
Ankara
أنقرة/ بارش غوندوغان/ الأناضول
عقب اعتقال زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، عبد الله أوجلان، عام 1999، أعلنت المنظمة من طرف واحد وقف إطلاق النار، غير أنها استأنفت عملياتها الإرهابية ضدّ المدنيين، لكن عبر منظمات فرعية تابعة لها، مثل "تاك" و"فاك"؛ بغية تجنب تنديد المجتمع الدولي، وسعيا إلى رفع "بي كا كا" من لوائح المنظمات الإرهابية في الغرب.
ووجود عناصر من منظمة "ه ب ك"، الجناح المسلح لـ "بي كا كا/ تاك" في العمليات الإرهابية التي تنفذها الأخيرة، يؤكّد مدى الترابط والتداخل بين هذه المنظمات الإرهابية، التي قتلت آلاف الأشخاص في جميع الولايات التركية تقريبا منذ تأسيس "بي كا كا" عام 1984.
وبحسب معلومات مراسل الأناضول، عقدت "ه ب ك" مؤتمرا في يونيو/ حزيران 2001، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية، ردا على اعتقال أوجلان، وذلك عبر عناصر منظمة أخرى تسمّى "ÖSB".
وتتكون "ÖSB" من الطواقم المدربة لـ"ه ب ك" في الأرياف، وتضم شبابا أمضوا جزءا من حياتهم في السجون، وأسست "ÖSB" عام 2003 منظمتي "تاك" و"فاك"، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية عبرهما.
في أكتوبر/ تشرين أول من العام نفسه، أصدر مراد قرة يلان، الملقب بـ"جمال" والذي كان آنذاك مسؤول منظمة "ه ب ك"، تعليمات للدفع بمنظمة "فاك" لتتبنى العمليات الإرهابية التي تستهدف مقرات وسائل الإعلام داخل المدن.
ومنذ إعلان "بي كا كا" انتهاء وقف إطلاق النار عام 2004، تعمدت دفع المنظمات الفرعية التابعة لها، وهي "تاك" و"فاك"، لتبني عملياتها الإرهابية، مع العمل على إخفاء صلتها بهاتين المنظمتين؛ بهدف تفادي تنديد المجتمع الدولي، والعمل على رفع "بي كا كا" من قوائم المنظمات الإرهابية في الغرب.
وجاء في البيان الختامي لمؤتمر "بي كا كا/ تاك"، يوم 2 يناير/ كانون ثان 2010، أن "تاك" تتبنّى أيديولوجية أوجلان، وتكافح من أجل حريته، ومستعدة للتعاون مع أي جهة تعمل من أجل حرية أوجلان.
وبينما تقر الولايات المتحدة الأمريكية بأنّ "تاك" جزء من "بي كا كا" وامتداد لها، يعتبر الاتحاد الأوروبي أن "تاك" منظمة منفصلة تماما عن "بي كا كا".
تصنيف العمليات الإرهابية
منظمة "بي كا كا/ تاك" تقسم العمليات الإرهابية التي ينفذها عناصر "تاك"، إلى قسمين، أولهما ما تعتبرها "عمليات فدائية"، والثانية "عمليات تخريبية".
و"العمليات الفدائية"، وفق المنظمة، هي العمليات التي تُنفّذ في زمان ومكان معينين من أجل كل من زعيمهم أوجلان، والقيم التي تعتبرها المنظمة "مقدسة".
أما "العمليات التخريبية"، فهي تلك التي تستهدف مسؤولين عسكريين وبيروقراطيين وأماكن سياحية حيوية ومصانع ضخمة وخطوط التيار الكهربائي الاستراتيجية، وخطوط النفط، ومراكز الاتصالات، وغيرها الكثير.
ومنذ عام 2003، تدعي "بي كا كا/ تاك" أن عملياتها تأتي ردا على تهميش الدولة التركية لجهود أوجلان الرامية إلى إحلال السلام، والتعذيب المزعوم للأخير في سجنه، وزيادة الاعتداءات على الشعب الكردي.
وهي كلها ذرائع تتخفى خلفها هذه المنظمة الإرهابية، وتتوعد برفع وتيرة العنف في كل الولايات التركية.
تنديدات مزيفة
وللإيهام بعدم وجود صلة بينهما، تندد قيادات منظمة "بي كا كا" الإرهابية، وذراعها في المدن "ك ج ك"، بممارسات منظمة "تاك" ضدّ المدنيين.
فمثلا نددت "بي كا كا" باعتداء إرهابي نفذته "تاك" في ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول، يوم 31 أكتوبر/ تشرين أول 2010، قائلة في بيان آنذاك: "نطالب تاك بوقف فوري لمثل هذه العمليات، التي لا تخدم حرية الشعب، وإذا لم تتوقف، فسنتخذ موقفا حازما تجاهها، وسنحاسبها على ممارساتها".
