طهران: لن نتنازل عن حقوقنا المشروعة في تخصيب اليورانيوم
وزير الخارجية عباس عراقجي: نريد دورا فعالا لأوروبا في المفاوضات..

Tahran
طهران/ الأناضول
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، إن بلاده لن تتنازل عن حقوقها المشروعة في تخصيب اليورانيوم، واصفًا تصريحات ممثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمفاوضات النووية، ستيف ويتكوف، بأنها "منفصلة عن الواقع".
جاء ذلك في معرض حديثه لوكالة "تسنيم" شبه الرسمية على هامش منتدى طهران للحوار، معلقا على تصريحات ويتكوف الأخيرة لقناة "أي بي سي نيوز"، التي قال فيها إن واشنطن لن تسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم حتى بنسبة 1 بالمئة.
وقال الوزير الإيراني إن "هذه التصريحات منفصلة تمامًا عن واقع المفاوضات، وتخصيب اليورانيوم سيستمر".
وأضاف: "إذا كان هدفهم هو منع تصنيع الأسلحة النووية فنحن مستعدون لذلك، لكن إن كانت لديهم مطالب غير واقعية، فمن الطبيعي أن لا تُلبى".
وأكد عراقجي، أن بلاده لن تقبل بإدراج تخصيب اليورانيوم المنخفض التخصيب ضمن بنود التفاوض.
وأوضح أن إيران تعتبر هذه الأنشطة "سيادية غير قابلة للنقاش".
وأشار عراقجي، إلى أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وأن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة.
وفي الوقت نفسه، شدد على أن طهران لن تتنازل عن حقوقها المشروعة في تخصيب اليورانيوم.
وفي تصريحات صحفية على هامش منتدى طهران للحوار، حذّر عراقجي، من أن الإصرار الأمريكي على إنهاء جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران قد يؤدي إلى "فشل المفاوضات النووية"، واصفًا هذه المطالب بأنها "غير واقعية".
وأوضح أن "التوقعات غير الواقعية من شأنها أن تُفشل المفاوضات".
وأضاف: "أنشطة تخصيب اليورانيوم السلمي لا يمكن إيقافها، فهي حق لا جدال فيه للشعب الإيراني، ونتيجة علمية دفعت بلادنا ثمنها باهظًا، بدماء علمائنا النوويين".
وشدد عراقجي، على أن نجاح أي اتفاق نووي مرهون باعتراف واشنطن ببرنامج إيران النووي المدني.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار عملية التفاوض بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي، حيث تسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، أدلى بتصريحات لقناة "أي بي سي نيوز"، قال فيها: "تخصيب اليورانيوم خط أحمر واضح جدًا جدًا بالنسبة لإدارة ترامب. لا يمكننا السماح بذلك، لأن التخصيب يُمكّن من التسليح".
يُذكر أن الولايات المتحدة ألمحت سابقًا إلى إمكانية القبول بتخصيب منخفض النسبة من قبل إيران، إلا أن موقفها الأخير يشير إلى تشدد أكبر في هذا الملف، وسط تباعد في المواقف بين الطرفين.
وضمن هذا السياق، أشار الوزير الإيراني إلى أن بلاده تريد دورا فعالا لأوروبا في المفاوضات.
وقال عراقجي، على هامش المنتدى اليوم: نحن نواصل حوارانا مع أوروبا، ونعتقد بأنه كلما كان هناك فهم أكبر للوضع بين الجانبين، كان ذلك أفضل".
وأضاف: "نحن ندعو أوروبا للقيام بدورها، بعد أن قلص هؤلاء دورهم بأنفسهم".
جدير بالذكر أن القوى الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) كانت طرفا في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران، بجانب روسيا والصين والولايات المتحدة، والذي انسحبت منه الأخيرة من جانب واحد بعد تولي دونالد ترامب ولايته الأولى عام 2018.
ومع استئناف المفاوضات الشهر الماضي بوساطة سلطنة عمان، غاب الدور الأوروبي عن طاولة الحوار، الأمر الذي أثار استياء عدد من العواصم الأوروبية، التي رأت في ذلك توجها إقصائيا من جانب واشنطن.
يشار أن العلاقة بين طهران وترامب تتسم بالتوتر وعدم الثقة، بعد انسحاب الأخير من جانب واحد في ولايته الأولى (2017 ـ 2021) من الاتفاق النووي، وعودته لممارسة سياسة "الضغط الأقصى" عليها في محاولة لعزلها دبلوماسيا واقتصاديا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.