مفصل في البيان الختامي لقمة الرياض، ونالت مطلبها في ذلك.

وأعرب عن تمنيه بأن تكون قرارات القمة وسيلة للخير، مؤكداً أن تركيا ستتابع هذه المرحلة.

وفي سياق متصل، قال أردوغان إن حضورهم إلى الرياض جاء في إطار إعلاء "صوت مشترك وإيجاد الحلول المشتركة".

وأضاف أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وصل الرياض قبل يوم من انعقاد القمة، وأجرى مباحثات مع نظرائه في الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في خطوة "لرسم إطار البيان الختامي معاً".

وحول المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى مصر لإيصالها إلى غزة، قال أردوغان إن بلاده أرسلت حتى الآن 10 طائرات محملة بقرابة 230 طنا من المساعدات.

وأضاف في ذات السياق، أن سفينة انطلقت من ولاية إزمير، الجمعة، متجهة إلى مصر ومحملة بـ 50 حاوية تضم مساعدات طبية ومعدات لإنشاء مشافي ميدانية يبلغ حجمها الإجمالي 660 طناً.

الرئيس التركي دعا إلى ضرورة اتحاد العالم الإسلامي وإعلاء صوت مشترك فيما يخص فلسطين وغزة.

وأفاد بأنه ركز في لقاءاته الثنائية مع الزعماء على هامش قمة الرياض، على أن جهود التطبيع ستبقى عقيمة ما لم يتم إيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وأكد على أن التوصل إلى السلام الدائم لا يمكن سوى عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والوحدة الجغرافية، بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ولفت الرئيس أردوغان إلى أنه سيبدأ دبلوماسية هواتف مكثفة، بعد قمة الرياض، لحشد المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور تركيا في 28 الشهر الجاري.

من ناحية أخرى، لفت أردوغان إلى أنه سيقوم بزيارة إلى ألمانيا في 17 نوفمبر، وسيوجه بعض الرسائل إلى الغرب من هناك.

كما أشار الرئيس أردوغان إلى أنه سيزور الجزائر في 21 نوفمبر وأكد أنه يولي أهمية كبيرة لهذه الزيارة.

ولفت إلى أن الجزائر لديها موقف ثابت وواضح حيال القضية الفلسطينية، ولها تأثير واسع في أفريقيا، ولهذا فإنه يولي أهمية بالغة للقائه مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون.

وفيما يخص موقف الغرب تجاه حركة حماس، لفت الرئيس أردوغان إلى أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى حماس، مثلما تنظر إسرائيل، مؤكدا أن تركيا لا يمكنها أن تفكر مثل الغرب.

وأشار أردوغان، إلى أن حماس فازت في الانتخابات وبالتالي هي حزب سياسي.

ولفت أن هناك من يريد من تركيا أن تصنف حماس كتنظيم إرهابي، وأضاف "ليست منظمة إرهابية بل هم أناس يناضلون لحماية أرضهم ويحاربون من أجل وطنهم".

وتطرق أردوغان، إلى حادثة الهجوم على مجلة شارلي إيبدو، مشيرا إلى أن قادة العالم ساروا في باريس، وبينهم زعماء دول إسلامية، للإعراب عن تضامنهم في حينه.

وأشار إلى أن عدد القتلى في غزة بلغ 13 ألفا بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنين، لكن زعماء العالم لا يرفعون صوتهم تجاه ما يحدث في فلسطين اليوم ولا يضغطون على إسرائيل.

وعزا الرئيس أردوغان ذلك إلى "كون الضحايا من المسلمين، في حين كان القتلى فرنسيون أو من غير جنسيات في حادثة شارلي إيبدو، ولكن قبل كل شيء كانوا بشرا"، مؤكدا أن تركيا نظرت إلى هذا الموضوع من منطلق انساني.

وحول الضحايا في غزة، تساءل أردوغان لماذا لا ينظر زعماء الى الموضوع من زاوية مقتل عدد كبير من الناس، وبينهم أطفال ورضع.

