تركيا, archive

عمدة روتردام يحث مسلمي أوروبا على التعايش السلمي

قال عمدة مدينة روتردام الهولندية، أحمد أبو طالب ، إن الإسلام في أوروبا موجود منذ قرون، وكان أول وجود للمسلمين فيها بعد دخولهم الأندلس، بقيادة طارق بن زياد، فكان ذلك منذ زمن بعيد والتعارف بينهما ليس بجديد.

17.10.2012 - محدث : 17.10.2012
عمدة روتردام يحث مسلمي أوروبا على التعايش السلمي

فاتح أكوموش/محمد شيخ يوسف

الأناضول- إسطنبول

وأضاف "أبو طالب"، في حوار أجرته معه الأناضول، على هامش منتدى لبلدية إسطنبول، حول التحول المدني العمراني، أن المملكة الهولندية كانت تضم داخل حدودها، أكبر جالية مسلمة في العالم، عندما احتلت اندونيسيا آنذاك، لافتا إلى أن الإسلام في أوروبا ليس بجديد، مؤكدا أنه هناك 14 مليون مسلم يعيشون في أوروبا.

وأوضح "أبو طالب"، أن هناك مشاكل للمسلمين تتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط، وملف القضية الفلسطينية، والتوتر في أفغانستان والعراق وإيران، أي ما يعرف حاليا بالسياسية الدولية، التي تؤثر بالأحوال التي نراها في شوارع المدن الغربية.

وتمنى "أبو طالب"، ان يبرهن مسلمو أوروبا على كونهم مسلمين، علاوة على كونهم مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، مشيرا أن عليهم أن يبرهنوا للغرب هذه المواطنة، بكل ما للكلمة من معنى، فـ"إذا وصلنا إلى هذا المستوى قريبا، فإن صورة المسلم في الغرب ستتغير جذريا".

واعتبر "أبو طالب"، الذي ينحدر من أصول مغربية مسلمة ، أن الجذور لا تمنع المواطن من الوصول إلى السلطة، مع وجود إمكانيات له، مضيفا أن  كل واحد في المجتمع، يمكن أن يصل إلى مواقع القرار، إذا التزم بالمواطنة وبالحقوق الدستورية، وناضل من أجل ذلك.

وأكد "أبو طالب"، أن وجوده في هذا المنصب، يبرهن للعالم، انه يمكن في أوروبا لرجل من مثل هويته، أن يصل إلى هذا المستوى، مبينا أن هناك مشاكل، يتمنى أن يصل المسلمون من خلال تجاوزها، إلى خطوة جديدة لحل المشاكل الأخرى.

وعن موضوع تمثيل روتردام كنموذج في أوروبا، من ناحية التعايش السلمي، وكثرة المساجد والجوامع الكبيرة المنتشرة فيها، قال "أبو طالب"، إنه لا يظن أن روتردام ستكون مثالا لأوروبا، لأن هناك كثير من الأمثلة فيها.

وتمنى "أبو طالب"، من مسلمي أوروبا، أن يكونوا على استعداد للتعايش مع الجنسيات والديانات الأخرى، داعيا إياهم إلى فتح أبواب المساجد لسكان الأحياء التي توجد فيها، ولباقي الديانات، والترحيب بهم ودعوتهم لدخول المساجد، ليروا فيها أناسا هادئين يعبدون الله، ولا يريدون شيئا أخر.

وتابع "أبو طالب" قائلا، إن هذا الفعل يدل على أن المسلمين ليسوا مجرمين، ولا يوجد معمل لصنع القنابل خلف المسجد، فهذا مجرد مسجد، وإن المساجد لله، فإذا وصلوا إلى هذا المستوى، فسيمنحون المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى ، رسالة مفادها أن هذا الدين، دين تسامح وتعارف، مؤكدا الآية "خلقناكم شعوبا وقبائل، لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم".

وأضاف "أبو طالب"، أن "الله لم يخلقنا لنتضارب مع الأخرين أو لنحاربهم، بل لنعيش معهم، وإذا جادلناهم فهناك قواعد، "وجادلهم بالتي هي أحسن"، فإذا كان هناك حوار، فعلينا أن نجادلهم بصواب، ونعطي الأدلة حول ذلك، وإذا اختلفنا فلا شيء "لكم دينكم ولي ديني".

وعن تأثير التجربة الأندلسية في الفن المعماري الأوروبي أكد "أبو طالب"، أن وجود المسلمين والإسلام بطبيعة الحال في الأندلس، كان له تأثير كبير، في الفن المعماري، في أسبانيا، وباقي الدول الأوروبية، فالفن المعماري، وصل آنذاك إلى مستوى كبير، وكذلك الموسيقا الأندلسية التي تأثرت كثيرا بدخول آلآت عربية، على الموسيقا الإسبانية التي نعرفها حاليا بطبيعتها.

يذكر أن "أبو طالب" تولى منصب عمدة روتردام، ثاني أكبر المدن الهولندية، بعد العاصمة امستردام، في عام 2009، ويعود لأصول مغربية مسلمة، الأمر الذي فتح جدالا ونقاشا واسعا في هولندا، حول توليه منصبا هاما، رغم أصوله الإسلامية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın