ناشط تونسي بسفينة الضمير: حياتنا ليست أغلى من حياة الفلسطينيين (مقابلة)
** الباحث والصحفي التونسي علي كنيس، للأناضول: - نبحر منذ 30 سبتمبر ضمن "أسطول الحرية" والآن نحن قبالة الإسكندرية وعلى بُعد 4 أيام من غزة - سفينتنا تضم 92 ناشطا من 24 دولة كلهم صحفيون وأطباء وتسلط الضوء على القطاعين الصحي والإعلامي بغزة

Tunisia
تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
** الباحث والصحفي التونسي علي كنيس، للأناضول:- نبحر منذ 30 سبتمبر ضمن "أسطول الحرية" والآن نحن قبالة الإسكندرية وعلى بُعد 4 أيام من غزة
- سفينتنا تضم 92 ناشطا من 24 دولة كلهم صحفيون وأطباء وتسلط الضوء على القطاعين الصحي والإعلامي بغزة
- هجوم إسرائيل على سفن "أسطول الصمود" عملية قرصنة واختطاف وجريمة أخرى من جرائم الحرب
- الاعتداءات على معتقلي "أسطول الصمود" تسلط الضوء على مأساة عشرة آلاف أسير فلسطيني بسجون إسرائيل
- ما وقع لـ"أسطول الصمود" وما قد نتعرض له يُبيّن أن الكيان أصبح خطرا على الإنسانية جمعاء
- على العالم أن يكثّف الضغط على مصالح إسرائيل باعتبارها عدو لكل القيم الإنسانية والدينية والثقافية والأخلاقية
من على متن "سفينة الضمير" ضمن "أسطول الحرية" لكسر الحصار عن قطاع غزة، أكد الباحث والصحفي التونسي علي كنيس أن حياتهم ليست أغلى من حياة الفلسطينيين.
وشدد كنيس، في مقابلة مع الأناضول عبر "زووم"، على أن الفلسطينيين يواجهون حرب الإبادة الإسرائيلية منذ سنتين، ودعا العالم إلى التحرك لإنهائها.
وقال: "منذ يوم 30 سبتمبر (أيلول الماضي) ونحن نبحر، وقبل يومين التقينا بسفن مبادرة ألف مادلين ونبحر الآن معا، ونفترض أن نصل في 4 أيام إلى غزة".
وتحمل حركة "ألف مادلين" اسم الصيادة الغزية مادلين كلاب، التي كسرت الحصار بممارسة الصيد في بحر غزة، وترمز إلى آلاف النساء والأطفال الذين يعانون وطأة الحصار.
وأضاف كنيس: "نحن الآن في المياه الدولية قبالة (مدينة) الإسكندرية" شمال مصر.
** بين أسطولين
متحدثا عن تجربته قال كنيس: "لم تتيسر الظروف للسفر مع أسطول الصمود، وكنت في سفينة يامن - ياسر الجرادي التي حصل فيها عطب ميكانيكي جنوب (جزيرة) صقلية" في البحر المتوسط.
وقبل أيام، هاجمت قوات إسرائيلية عشرات السفن التابعة لـ"أسطول الصمود" في المياه الدولية قبالة غزة، وصادرت مساعدات إنسانية، واعتقلت أكثر من 500 ناشط مدني من جنسيات عديدة، ورحلت بعضهم.
وتابع كنيس: "أغلب التونسيين الذين تعرضت مراكبهم لأعطاب، رجعوا إلى تونس، أنا بقيت في إيطاليا".
وأردف: "تواصلت مع تحالف أسطول الحرية، وتمكنت من الالتحاق بسفينة الضمير التي تضم 92 ناشطا من 24 دولة، كلهم صحفيون وأطباء ومن القطاع الصحي".
وأضاف: "هذه السفينة تحاول أن تسلط الضوء على القطاعين الصحي والإعلامي بشكل خاص، ولكن هي جزء من الجهد العالمي لكسر الحصار عن غزة ولإنهاء حرب الإبادة".
وضمن الإبادة المستمرة لغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعمد الجيش الإسرائيلي تدمير القطاع الصحي ما يزيد من معاناة الفلسطينيين، كما قتل عشرات الصحفيين.
** قرصنة واختطاف
وحول تأثير هجوم إسرائيل على "أسطول الصمود"، قال كنيس: هذه "عملية قرصنة بحرية واختطاف، جريمة أخرى من جرائم الحرب سبق للكيان ارتكابها مع (سفينتي) مادلين وحنظلة" لكسر الحصار.
وتابع: "هذه الجريمة تؤكد أن هذا الكيان لا يخشى أي رادع، ويستقوي بترسانة عسكرية ممولة من الولايات المتحدة والقوى الغربية".
وأردف: "ليس جديدا على هذا الكيان ارتكاب جرائم القرصنة إضافة إلى جرائم الإبادة، وهو ارتكب جريمة أكبر منذ عامين تبث على الهواء مباشرة"، في إشارة إلى الإبادة.
