تركيا, archive, الدول العربية

مؤسسة تركية تخفف مصاب عائلة بـ"غزة" (فيديو)

قدَّمت جمعية السلام والتضامن والإغاثة التركية، ممثلة مؤسسة "كيمسه يوك مو" الخيرية التركية بقطاع غزة، "معونات" لعائلة فلسطينية، احترق منزلها

03.03.2013 - محدث : 03.03.2013
مؤسسة تركية تخفف مصاب عائلة بـ"غزة" (فيديو)

غزة - نور أبو عيشة

صور: مصطفى حسونة

فيديو: متين كايا

قدمت جمعية السلام والتضامن والإغاثة التركية، ممثلة مؤسسة "كيمسه يوك مو" الخيرية التركية بقطاع غزة، "معونات" لعائلة فلسطينية، احترق منزلها، وفقدت اثنين من أفرادها، بحسب ما كشف أفراد من العائلة لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء اليوم الأحد.
وتسبب الحريق بأزمة إنسانية لعائلة "كالي" الفلسطينية، نتيجة فقدها رب الأسرة ومعيلها، وأحد أطفالها، في الحريق الذي وقع قبل حوالي 4 أشهر، بسبب استخدامها "الشموع" في إنارة المنزل، خلال فترة انقطاع الكهرباء، وهو ما يتكرر كثيرا بالقطاع لمعاناته من نقص الوقود نتيجة الحصار الإسرائيلي.

وسردت عواطف كالي (25 عاماً)، تفاصيل الحادث المأساوي لمراسلة الأناضول، مشيرة إلى أنها استيقظت مبكرا فجر يوم الحادث، وعملت على تجهيز أولادها الثلاثة للذهاب للمدرسة، مستخدمة ضوء شمعة، حيث كان التيار الكهربائي مقطوعا عن المنطقة.

وأضافت أنها اصطحبت أطفالها إلى المدرسة، تاركة زوجها وابنها الصغير نائمين في المنزل، دون أن تطفئ الشمعة المشتعلة.

وعقب توصيلها لأولادها للمدرسة توجهت "كالي" إلى مركز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، لتأخذ حصتها من المواد الغذائية التي تقدمها الوكالة كمساعدات للسكان.

وخلال تواجدها في مقر وكالة "أونروا"، دق هاتفها المحمول، وما أن أجابت المكالمة، حتى سمعت أصوات صراخ تنبعث من المتصل – أحد أقربائها- فألقت الأوراق أرضاً، وركضت مسرعة نحو المنزل.

ولم تكن "كالي" لتتوقع ما شاهدته أمام منزلها –شرق مدينة غزة- نتيجة "شمعة تركتها مشتعلة"، فالمنزل تحوّل إلى كومة من الخراب، فيما شاهدت جسد طفلها "أشرف"–سنتين ونصف- متفحما، وهو المشهد المؤلم الذي لا يريد أن يغادر مخيلتها، بحسب روايتها.

توفي الطفل، أشرف على الفور، أما والده شادي (29 عاماً) فمكث في العناية المركزة لمدةِ تسعةَ أيام متتالية، قبل أن يموت في اليوم التاسع.

ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة من نوعها في قطاع غزة نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي، حيث لقي ثمانية فلسطينيين مصرعهم نهاية شهر يناير/ كانون الثاني 2013 خلال يومين في ثلاث حرائق منفصلة اندلعت داخل شقق سكنية بسبب شموع كان أبرزها مصرع أسرة كاملة مكونة من 6 أفراد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتلاها مصرع طفل (4 أعوام) متأثراً بحروق شديدة أصيب بها جراء احتراق منزله، وأخيراً وفاة فلسطيني مختنقاً خلال محاولته إنقاذ جيرانه من حريق اندلع بسبب شمعة في منزلهم شمال مدينة غزة.

وأوضحت كالي للأناضول أن منزلها احترق في 11 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، وأنها لازالت تتجرع مأساة الاحتراق، قائلة إن "شعور الفقدان والوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب" يجتاح بقية أسرتها.

وذكرت أن منزلها كان مكونا من غرفة واحدة ومطبخ، وأن الحريق دمر كل شيء به.

وعن المساعدات التي قدمت لعائلة كالي إثر الحريق، أشارت إلى أن جمعية السلام والتضامن والإغاثة التركية، ممثلة مؤسسة "كيمسه يوك مو" التركية بـ"غزة"، قدمت لها بعض "المعونات" العاجلة، وساهمت في تخفيف مصاب عائلتها.

ولفتت إلى أنها قدمت أوراقا لحكومة غزة، لضم زوجها مع "الشهداء"، خاصةً وأنه توفي بحريق بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الشيء الذي لا دخل للأسرة فيه، متابعة: "لو وافقت الحكومة، لتحسن الوضع الاقتصادي بعض الشيء، فنحن نعيش على الصدقات".

وأضافت: "عائلتي وعائلة زوجي، لا تستطيع أن تقدم لنا أي مساعدات، وذلك بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة".

من جانبه، قال ناصر السعدي، رئيس مجلس إدارة جمعية السلام والتضامن والإغاثة التركية، أن الجمعية تقدم مساعدات للأسر الفلسطينية المنكوبة، وبدورها قدمت مساعدات لعائلة "كالي" التي عاشت مأساة حقيقية بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأوضح أن الجمعية أعادت ترميم المنزل، وإصلاح شبكة الكهرباء والمياه فيه، وتوفير الدهانات للحوائط، مضيفاً: "قدمنا للعائلة بعض المستلزمات الأساسية التي يحتاجها المنزل".

وأشار السعدي إلى أن الجمعية ستقدم خمسةُ "أسرّةٍ" لعائلة كالي الأسبوع القادم، كنوعٍ من المساعدة للعائلة المنكوبة، منوهاً إلى أن الجمعية قدمت لها أربعة طرود غذائية منذ الحادث.

وذكر أن ما قدمته الجمعية لعائلة كالي لا يكفي لسد احتياجاتها الحياتية، مشيراً إلى أنها لا زالت تعاني من صعوبة وضعها المعيشي.

ولفت السعدي إلى أن الجمعية طرحت اسم عائلة كالي للمؤسسات والعائلات التركية، في محاولةٍ منها لتوفير الكفالات للعائلة، لتساعدها في استكمال حياتها بشكلٍ طبيعي.

وتمنى السعدي أن يظهر الكفيل خلال شهور قليلة، لتخفيف من أعباء "كالي".

وتعتبر جمعية السلام والتضامن والإغاثة، جمعية خيرية غير حكومية تأسست عام 2008، لتقديم خدمات إغاثية خيرية للمجتمع المحلي في جميع أنحاء قطاع غزة، وتستهدف الجمعية فئة الأسر الفلسطينية المنكوبة من خلال تقديم خدمات ومشاريع إغاثية تنموية.

ومنذ بدء أزمة الكهرباء في قطاع غزة بعد قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء عام 2006 تسببت حرائق شموع الإنارة ومولدات الكهرباء التي تعمل بالوقود بمقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.

ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء كبيرة، حيث لا تكفي كمية الكهرباء المنتجة من محطة التوليد الوحيدة في القطاع، والكمية التي يتم شراؤها من إسرائيل، احتياجات السكان.

وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة جوا وبحرا وبرا، على قطاع غزة منذ منتصف 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع الذي يعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الطبية والمعيشية والوقود ومواد البناء جراء ذلك الحصار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın