دولي, archive

الانتهاكات الإسرائيلية تُلحق أضرار فادحة بموسم "السردين" في غزة

تم اصطياد 150 طنا فقط مقارنة بـ2000 طن العام الماضي

27.05.2015 - محدث : 27.05.2015
الانتهاكات الإسرائيلية تُلحق أضرار فادحة بموسم "السردين" في غزة

غزة/ محمد ماجد، هداية الصعيدي/ الأناضول:

يشعر الصياد الفلسطيني حسام الهِسّي، بالحسرة على فشل موسم صيد أسماك السردين لهذا العام، على غرار العام الماضي، فقد منعته الإجراءات الإسرائيلية من الإبحار بعيدا في عمق مياه البحر الأبيض المتوسط، بقاربه متوسط الحجم.

وأوضح الصيّاد الأب، لستة أطفال، والبالغ من العمر 35 عاما، أنه "لم يستطع صيد كميات وفيرة من سمك السردين كما كان يتوقع، بسبب انتهاكات سلاح البحرية الإسرائيلية، بحق الصيادين، مما جعله يتكبّد خسائر كبيرة".

وتابع قائلا لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء:" التقطتْ شباكي كمية قليلة جدًا من السردين، كنت أنتظر هذا الموسم بفارغ الصبر، كي أتمكن من سداد بعض الديوان المتراكمة عليّ، لكن الرصاص الإسرائيلي كان باتجاهنا في كل وقت".

ويقول مسئولون فلسطينيون في غزة إن قوات الجيش الإسرائيلي تطلق بشكل شبه يومي نيران أسلحتها تجاه مراكب الصيادين، وتصيب وتعتقل عددا منهم، وهو ما يعتبره الفلسطينيون "خرقاً واضحاً" لاتفاق الهدنة.

وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في 26 أغسطس / آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، أوقفت حرباً إسرائيلية على قطاع غزة دامت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل نحو 2200 فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير آلاف المنازل.

وأشار الهسي، إلى أن الطلب على السردين من قبل المستهلكين ضعيف جدا، بسبب ارتفاع أسعاره الناجم عن قلة المعروض منه.

ويباع كيلو السردين بنحو 8 دولارات، في حين أن سعره في مثل هذا الوقت، من الأعوام الماضية، لا يتعدى (دولارين ونصف)، وفق الهسي.

وأكمل:" لقد لحقت بنا أضرارًا أخرى في صيد باقي أنواع الأسماك، فإسرائيل لا تسمح لنا بالصيد من مسافة 6 أميال كما يروج إعلاميًا، نحن ندخل في البحر 3 أميال فقط".

وعقب حربها الأخيرة على غزة، في السابع من يوليو/تموز الماضي، سمحت إسرائيل للصيادين بالصيد لمسافة 6 أميال بحرية بدلا من 3.

 إلا أن مسؤولين فلسطينيين يقولون إن قوات البحرية الإسرائيلية لا تسمح للصيادين بالصيد في هذه المسافة كلها.

ويبدأ موسم السردين في قطاع غزة، مطلع أبريل/نيسان، ويستمر حتى بداية يونيو/حزيران، ويعتبر الموسم الرئيسي الذي ينتظره صيادي القطاع بـ "شغف"، لتحسين أوضاعهم المعيشية، بسبب إقبال الناس على شراءه؛ نظرًا لرخص ثمن هذا النوع من الأسماك، مقارنة بالأنواع الأخرى.

وبينما كان ينشغل الصياد داود شيخة (35 عامًا)، بإفراغ ما التقطته شباكه من أسماك، ووضعها في صناديق زرقاء اللون، استعداد لبيعها، قال "انظروا تكاد شبكتي تكون فارغة من السردين، لم ننعم بصيد وفير منذ بداية الموسم".

وخسر شيخة المعيل لخمسة أبناء و"يعاني ظروفًا اقتصادية صعبة" على حد تعبيره، 5 آلاف دولار، ثمنًا لتجهيز قاربه لموسم السردين، كما قال لمراسلة الأناضول.

وتابع:" هيأت نفسي جيدًا لهذه الموسم، إنه موسم الرزق بالنسبة لنا، حيث يقبل المواطنين على شراء هذا النوع من السمك، لكن الانتهاكات الإسرائيلية، حرمنا من ذلك".

وفي صباح كل يوم يخرج فيه شيخة لعمله، يتمنى أن يعود لصغاره سالمًا، وفق تعبيره، فرصاصات الزوارق الإسرائيلية، تحيط به وبزملاء مهنته من كل اتجاه.

من جهته وصف عادل عطا الله، مدير عام الثروة السمكية في وزارة الزراعة الفلسطينية، موسم السردين لهذا العام بـ "الضعيف والأسوأ منذ سنوات".

وأرجع عطا الله تراجع هذا الموسم عن الأعوام الماضية، إلى "الانتهاكات الإسرائيلية المكثفة بحق صيادي غزة".

وتابع لمراسلة الأناضول:" الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة كانت بشكل شبه يومي والمسافة المسموح بها للصيد محدودة جدًا تتواجد فيها الأسماك بنسب ضئيلة".

وتمكن الصيادون الفلسطينيون من اصطياد 150 طنا فقط من أسماك السردين، مقارنة بـألفي طن حصلوا عليها العام الماضي، وفق عطا الله.

وحسب عطا الله، فإن سكان قطاع غزة يحتاجون إلى نحو 5 آلاف -7 آلاف طن، من أسماك السردين، لسد احتياجاتهم، في حين تبلغ أقصى كمية ينتجها الصيادون 2200 طن تقريبا.

وسنويًا تصيد شباك الفلسطينيون 5 آلاف طن من الأسماك، ونصف هذه الكمية تكون من سمك السردين.

ويعمل في مهنة الصيد في قطاع غزة حوالي 3500 صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، وهم يعملون على أكثر من ألف قارب صيد مختلفة الأحجام والأنواع.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın