أيمن نور للأناضول: أعتذرشخصيا للثورة وعن تيار لم يحفظ مدنية وحريات مصر
كخطوة اعتذار معلنة تالية لاعتذار مماثل للشاب "وائل غنيم" مدير صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك

Mısır
القاهرة/ حسين محمود/ الأناضول
قال السياسي المصري المعارض، أيمن نور، إنه يعتذر شخصيًا للثورة وعن تيار ينتمي إليه لم يحفظ مدنية وحريات مصر، داعيًا جميع التيارات وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين إلي تقديم اعتذارات مماثلة تساعد على تكوين اصطفاف قوي خلال الفترة المقبلة.
جاء اعتذار نور عبر اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، كخطوة اعتذار معلنة تالية لاعتذار مماثل للشاب، وائل غنيم مدير صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك.
وأمس الخميس، تحركت مياه المعارضة المصرية في الداخل والخارج بالقبول والرفض، بحسب رصد الأناضول، كرد لطرح غنيم المقيم بالخارج، اعتذارًا عن صمته وأسبابه منذ أكثر من عامين من الإطاحة بمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، والذي رأى عزله "انقلًابا عسكريًا".
وقال نور: "شخصيًا أرى ضرورة الاعتذار عن بعض المواقف التي جاءت نتائجها على غير مقاصدها، وأنا بوصفي بعضًا من تيار يؤمن بالليبرالية أعتقد وأعلن أنّه اعتذارًا واجبًا عن الوقوع في تناقضات تتصادم مع القيم التي آمنت وما زالت أؤمن بها".
وأضاف "أعتذر شخصيًا بوصفي من تيار (ليبرالي) وقع في عدم القبول بالآخر وعدم التسامح وعدم التمسك بفكرة مدنية الدولة وعدم التمسك بالديمقراطية ونتائجها واستحقاقاتها، وسط انحياز لدولة غير مدنية، وقبول بإقصاء الآخرين، وغضّ النظر عن تجاوزات خطيرة تمس الحقوق والحريات".
وعن اعتذاره الشخصي، مضى نور قائلا: "أنا أعلن اعتذاري وأقول إننا بذلنا جهدًا ولم ندرك النتيجة المطلوبة في شأن الحفاظ على الثورة من الثورة المضادة، ويبدو أن هذا الجهد كان جهد المقل، ولم يحقق النتيجة بحماية الثورة في مواجهة مضادتها".
داعيًا جميع التيارات لتقديم اعتذارات مماثلة لتكوين اصطفاف معارض، قال أيمن نور: "أدعو شركائي في ذات التيار (الليبرالي) وكذلك من التيارات الأخري وفي مقدمتهم الإخوان إلى إعلان مثل هذا الاعتذار كي ننطلق منه لما هو أهم وهو الاصطفاف حول الثورة".
وحول شكل الاعتذارات السياسية من القوى وأهميتها في ظل واقع معارض، أضاف نور: "أعتقد أن اعتذار بعض القوى في ثورة يناير أمر واجب وليس خيارًا ، فليس منا من لم يخطئ في تقديراته ومواقفه، وأؤمن أن تأتي متأخرًا أفضل من ألّا تأتي، والاعتذار يجب أن يكون من كلّ الأطراف متزامنًا أو متواكبًا أو متلاحقًا بما يؤكد رغبة في استعادة الثورة واصطفاف الثوار حولها".
وبشأن اعتذار الناشط غنيم أمس الخميس، قال نور: "مبدئيًا الاعتذار السياسي أو غير السياسي فضيلة وقيمة أخلاقية تفيد في لحظات الانقسام والاستقطاب وسيادة مشاعر الكراهية، وهي خطوة أولى في مسار المصارحة والمصالحة بين قوى المعارضة والتي يجب أن تنتهي بالاصطفاف حول الثورة".
وأضاف: "الاعتذار لا يعني تطابق في كل المواقف، بقدر ما يعني مراجعة بعض المواقف والقبول بمساحات مشتركة تسمح بتوسيع ما يمكن التوافق حوله ويبقى دائمًا الاختلاف حقًا وأمرًا طبيعيًا في اصطفاف يفهم معنى التعدد ويقبل بالآخر والحد الأدني من القيم المشتركة".
ونوّه أن "الفترة الأخيرة شهدت حراكًا حقيقيًا حول تحرير مفهوم جديد للاصفطاف الوطني، وتضمنت بيانات القوى اعترافًا بالأخطاء المتبادلة، وأعتقد أن الاعتراف بالأخطاء أهم صور الاعتذار ففيه مراجعة وإعادة للمواقف وتأكيد عليها وإن لم يكن الاعتذار صريحًا كما نطلب الآن".
وأصدر غنيم بيانًا أمس الخميس، تحت عنوان "اعتذار وحديث عن سبب الصمت"، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أوضح فيه عدم تأييده لما أسماه "الانقلاب العسكري" أو النزول في مظاهرات 30 يونيو/ حزيران 2013.
وقال غنيم: "كنت غلطان (أخطأت) في قراءة كتير من الأحدث من فبراير (شباط) 2011 لحد (حتى) 3 يوليو (تموز) 2013، وده (هذا) كان واحدًا من أسباب اتخاذي لقرار الصمت، والسبب التاني (الثاني) هو إدراكي بعد الاقتراب لفترة طويلة من طرفي الصراع أننا في معركة صفرية ظاهرها حماية المسار الديمقراطي والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وباطنها صراع بين طرفين لا يعترفان بالديمقراطية والحرية والاتنين عايزين (الاثنان يرغبان في) يحتكروا أدوات السلطة ويحكموا السيطرة على مقاليد الحكم ويقمعوا المعارضين".
وأيمن نور المرشح الرئاسي السابق، ليبرالي بارز، أعلن في يوليو/ تموز الماضى مغادرته بيروت، متوجهًا إلى تركيا، تمهيدًا لسفره إلى أوروبا، "رفعًا للحرج"، عن اللبنانيين بعد تلقيه معلومات عن وجود "مخطط يستهدف حياته"، أو "محاولة اغتياله" في لبنان، حسب قوله.
وكان نور قد غادر القاهرة في آب/أغسطس 2013 عقب أحداث وصفها بـ"المذابح" وأعلن عن رفضه لها، محذرًا من آثارها على مستقبل مصر واستقرارها، في إشارة إلي الفض الأمني لاعتصامي رابعة العدوية (شرقي العاصمة)، والنهضة (غربي العاصمة).
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.