وبدعم أمريكي، خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة 67 ألفا و139 قتيلا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
و"نحن في مهمتنا هذه لكسر الحصار عن غزة نعرف المخاطر ولا نبالي بها"، بحسب كنيس.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون مواطن فلسطيني، وتغلق منذ 2 مارس/ آذار الماضي المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات قليلة جدا لا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
** خطر على الإنسانية
كنيس قال إن "ما وقع لأسطول الصمود وما قد نتعرض له يُبيّن أن الكيان (إسرائيل) أصبح خطرا ليس فقط على العالم العربي والإسلامي، وإنما على الإنسانية جمعاء".
وعزا ذلك إلى "استعداده (الكيان) لاستهداف واعتقال واختطاف وضرب وتعذيب كل مَن يقف ضد حربه الهمجية مهما كانت جنسيته".
وأضاف: "ما سمعناه من أخبار عن التعامل بقسوة مع نشطاء بارزين ومواطنين (من) دول المغرب الكبير (المغرب العربي) يزيدنا عزيمة وقوة حتى نواصل".
وهذا سبب آخر حتى نحاول مرة أخرى ونواصل العبور إلى فلسطين، باعتبارها قبلة أحرار العالم والعالم العربي، حتى نقول إننا نرفض التواطؤ في الجريمة المستمرة منذ عامين، كما أردف كنيس.
وأكد: "حياتنا ليست أغلى وأثمن من حياة الفلسطينيين، الذين يتعرضون للإبادة منذ عامين ولاستعمار استيطاني صهيوني إحلالي".
وأردف: "مستعدون للتضحية بحياتنا، ونقتفي أثر الشعب الفلسطيني الذي يقاوم ويدافع عن أرضه وكرامته وحقه في التحرر منذ 80 عاما، ويتعرض لحرب إبادية منذ عامين".
** عار على العالم
كنيس مضى قائلا: "رسالتنا إلى العالم أنه عليه أن يشعر بالعار لاستمرار هذه الحرب منذ عامين".
وبشأن الاعتداءات على معتقلي "أسطول الصمود" في سجون إسرائيل، قال إن هذا الوضع "يسلط الضوء إلى مأساة عشرة آلاف أسير فلسطيني".
وندد بعدم التطرق إلى مأساة الأسرى الفلسطينيين بسجون إسرائيل، مقابل التركيز على الأسرى الإسرائيليين في غزة، و"كأن حياة الفلسطينيين غير مهمة".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
كنيس قال إنه "على العالم أن يتحرك أكثر ويكثّف الضغط الجماهيري على مصالح إسرائيل، باعتبارها دولة إبادية عدوة لكل القيم الإنسانية والدينية والثقافية والأخلاقية".
وأضاف: "العالم مطالب بالفعل أكثر وأكثر، لأن الحرب والإبادة لا يمكن أن تستمر لولا الصمت والمشاركة والتواطؤ".
وتابع أن "العالم مطالب بدعم الشعب الفلسطيني حتى نُنْهي حرب الإبادة ويسترجع كرامته وحقوقه".
** أشكال المقاومة
وقال كنيس: "إذا مارس العدو القرصنة مرة أخرى، فهذا إثبات أنه مستعد أن يكون وحشا لمواجهة كل العالم، وعلى العالم أن يواجهه ويتصدى له حتى يتوقف وحتى ينتهي هذا الرعب والترهيب".
وحذر من أن "عدم مواجهته يؤدي إلى تأسيس قواعد وأخلاقيات حرب تستبيح كل شيء وتنتهك كل شيء، ما دام هناك دعم من الولايات المتحدة ".
وحول غزة قال كنيس إنها "تحتاج منا التضامن السياسي والإنساني ودخول المساعدات والصحفيين، وتحتاج أن توقف الحكومات الغربية إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".
وشدد على أن "هذه الحكومات متواطئة ومشاركة في الحرب وستُحاسب يوما ما".
وتابع: "أبناء غزة دافعوا وصمدوا وقاتلوا بلحمهم الحي وبأظافرهم ونُقِلوا (نزحوا قسرا) من مكان إلى مكان في إطار خدعة المناطق الآمنة وهجروا قسريا".
وأكد أن هذا "يتماشى مع المشروع الصهيوني كمشروع إبادة وتطهير عرقي منذ 1948. الفارق اليوم أن هذا أصبح مرئيا ويبث على الهواء مباشرة".
وخلص إلى أن "الواجب تجاه المشروع الصهيوني الإبادي هو التكافل والتضامن والوقوف ضده".
ويتم ذلك "بكل أشكال المقاومة الشعبية والسلمية والمدنية وكل أشكال المقاومة الممكنة التي يضمنها القانون الدولي والمواثيق والقيم الاخلاقية والدينية والانسانية جمعاء"، كما ختم كنيس.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.