دولي

غروسي: لا يمكن تجاهل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب

في تصريح صحفي أدلى به المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي بالعاصمة النمساوية فيينا..

Aşkın Kıyağan, Ahmet Kartal  | 09.06.2025 - محدث : 09.06.2025
غروسي: لا يمكن تجاهل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب

Burgenland

فيينا/ الأناضول

حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، من خطورة امتلاك إيران لأكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مشيرًا إلى أن هذا المستوى من التخصيب "قريب للغاية" من الحد المطلوب لصنع سلاح نووي، ولا يمكن التغاضي عنه.

وفي تصريح صحفي عقب اجتماع مجلس محافظي الوكالة في العاصمة النمساوية فيينا، الاثنين، قال غروسي إن الوكالة رصدت خلال عامي 2019 و2020 جزيئات يورانيوم من صنع بشري في ثلاث مواقع إيرانية.

وأضاف أن إيران لم تقدّم إجابات كافية أو مقنعة تقنيًا، بل حاولت طمس آثار النشاط النووي في تلك المواقع، مما أعاق أنشطة التحقق التابعة للوكالة.

وأوضح غروسي أن الاتفاقات مع إيران تقضي بإبلاغ الوكالة بجميع المواد والأنشطة النووية، مشيرًا إلى أن سلوك طهران تجاه المواقع الثلاثة "يعزز الشكوك حول وجود مواد نووية غير مُعلنة".

ولفت إلى أن إيران لا تمتثل لبنود اتفاق التفتيش المعروف بـ"الكود 3.1" ولا البروتوكول الإضافي.

وأضاف: "هذا الوضع قلل بشكل كبير من قدرة الوكالة على التحقق من الطبيعة السلمية الكاملة للبرنامج النووي الإيراني".

وأكد غروسي أن وجود 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يزيد من تعقيد الأزمة.

وأضاف "لا يمكن للوكالة تجاهل مخزون إيران الذي يزيد عن 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، فإيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تُخصب إلى هذا المستوى (ولا تمتلك أسلحة نووية)، وهذا المستوى قريب بشكل خطير من المستوى اللازم لإنتاج متفجرات نووية. لا يمكننا تجاهل ذلك".

وأردف "يجب أن أشير إلى نقطة مهمة؛ هذه المادة ليست سلاحا نوويا مباشرا، ولكنها بكميات حرجة لإنتاج سلاح. بالطبع، هذا وحده لا يكفي لإنتاج سلاح نووي؛ إذ يتطلب الأمر صواعق وأنظمة معقدة ومكونات أخرى. ومع ذلك، وكما أشرنا في تقريرنا، فإن هذا المخزون أمرٌ يحتاج إلى مراقبة جادة للغاية".

- دعوة للتعاون

ووجّه غروسي دعوة إلى طهران للتعاون العاجل والكامل مع الوكالة، قائلا: "ما لم تساعد إيران الوكالة في تسوية القضايا العالقة، فلن نتمكن من تقديم ضمانات بأن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط".

- المفاوضات بين واشنطن وطهران

ودعا غروسي الولايات المتحدة وإيران إلى التحلي بالشجاعة السياسية والمضي قدمًا في إنجاح المفاوضات النووية.

وأكد أن "الاستقرار في ملف إيران النووي سيكون له أثر فوري على المنطقة، ويدفع الشرق الأوسط خطوة أقرب نحو السلام والازدهار".

- التعاون مع سوريا

وردًا على سؤال لوكالة الأناضول بشأن لقائه الأخير مع الرئيس السوري أحمد الشرع، أكد غروسي أن سوريا تمثل أولوية بالنسبة للوكالة، وأن الرئيس الشرع تعهّد بضمان وصول المفتشين إلى جميع المنشآت النووية.

وقال غروسي إن "أهم ما تم الاتفاق عليه هو السماح الفوري بالدخول إلى منشأة مرج السلطان، وهي منشأة مهمة لتحويل اليورانيوم كانت تُستخدم لإنتاج وقود لمفاعلات دير الزور".

وأشار إلى أن عينات تُجمع من هذه المنشأة ستحدد الخطوات المقبلة، متوقعًا أن تبدأ فرق الوكالة العمل في سوريا بحلول نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل.

ومن المتوقع أن يُجري مجلس محافظي الوكالة تصويتًا قبل نهاية اجتماعاته يوم الجمعة، بشأن إصدار قرار رسمي يتعلق بالأنشطة النووية الإيرانية.

وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية بين إيران والولايات المتحدة، مع استمرار المفاوضات النووية بين البلدين.

وتطالب إيران برفع العقوبات عنها مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لمنعها من تصنيع قنبلة ذرية.

فيما يطالب الجانب الأمريكي بوقف تخصيب إيران لليورانيوم على جميع المستويات، رغم تحدثه سابقا عن قبوله بنسبة تخصيب منخفض.

وتقوم عمان بدور وساطة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لإنهاء خلافات جوهرية، حيث عقدت 5 جولات، 3 منها في مسقط، وسط ترقب لجولة سادسة.​​​​​​​

وفي 31 مايو/ أيار الماضي، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تسلم بلاده بنود مقترح أمريكي يهدف للتوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.

تأتي هذه التطورات في ظل جمود طويل في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق خلال ولاية ترامب الأولى في 2018، وسط محاولات متكررة لإعادة إحيائه بشروط جديدة من الجانبين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.