ولتجنب تنديد المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الغربية، تدفع منظمة "بي كا كا" الإرهابية بذراعها، المتمثلة في منظمة "تاك"، لتبني عملياتها الإرهابية؛ محاولة إقناع العالم بأن" بي كا كا" ليست منظمة إرهابية، إضافة إلى إحراج تركيا في المحافل الدولية، وفي الوقت نفسه ضرب المنشآت السياحية والاقتصادية والأمنية التركية.
ولتضليل الرأي العام العالمي، وبالاتفاق مع "بي كا كا"، تعلن "تاك" نفسها أنها منظمة منفصلة عن "بي كا كا"، وأنّ قرارات الأخيرة لا تعنيها.
إرهاب "بي كا كا/ تاك"
وفي عامي 2004و 2005، بدأت "تاك" في تكثيف عملياتها الإرهابية؛ للتعريف عن نفسها، ونشر الذعر بين المواطنين.
وفي ما يلي رصد مراسل الأناضول لأبرز عمليات "بي كا كا/ تاك" الإرهابية منذ عام 2005:
في 16 تموز/ يوليو 2005، استهدفت المنظمة الإرهابية حافلة صغيرة في ولاية أيدن (غرب)؛ ما أسقط 5 قتلى، بينهم إيرلندي وبريطاني، وجرح 13 آخرين.
وفي أبريل/ نيسان 2006، نفذت المنظمة عملية إرهابية في منطقة بقركوي بإسطنبول، أدت إلى جرح 32 شخصا، وفي 10 يونيو/حزيران 2007، شهدت المنطقة نفسها عملية إرهابية جديدة للمنظمة؛ أوقعت 31 جريحا.
نفذت المنظمة عملية انتحارية في العاصمة أنقرة، يوم 22 مايو/ أيار 2007، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، وجرح 102 آخرين.
في العام التالي، وتحديدا يوم 3 يناير/ كانون ثان، استهدفت "بي كا كا/ تاك" سيارة عسكرية قرب مدرسة في ولاية دياربكر (جنوب شرق)؛ ما أودى بحياة 6 طلاب وشخص سابع كان يتواجد في مكان التفجير.
كما نفذت المنظمة عملية إرهابية، يوم 27 يوليو/ تموز 2008، أمام فرع بنك الزراعة في منطقة غونغوران بإسطنبول؛ ما أسقط 17 قتيلا وقرابة 140 جريحا.
وخلال محاولة عناصر من الشرطة، في أغسطس/ أب 2008، توقيف سيارة مفخخة على طريق ولاية مرسين (جنوب)، فجر إرهابي سيارته لدى اقترابه من حاجز الشرطة؛ ما أصاب 17 من أفراد الشرطة بجروح.
وفي 8 يونيو/ حزيران 2010، تعرضت حافلة تنقل عناصر من الشرطة في منطقة هلقلي بإسطنبول لهجوم من قِبل عناصر المنظمة الإرهابية؛ ما أصاب 8 من أفراد الشرطة بجروح، فيما قتل في المنطقة نفسها 5 أشخاص، بينهم 4 عسكريين، وجرح 12 آخرين، في عملية إرهابية يوم 22 من الشهر نفسه.
المنظمة الإرهابية استهدفت أفرادا من الشرطة التركية، يوم 31 أكتوبر/ تشرين أول 2010، في ميدان تقسيم بإسطنبول؛ ما جرح 32 شخصا، بينهم 17 مدنيا.
وفي 20 سبتمبر/ أيلول 2011، فجرت المنظمة سيارة مفخخة وسط أنقرة؛ ما أودى بحياة 5 أشخاص وجرح 40 آخرين.
وتبنت منظمة "تاك" عملية إرهابية استهدفت سيارة تقل عسكريين في العاصمة، يوم 17 فبراير/ شباط الماضي؛ ما أسقط 29 قتيلا.
كما أعلنت مسؤوليتها عن عملية انتحارية بسيارة مفخخة استهدفت مدنيين، يوم 13 مارس/ آذار الماضي، وأودت بحياة 38 شخصا.
وتبنت "تاك" هجوما إرهابيا في ولاية بورصة (شمال)، يوم 27 أبريل/ نيسان الماضي؛ ما أصاب 13 شخصا بجروح، وتبين لاحقا أن منفذة الهجوم تدعى إسراء جالي (24 عاما)، وهي من أعضاء منظمة "بي كا كا" الإرهابية.
وأعلنت "تاك" مسؤوليتها عن عملية إرهابية في ديار بكر، يوم 4 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي؛ أوقعت 11 قتيلا، بينهم عنصران من الشرطة.
كما تبنت المنظمة الإرهابية هجوما بسيارة مفخخة في ولاية أضنة (جنوب)، يوم 24 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي؛ ما أسقط قتيلين وأصاب 33 آخربن بجروح.
أما أحدث عملية إرهابية تبنتها منظمة "تاك"، التابعة لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، فوقعت وسط إسطنبول، السبت الماضي (10 ديسمبر/ كانون أول الجاري)؛ وأودت بحياة 44 شخصا، بينهم 37 من عناصر الشرطة.