البصرة/ الأناضول

قال سفير تركيا لدى العراق آنيل بورا إنان، إن لمدينة البصرة مكانة فريدة في تاريخ تركيا، وصداقة الأتراك مع هذه المدينة مستمرة منذ معركة "كوت العمارة" ضد القوات البريطانية.

جاء ذلك في حديث للأناضول، على هامش اجتماعات السفير إنان، في البصرة، جنوبي العراق.

وأضاف إنان: "للبصرة مكانة فريدة في تاريخنا. نفخر بأن تركيا من الدول القليلة التي لديها قنصلية عامة في البصرة".

وأشار إلى أن البصرة، هي "العاصمة الاقتصادية" للعراق، وأن ثرواتها تعلي من مكانتها في المنطقة.

وفيما يتعلق بالروابط التاريخية مع البصرة، قال السفير: "نتذكر كوت العمارة. صداقتنا مع العشائر التي ضحينا معها بأرواحنا ودمائنا ضد الاحتلال (البريطاني) في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) مستمرة".

وأردف: "البصرة مدينة استثنائية في تاريخنا، ليس اقتصاديا فحسب، بل من هذه الناحية (التاريخية) أيضا".

والكوت، مدينة عراقية تقع على ضفاف نهر دجلة، على بعد نحو 170 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 1915، حاصرت القوات العثمانية بقيادة خليل باشا، القوات البريطانية التي احتمت في كوت العمارة، واستمر الحصار 4 أشهر و23 يوما، واضطر القائد البريطاني الجنرال تشارلز تاونسند، إلى الاستسلام مع جميع جنوده في 29 أبريل/ نيسان 1916.

وانتهى الحصار بأسر 13 ألفا و300 جندي بريطاني، حيث أخذ هذا الانتصار مكانه في التاريخ، باعتباره أعظم نجاح للجيش العثماني بعد الانتصار في معركة جناق قلعة، في الحرب العالمية الأولى.

وذكر السفير إنان، أنهم أجروا مشاورات مكثفة مع مجلس المحافظة، والمحافظ أسعد العيداني، بشأن معالجة المياه وتحليتها، والمدارس التي سيفتتحها وقف المعارف التركي هنا، والدعم التنموي الذي ستقدمه الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا).

ولفت إلى أن ميناء الفاو، نقطة انطلاق مشروع طريق التنمية، يقع في البصرة.

وتابع السفير إنان: "نولي أهمية لطريق التنمية. إنه مشروع قيّم للعراق، ونحن، بصفتنا تركيا، من شركائه الرئيسيين".

و"طريق التنمية" طريق بري وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.

ويعتبر "طريق التنمية" أحد أهم الركائز لربط تركيا بالمنطقة، كما يُعد المشروع من أقصر الطرق التي تربط الخليج العربي بأوروبا.