القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

كشفت صحيفة يمينية عبرية النقاب، الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يستعد لمواجهة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تصريحات ومواقف الأخير في عدة قضايا.

ويمتنع نتنياهو ووزراء حكومته عن انتقاد ترامب رغم عدم رضاهم عن العديد من القرارات التي اتخذها بما فيها الحوار المباشر مع حماس، والاتفاق على وقف النار مع الحوثيين واللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وقراره رفع العقوبات عن سوريا، والمفاوضات الأمريكية مع إيران.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن نتنياهو، "يستعد لمواجهة ترامب ويعمل على تحديد نقطة ضعف رئيسية في الرئيس الأمريكي".

وأضافت: "استعد نتنياهو لجولة الرئيس ترامب في الشرق الأوسط، تاركًا إسرائيل على الهامش".

وأردفت الصحيفة: إلى جانب الاستعدادات الدبلوماسية، التي شملت مشاورات مكثفة أجراها نتنياهو مع وزراء الحكومة وكبار مسؤولي الدفاع ومبعوثي ترامب نفسه، شكل رئيس الوزراء الإسرائيلي فريقا لمواجهة ترامب، دون ذكر أسماء أعضائه.

وذكرت أن "هذا الفريق المكلّف بقضايا حساسة، لا يركز على الدبلوماسية أو الأمن، بل على الاستراتيجيات السياسية والإعلامية".

وكان نتنياهو شن هجمات إعلامية شديدة ضد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ومن قبله الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وألقى نتنياهو خطابا في الكونغرس عام 2015 انتقد فيه الاتفاق الذي توصل إليه أوباما مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقالت الصحيفة: "لن تكون هناك حاجة لإلقاء خطاب درامي أمام الكونغرس لضرب ترامب فإن مأزقه الأشد هو قاعدته الجمهورية المسيحية، التي تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط".

وأضافت: "بدلاً من ذلك، قد يدفع مجرد تضخيم استياء إسرائيل (من ترامب) أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والمعلقين المحافظين والمؤثرين اليمينيين للضغط على الرئيس الأمريكي للتوافق بسرعة مع موقف إسرائيل".

ولفتت الصحيفة، إلى أنه "على الرغم من المخاوف في إسرائيل بشأن العديد من تصريحات ترامب الأخيرة، إلا أن الذخيرة المُجهزة لم تُستخدم بعد (دون توضيحها)، وسيُختبر ترامب بأفعاله، لا بأقواله".

ونقلت عن وزير إسرائيلي كبير يشارك بشكل متكرر في المناقشات السرية لم تسمه، مدافعا عن استراتيجية الهجوم (على الرئيس الأمريكي) إن "إسرائيل تتمتع بنفوذ كبير على ترامب".

وقالت الصحيفة: "في أحد اجتماعات مجلس الوزراء، اصطدم مع وزير آخر زعم أن هذه الاستراتيجية متعالية وغير واقعية، وقال إن ترامب في ولايته الثانية سيكون أقل خضوعاً لقاعدته أو للإنجيليين، إنه يتمتع بسيطرة مطلقة على الحزب الجمهوري ولا يمكن تقويضه".

وفي أبريل/ نيسان الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ترامب، رفض خطة إسرائيل لمهاجمة إيران في مايو/أيار الجاري، وأنه قرر التفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وفي 6 مايو/ أيار الجاري، قال ترامب، إن جماعة الحوثي اليمنية أبلغت البيت الأبيض بأنها لن تنفذ أي هجمات إضافية على السفن التجارية، وأوضح أن بلاده ستوقف بدورها الهجمات على اليمن وذلك بغض النظر عن تصميم هذه الجماعة على مواصلة ضرباتها الصاروخية ضد إسرائيل دعما لغزة.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 173 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وبعيدا عن إسرائيل أطلقت حركة حماس، الاثنين، سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيديد ألكسندر بمفاوضات مباشرة مع واشنطن، في وقت بقي فيه 58 أسيرا إسرائيليا بقبضة الحركة بينهم 21 من الأحياء وذلك منذ 7 أكتوبر 2023.

كما أعلن ترامب خلال "منتدى الاستثمار السعودي ـ الأمريكي 2025" في الرياض، الثلاثاء، قراره رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكدًا أن الهدف من ذلك هو "منح الشعب السوري فرصة للنمو والتطور".

وأوضح ترامب، أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون ذكر لإسرائيل، التي تحتل مرتفعات الجولان السوري منذ عام 1967.