دولي, archive, الدول العربية

حدائق سوريا.. من زهور إلى قبور (صور)

بين الزهور وألعاب الأطفال لا مكان للتنزه بعد أن زاحمت شواهد القبور الأشجار والزروع ليس فقط في الحدائق العامة في سوريا ولكن أيضًا في حدائق المنازل والمساجد.

13.05.2013 - محدث : 13.05.2013
حدائق سوريا.. من زهور إلى قبور (صور)

 علاء وليد

القاهرة - الأناضول

بين الزهور وألعاب الأطفال لا مكان للتنزه بعد أن زاحمت شواهد القبور الأشجار والزروع ليس فقط في الحدائق العامة في سوريا ولكن أيضًا في حدائق المنازل والمساجد.

الوصول إلى المقابر أصبح أسهل الطرق للموت، فضلاً عن أنه بات مستحيلاً في مناطق أخرى مثل دير الزور شرق سوريا في ظل مرابطة أرتال المدرعات ودبابات النظام السوري وسط القبور، وهو ما دفع السوريين إلى دفن جثث قتلاهم في حدائق المنازل بعد أن غصت الحدائق العامة بالقبور.

الناشط "مكّي مولود" كان يعمل في مجال الإغاثة في دير الزور قبل أن يصاب، يقول لمراسل وكالة الأناضول للأنباء "إنهم كانوا يقومون بدفن القتلى في أقرب حديقة عامة، وفي كثير من الأحيان كان يتم الدفن دون تواجد أهل القتيل وذلك بسبب الحصار الخانق على المدينة وصعوبة التنقل بين الأحياء مع انتشار قناصة النظام".

ومولود يعالج الآن في القاهرة بعد إصابته بشظايا بالغة أثناء حفر أحد القبور مع رفاقه لدفن جثة جاره في حديقة بحي الجبيلة في دير الزور.

وجاءت الإصابة إثر سقوط قذيفة هاون بالقرب منهم أسفرت عن مقتل 3 من الذين كانوا معه، قبل أن يتمكن معارضون سوريون من إخراجه إلى تركيا ومنها إلى القاهرة.

وغصت حدائق دير الزور بجثث القتلى ووصل عددهم منذ بداية الحملة العسكرية الأخيرة التي يشنها جيش النظام عليها قبل عشرة أشهر إلى نحو 3 آلاف، بحسب مولود الذي يضيف "إنه لم يدفن أي منهم في مقبرة المدينة كون الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية متمركزة فيها وإنما تم دفنهم في عدد من الحدائق التي كانت مخصصة سابقاً للتنزه وألعاب الأطفال قبل أن تزرع القبور بين الأراجيح".

ولم تتوقف المآسي عند هذا الحد، فيروي الناشط السوري أنه دفن جثث بعض زملائه الذين قتلوا برصاص قوات النظام في قبر واحد خوفًا من ملاحقة الطيران المروحي الذي كان يمشّط المنطقة.

سامر البوشي عضو المكتب الإعلامي في حمص وسط سوريا قال في اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول إن "استمرار الحصار من قبل جيش النظام على أحياء حمص القديمة منذ أشهر وانتشار القناصة حولها، يجبر الأهالي على دفن موتاهم وقتلاهم في حدائق المساجد القريبة التي امتلأت بالقبور، وأحياناً يقومون بدفنهم في الحدائق الخاصة بمنازلهم".

وكشف أن "خطورة الوصول إلى المقابر أجبرت الأهالي على دفن موتاهم في بعض الأماكن التي كان ممنوعًا الدفن فيها سابقاً مثل مقبرة الكتيب التي تحوي رفات عدد من الصحابة وكذلك مسجد الصحابي خالد بن الوليد، إلا أن استمرار القنص والقصف والحصار دفع الأهالي لدفن موتاهم في أي مكان متاح أمامهم".

ويستذكر البوشي حادثة وقعت العام الماضي في حمص قال إنها كانت الأكثر قسوة وألمًا حينما قام عدد من الأهالي بدفن قتيل سقط بنيران جيش النظام في مقبرة الخالدية، وبعد الانتهاء من مراسم التشييع والدفن بقيت والدة المتوفى وأخوه يودعان فقيدهما، إلا أن قناصًا تابعًا لنظام الأسد قام بقنص الاثنين وضمهما إلى قتيلهما وكانت هي المرة الأخيرة التي يتم الدفن في هذه الحديقة.

وتقول الأمم المتحدة إن 70 ألف شخص قتلوا خلال الصراع في سوريا الذي دخل عامه الثالث في فبراير/ شباط الماضي، وهو رقم يصفه دبلوماسيون بالمنظمة الدولية ومسؤولون بأنه قديم وأقل بكثير من العدد الفعلي للقتلى.

وتشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له إلى سقوط 120 ألف قتيل، مشيرًا إلى أنه من الصعب توثيق الكثير من الوفيات والتي لم يتم إدراجها بشكل رسمي حتى اليوم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın