تركيا, archive, الدول العربية

الأناضول تلتقي قيادي في حركة "حماس"

التقت الأناضول، أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس الفلسطينية، والمستشار السابق لرئيس الحكومة المقالة في قطاع عزة، وذلك خلال مشاركته في "منتدى اسطنبول العالمي"، الذي عقد في 13 و14 من شهر تشرين أول / اوكتوبر الجاري.

26.10.2012 - محدث : 26.10.2012
الأناضول تلتقي قيادي في حركة "حماس"

 اسطنبول - الأناضول

إيمان نصار - تصوير: عمر شقليه

تناول اللقاء جملة من القضايا المحورية والهامة، وعلى رأسها الملف الفلسطيني وتعقيداته، وتداعيات الانقسام الفلسطيني، ومدى تحقيق المصالحة الفلسطينية، ورؤية حماس تجاه الانتخابات وغيرها من القضايا الاخرى على الصعيدين العربي والاقليمي، إلى جانب العلاقات الفلسطينية التركية، والدور التركي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في ظل التحولات التي تشهدها الساحة العربية، وبالتحديد الساحة السورية، التي كانت حتى الأمس القريب، حاضناً كبيراً لحركة حماس.

  ولأنه في ضيافة تركيا، سألناه عن رأيه في انعقاد مثل هذه المنتديات على الصعيد العالمي، ودور تركيا  على كافة الأصعدة، فأجاب بأن انعقاد مثل هذه المؤتمرات والمنتديات، يعتبر دليلاً على أن اسطنبول تتحول الى حاضرة للعالم الاسلامي والعربي، فالجميع يأتي، لتتبادل وتتلاقح الأفكار في ظل ظروف المنطقة. ومثل هذه الملتقيات تعطي اضاءة للتوجهات المستقبلية التي يتحدث بها المفكرون، وأهل الرأي والسياسيين، إلى جانب أنها تشكل طريقة نوعية في طريقة إدارة الملتقيات، الأمر الذي يتمخض عنه أفكاراً وأوراق عمل، ونوع من التشبيك، سواء على المستوى السياسي أو الديني بين القيادات الفكرية والدينية والسياسية وغيرها.

 تركيا تتصدر العالم

   تركيا، كما يصفها، المستشار أحمد يوسف، دولة تتقدم للصدارة، لتأخذ مكانتها كقائدة للعالم العربي والاسلامي، ليس بمفهوم الهيمنة، ولكن بمفهوم التنوير والتطوير للعقلية العربية والاسلامية، بحيث يعود العالم العربي والاسلامي، ليأخذ مكانه تحت الشمس، ويتابع قائلاً: "تابعنا حركة الألوان والصور ومشاهد الأعلام من خلال حركة الشارع، رأينا الحضور للعلم التركي وصورة أردوغان، وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدل على أن الشارع العربي مدرك لحجم ما تقدمه تركيا، لإنجاح مثل هذه النهضة العربية الجديدة في حضور تركي جيد ومثمر، وهذا يعكس أن القيادة التركية واعية، ولديها القدرة أن تتصدر قيادة العالم العربي والاسلامي بجدارة، فتركيا دورها مميز وحضورها يطغى في المشهد السياسي والديني والحضاري والانساني".

  ويضيف القيادي في حركة حماس، أن تركيا لديها ناصية القيادة في المنطقة، خاصة في ظل غياب مصر عن الساحة، على حد قوله، فهو يرى أنه عندما غابت مصر عن الساحة أصبح هناك فراغ كبير. ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ كما يقول، فقد جاءت تركيا في زمن طبيعي جداً، وأصبحت إحدى أهم القوى الاقليمية في المنطقة، سياسياً واقتصادياً وحضارياً، ناهيك عن أن تركيا، هي دولة سنية، وليس لها أجندات يُمكن أن تفسر بشكل أو بآخر، كما كان يفسر ولا زال، الدور الايراني، وقضية تصدير الثورة، ومحاولتها الهيمنة على المنطقة، لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية في المنطقة، إضافة الى جفوة العالم السني بشكل عام، بسبب الخلافات التاريخية بين السنة والشيعة، لذلك فليس من السهولة أن يتقبل الشارع العربي الحضور الايراني القوي في المنطقة، وربما يجد في تركيا طوق النجاة، كقدرة قادرة على تحقيق التوازن في المنطقة.

 ويعرب يوسف، عن اعتقاده أن تركيا تجاوزت التوازن بسبب الفراغ المصري، لكنه يرى أنه عندما تعود مصر الى الساحة، فهذا يعني أن هناك ثلاث قوى إقليمية قوية، الأمر الذي تعول عليه الساحة الفلسطينية، الكثير، وخاصة وجود مثل هذا النوع من الظهور لدولة مثل تركيا بمكانتها التاريخية وقدراتها الأمنية والعسكرية، للتصدي لجبروت القوة العسكرية الاسرائيلية التي تحاول أن تفرض هيمنتها على المنطقة.

  العلاقات التركية-الفلسطينية

 وعن العلاقات التركية-الفلسطينية، من جهة، والتقارب التركي-الحمساوي، من جهة أخرى، يقول المستشار السياسي، إن تركيا تحافظ على علاقات متوازنة بين السلطة وحماس، فالرئيس الفلسطيني، يشعر أن تركيا بلده الثاني، والأتراك يستمعوا له، ويتبادلوا النصيحة، وهو يسمع لهم، وذلك في محاولة منهم للتقريب في علاقاتنا السياسية، وخاصة بين حركتي فتح وحماس، والرؤية السياسية حول كيفية التعاطي مع هذا الملف، مع المجتمع الدولي، فتركيا كناصح أمين، لا تبخل علينا.

أما التقارب التركي-الحمساوي، فيرى أن علاقة تركيا مع حماس، هي ذاتها، على نفس المسافة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وبعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، وعندما واجهت  صعوبة في قضية الانفتاح على الحركة، ومحاولة استيعاب حكومتها، صُدت الأبواب في وجهها، لتخرج تركيا في المشهد، وتصبح أول من يستضيف قيادات حماس، وأول من بادر في كسر حصار غزة، وقدم المساعدات الانسانية. وكانت تركيا دائماً في المشهد الفلسطيني، فهي الدولة التي تقوم بنقل صورة الفلسطيني، الذي نعجز عن توصيلها إلى المجتمع الدولي، وهي أول من حاول مدّ يد العون للشعب الفلسطيني، في القطاع الاغاثي، والبنى التحتية وبناء المستشفيات.  

 المصالحة الفلسطينية

   وعلى الصعيد الداخلي، وفيما يخص المصالحة الفلسطينية، بين حركتي فتح وحماس، يحمِل القيادي، أحمد يوسف، المسؤولية للجميع، إزاء عدم انجاز هذا الملف العالق،  فمن جهة، يرى أن تقديرات الرئيس محمود عباس، ربما الآن وحتى نهاية الإنتخابات الأميركية، وطبيعة الرئيس الامريكي وسياسياته وتوجهاته اتجاه المنطقة، وملف العلاقات الفلسطينية، وانحياز الولايات المتحدة الاميركية لاسرائيل. كل هذه التقديرات تجعل الرئيس عباس، لا يريد أن يأخذ موقفاً يجعله يخسر هذه الادارة في ظل فترة الانتخابات. ومن جهة أخرى، يحمل، أحمد يوسف، حركة حماس المسؤولية أيضاً، فهو يعتقد أن انتخاباتها الداخلية، جعلت قياداتها تتردد في حسم أي تحركات تجاه إنهاء هذا الملف، الذي قد يكلف أي جهة في رأس السلطة مكانتها.

وحتى تحقيق المصالحة، يقول، القيادي في حركة حماس، أن بإمكان تركيا ومصر، وانطلاقاً من مكانتهما لدى الشارع الفلسطيني، والمصاداقية التي تتمتع بها كل منهما عند المواطن الفلسطيني، إلى جانب علاقاتهما الاسترتيجية، فهما يستطيعان أن يؤثرا على حركتي فتح وحماس، ويدفعا عجلة المصالحة من جديد، من أجل إنهاء عملية الانقسام والتشظي الموجودة داخل الساحة الفلسطينية.