وتساءل مخاطبا زعماء العالم "ألا يتألم ضميركم؟" للمشاهد الواردة من غزة، حيث الجثث المتكدسة وأمهات يودعن أطفالهن القتلى.

وأكد أنه لا يمكن التزام الصمت والبقاء مكتوف الأيدي تجاه هذه المأساة، ولفت إلى أن أحداث غزة من شأنها أن تكون وسيلة لتطورات أخرى.

وأشار إلى أنه بعد لقائه مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة الرياض، قال لفريقه إنه ربما سينفتح باب جديد، وقد يقوم بزيارة إلى مصر، تتم خلالها مناقشة ما يمكن فعله سوية في المنطقة.

وقال أردوغان، "تركيا دولة محورية. وهي الدولة الوحيدة التي يمكنها التواصل مع جميع الدول في المنطقة وهي قادرة على جمع الأطراف المتنازعة والمتحاربة على طاولة واحدة".

ووجه أحد الصحفيين السؤال التالي للرئيس التركي "علمنا منكم أنّ (الرئيس الإيراني إبراهيم) رئيسي، سيأتي إلى هنا (في تركيا) في 28 من الشهر الجاري. هل من الممكن اتخاذ خطوات مشتركة مع إيران بخصوص غزة؟

وفي رده قال الرئيس التركي "لا يوجد سبب يمنع اتخاذ هكذا خطوات".

وشدد في الوقت نفسه على ضرورة "تحصيل النتائج من أي خطوات ستتخذ، والابتعاد عن العواطف، ودفع الدبلوماسية العالمية للتحرك".

وتساءل الرئيس التركي عن طريقة حل مشكلة نقص الوقود في غزة التي بواسطتها تعمل المولدات في المستشفيات.

وأشار إلى أنّ "الدولة التي لها أكثر تأثيرا على إسرائيل هي الولايات المتحدة".

ولفت إلى أنّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يتابع هذا الأمر مع نظيره الأمريكي (أنتوني بلينكن).

أردوغان، أكد على ضرورة "زيادة الضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام من خلال تكثيف تركيا للقاءاتها مع الجانب المصري والخليجي، بعد دفع سكان غزة للنزوح من الشمال إلى الجنوب".

و"يشكل ضمان وقف إطلاق النار في غزة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لتركيا" بحسب أردوغان.

وأضاف أنّ "العملية لا تنتهي بذلك، بل ستكون مكثفة بعد وقف إطلاق النار".

وأشار إلى أنّ "إسرائيل فقدت دعم الرأي العام العالمي بعد هجومها الأخير على غزة.

وبيّن أنها "أصبحت الآن دولة قاتلة للأطفال في نظر المجتمع الدولي".

وتطرق الرئيس التركي للبعد الأخلاقي حيال ما يجري في غزة، وأوضح أن "121 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تتشارك مع تركيا الموقف ذاته".

مستدركا بالقول "أشعر أنّ الدول التي امتنعت عن التصويت يقفون إلى جانبنا".

واعتبر أنّ "121 دولة تتشارك أيضا مع تركيا توصيفها للنظام الدولي المتمثل بشعار (العالم أكبر من خمسة)" في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وعن فشل المنظومة الدولية في تحقيق الأمن والسلم العالميين قال الرئيس التركي، "إذا قالت إحدى الدول الخمس: هذه الدولة تحت حمايتي، ولا يمكنك المساس بها. بهذا تكون الممارسات الإرهابية للدولة المحمية مشروعة في مجلس الأمن".

وشدد على أن "اتحاد ووحدة الشعب التركي عامل مهم في تمكين البلاد من إخماد نيران الحروب والصراعات والتوترات في المنطقة".

وقال أردوغان، إن "تقبلنا اختلافاتنا على أنها عناصر إثراء ووضعناها جانبا، وقدمنا عليها مشتركاتنا، كونوا على ثقة سترون كل المشاكل بدأت تحل. ويجب التخلص من الدول التي جاءت من على بعد آلاف الكيلومترات من أجل أن تفرض قوتها هنا".


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın