عبد السلام فايز / الأناضول

ادعى المبعوث الأمريكي توم باراك أن "إسرائيل ملتزمة بتحقيق السلام" مع بيروت، في تناقض واضح مع الخروقات والاعتداءات التي ترتكبها تل أبيب في الأراضي اللبنانية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده باراك في بيروت، الاثنين، تحدث فيه عما سماه "التزام إسرائيل بتحقيق السلام مع لبنان"، متجاهلا خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" التي أوقعت مئات القتلى والجرحى المدنيين.

وقال المبعوث الأمريكي إن "الدولة اللبنانية هي التي يجب أن تتعامل مع حزب الله باعتباره حزبا سياسيا، وليس الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن بلاده "بصدد وضع خطة للمستقبل في لبنان بسبب غياب الثقة بين إسرائيل وحزب الله"، وفق مراسل الأناضول.

وتابع: "لا نملي على لبنان ما ينبغي أن يفعله، إنما ندعمه في قراراته، والآلية التي كانت موجودة بين لبنان وإسرائيل لم تسر في المسار الصحيح".

ووصف باراك لقاءه مع الرئيس اللبناني جوزاف عون بأنه "مثمر ومرضٍ"، مضيفا: "نحن ممتنّون للهجة المتزنة التي وردت في الرد على مطلبنا (حصر السلاح بيد الدولة)، هناك فرصة متاحة، ولا أحد أفضل من اللبنانيين في اختيار السُبل المناسبة لاستغلالها".

ولم يذكر باراك تفاصيل رد بيروت، إلا أن وكالة الأنباء اللبنانية قالت إن المبعوث التقى عون في بيروت، بحضور سفيرة واشنطن ليزا جونسون، دون مزيد من التفاصيل.

والأربعاء، قال مسؤول لبناني للأناضول، إن المقترح الذي قدمه باراك خلال زيارته لبنان في يونيو/ حزيران يتمحور حول عدة عناوين، أولها نزع سلاح "حزب الله" وحصره بيد الدولة.

كما ينص المقترح على إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب، وزيادة الجباية الجمركية، وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة، وفق المسؤول نفسه الذي فضل عدم ذكر اسمه.

وفي تعقيبه على المقترح، قال أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم في كلمة متلفزة الجمعة، إن نزع سلاح الحزب مرهون "برحيل الاحتلال الإسرائيلي عن لبنان".

في السياق، أكد باراك بمؤتمره الصحفي أن "الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب ملتزم باحترام لبنان، ويرغب في المساعدة على تحقيق الازدهار، وأنا راضٍ جدًا عن الرد اللبناني، ونحتاج إلى فترة للتفكير".

المبعوث الأمريكي أكد أن "لبنان ما زال مفتاح المنطقة، ويمكن أن يكون لؤلؤة المتوسط، ولن يأتي أحد إلى لبنان إن كنتم في حرب. وحان الوقت اليوم، ولديكم رئيس أمريكي يقف إلى جانبكم، ولكن لا يمتلك الصبر الطويل".

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

ومنذ سريان وقف لإطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات وخلّفت ما لا يقل عن 231 قتيلا و531 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

وفي تحد لوقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها في الحرب الأخيرة.