 انتخابات حماس

 وفي ظل الاستعدادات الجارية داخل حركة حماس، لانتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة، خلفاً لرئيسها السابق خالد مشعل، الذي أعلن مؤخراً، عدم ترشحه لولاية ثانية، سألنا المستشار أحمد يوسف عن رأيه إزاء الانتخابات، والخليفة الجديد لمشعل، فأجابنا قائلاً:" خالد مشعل، تلقف الحالة الموجودة في المنطقة العربية، وحركة النهوض ومطالب الاصلاح والتغيير، وأراد أن يقدم نفسه على أنه جزء من هذا، وهو يمتلك الكثير من الخبرات والوعي السياسي والدبلوماسي".

أما الخليفة الذي بإمكانه قيادة الحركة، خلفاً لمشعل، فهو يرى أن الحركة بحاجة إلى شخصية من الخارج وليس من الداخل، وشخصية قادرة على التحرك، وليست أسيرة لأوضاع الاحتلال، وحالة الحصار التي يعيشها أبناء الداخل، إلى جانب، شخصية لديها حرية التنقل، لتكون مظلة لأبناء فلسطين في غزة والضفة الغربية والسجون الاسرائيلية، وهذه الشخصية كما يقول، أحمد يوسف، لن تتوفر لشخصية قيادية من غزة، أو الضفة الغربية، وإنما لشخصية من الخارج كالدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، والذي يمتلك من الامكانيات السياسية الواعدة، اضافة إلى أنه أثبت خلال وجوده في رئاسة المكتب السياسي، أنه شخصية قوية، وعلى مستوى عالٍ من التفكير الاستراتيجي، فهو من وجهة نظري، الشخصية التي يمكنها أن تمضي بالقافلة، والحفاظ على نفس النهج الذي ابتدأه خالد مشعل، وخلق نوع من الانسجام داخل كل المدارس الموجودة حتي داخل حركة حماس. 

  أما شخصيات الداخل، فهي مازلت تفتقر لمثل هذه الخبرة، بسبب وضعية الحصار المفروض، وما شكله هذا الحصار، وما نتج عنه من نشوء عقلية محاصرة ، فأبناء الداخل قادرون على اقامة علاقات داخلية بينهم فقط، على حد قول الدكتور، احمد يوسف.

 الانتخابات البلدية

وعن الانتخابات البلدية التي جرت في الضفة الغربية بعيداً عن قطاع غزة، يجزم المسستشار السابق، لإسماعيل هنية، أن إجراء تلك الانتخابات ليس له أي علاقة بتكريس الانقسام، كما يقول البعض، فهو يرى في اجرائها، تنافس حقيقي، من أجل تدوير السلطة، واعطاء فرصة للافضل أن يظهر، وعدم اجرائها تخلق انزعاجاً لدى الشارع  الفلسطيني، الذي سيشكو من عدم انتاجية ومنهجية وأداء هؤلاء الرؤساء.

  خطوة الأمم المتحدة

   أما رأيه إزاء خطوات السلطة الوطنية الفلسطينية، الأخيرة، خاصة جهودها المبذولة، في الأمم المتحدة والاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيلخصه بالقول: "الجهد مطلوب، بغض النظر عن وجهات النظر حول جدوى مثل هذا التحرك، ولكن مطلوب منا أن نراكم الخطوات ولو كانت صغيرة، فهي تشكل انجازات في اتجاه وصولنا الى دولتنا الفلسطينية الموعودة، ومثل هذه الخطوات نحن بحاجة اليها، سواء أدرك البعض أهميتها أم لم يدرك،  لكن يجب أن نبقى داخل الساحة الدولية، وعلينا ان نخلق حالة من الفعل تجنبنا نوعية التهميش، لأن القضية الفسطينية تراجعت مؤخراً وأصبح الوضع الفلسطيني مغيب في الساحة الدولية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın