إعادة رسم الجرافيتي يثير انقسامًا بمصر (فيديو)
المؤيدون يرون "الجرافيتي" أحد أدوات التعبير المهمة خلال ثورة يناير ويتعين استعادته، فيما يرى آخرون ضرورة إعادة الشارع إلى سابقه

أحمد زكريا
القاهرة – الأناضول
واصل عدد من الفنانين إعادة رسم "الجرافيتي" على الجدران في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير بمصر، بعد أن قامت محافظة القاهرة خلال الأيام الماضية بمسحه، مما أثار غضب البعض.
وأثار إعادة رسم الجرافيتي انقساما لافتا بين مصريين بين مؤيد لها باعتباره أحد أدوات التعبير الهامة خلال ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، فيما رأى آخرون ضرورة إعادة الشارع إلى سابق عهده وطلائه من جديد.
وبدأ الفنانون المستقلون إعادة الرسومات وأضافوا إليها أبعادًا أخرى بانتقاد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المصري محمد مرسي الذي كان ينتمي للجماعة قبل أن يستقيل عقب نجاحه في الانتخابات الرئاسية.
كما استمر هجوم الرسامين على الشرطة والتأكيد أن "النظام لم يتغير بل مازال قائمــًا" من خلال اللوحات التي تم رسمها على جدران سور الجامعة الأمريكية الواقعة في شارع محمد محمود.
من جانبه، قال الفنان التشكيلي حسني عبد الصبور إن "الجرافيتي" الذي تم رسمه في شارع محمد محمود هو "تأريخ لمرحلة مهمة في الواقع المصري لا تقل أهمية عما فعله الفراعنة على جدران المعابد"، بحسب قوله.
وأضاف أن "اللحظة التي تم رسم "الجرافيتي" فيها كانت مليئة بالحماس ومعايشة للموقف القائم .. فمثلاً أثناء أحداث محمد محمود كنا نرسم ما يقع من تعرض المعتصمين للضرب ومشاهد الدم والغاز المسيل للدموع"، معتبرا أن "إزالة تلك الرسومات تؤكد جهل المسؤول عن القرار بالفن الذي صنعته الثورة".
وفي المقابل، قال محمد محسن (29 سنة) الذي تصادف وجوده بالمكان، إنه لا يجد مشكلة في إزالة "الجرافيتي" لا سيما وأن القرار جاء في إطار خطة المحافظة لإعادة تطوير ميدان التحرير والشوارع المحيطة به.
وأعرب عن رفضه لما قام به الرسامون من "إهانة" للإخوان المسلمين في الرسومات الجديدة .
وقال محمد علي (30 سنة) إن "الجرافيتي" كان معبرًا عن صوت المصريين ولم يسيطر فصيل بعينه عليه إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني، معربا عن تأييده لإعادة الرسومات مرة ثانية لأنها ترتبط بالثورة وأحداثها.
وكانت مجموعات من النشطاء ورسامين قد خرجت لإعادة الرسم على جداريات "محمد محمود" بعد أن فوجئوا بإزالتها مساء الثلاثاء 18 سبتمبر/أيلول ودهنت حوائط الشارع باللون الأصفر.
وتضمنت تلك الجداريات التي جرى إزالتها العديد من شعارات الثورة المصرية وأهم رموزها، وأضيفت لاحقًا إليها صور شهداء الثورة ومصابيها وضحاياها في أحداثها المتوالية، كما ضمت الجدران شعارات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين وإسقاط حكم العسكر.
و"اﻟﺠﺮاﻓﯿﺘﻲ" ﻋﺒﺎرة عن صور يتم رسمها على اﻟﺠﺪران، ووﺟﺪ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﻤﻌﺮوف ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﻣﺠﺎﻻً واﺳﻌًﺎ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﯿﺮة ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐﻀﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻧﺴﺪاد اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﯾﻌﯿﺸﻪ اﻟﻤﺼﺮﯾﻮن ﺣﺘﻰ ﺟﺎءت ﺛﻮرة 25 ﯾﻨﺎﯾﺮ ﻟﯿﺼﺒﺢ ﻓﻦ اﻟﺠﺮاﻓﯿﺘﻲ إﺣﺪى أدواﺗﻬﺎ اﻟﻬﺎﻣﺔ.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.