وسيم سيف الدين / الأناضول

توجه أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، الجمعة، إلى الأمريكيين بالقول: "من يريد منع حرب إقليمية يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة".

جاذ ذلك في خطاب متلفز خلال "تكريم شهداء الحزب" الذين سقطوا في المعارك مع إسرائيل، منذ بدء "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال نصر الله مخاطبا الأمريكيين: "تستطيعون وقف العدوان على غزة لأنه عدوانكم، ومن يريد منع حرب إقليمية يجب أن يسارع إلى وقف هذا العدوان".

وأشار إلى أنه "في حال حدوث أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم (الأمريكيون) الضحية، وأنتم الخاسر الأكبر"، مشددا على أن "التهديد والتهويل علينا وعلى المقاومين في منطقتنا، لا يجدي نفعا".

وأضاف نصر الله: "أساطيلكم لا تخيفنا، ولم تخفنا في يوم من الأيام، وقد أعددنا لها العدة أيضا" .

وتابع: "الأمريكي هو الذي يدير الحرب في غزة، وهو الذي يجب أن يدفع ثمن عدوانه".

وزاد نصر الله: "مسارعة أمريكا لإنقاذ إسرائيل وتقديم الدعم الكامل لها، كشف ضعف ووهن هذا الكيان".

واستطرد: "حكومة العدو (إسرائيل) منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، استغاثت بالأساطيل الأمريكية وحاملات الطائرات".

وطالب "بقطع العلاقات مع الاحتلال وسحب السفراء، ووقف تصدير النفط إلى إسرائيل، فالخطاب والتنديد لا يكفي"، حسب تعبيره.

ـ الجبهة اللبنانية

وحذر أمين عام "حزب الله" إسرائيل من "التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان، وهذا سيعيدنا إلى المدني مقابل المدني".

ولفت إلى "احتمال تدحرج الجبهة اللبنانية نحو معركة واسعة، وعلى العدو أن يحسب له كل الحساب".

وأوضح أن "أمر الجبهة اللبنانية وتصاعدها بأي اتجاه مرهون بأمرين، الأول هو مسار الأحداث في غزة، والآخر هو سلوك العدو تجاه لبنان".

وأردف أن "عمليات المقاومة في الجنوب تعبير عن تضامننا مع غزة وأهلها، لتخفيف الضغط عنهم".

وأكمل: "عمليات الحزب في الجنوب تقول للعدو الذي قد يفكر في الاعتداء أو في شن عملية استباقية، إنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخك".

وبيّن أن عناصر الحزب "تخوض منذ 8 أكتوبر معركة حقيقية، وما يجري على جبهتنا مهم ومؤثر جدا، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال".

وخاطب نصر الله عوائل قتلى الحزب: "أقول لعوائل الشهداء إن أبناءكم مضوا في معركة كاملة الشرعية، من الناحية الأخلاقية والإنسانية والدينية".

ـ "طوفان الأقصى"

وعن عملية "طوفان الأقصى" قال نصر الله إنها "كانت بقرار فلسطيني مئة بالمئة، وكان تنفيذها فلسطينيا مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع، حتى عن محور المقاومة الذي لم ينزعج من إخفائها".

وشدد الأمين العام لـ"حزب الله" على أنها "أحدثت زلزالا أمنيا وعسكريا وسياسيا ونفسيا ومعنويا لدى كيان الاحتلال".

واعتبر أن معركة "طوفان الأقصى ستترك آثارها في حاضر الكيان ومستقبله".

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر تبادلا متقطعا للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 28 يوما "حربا مدمرة" على غزة، قتل فيها 9227 فلسطينيا، منهم 3826 طفلا و2405 سيدات، وأصاب 23516، كما قتل 145 فلسطينيا واعتقل نحو 2070 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.