محافظ السويداء: الاتفاق مع مشايخ العقل لا يزال ساريا ويطبق تباعا
مصطفى البكور قال لوكالة "سانا" إن بعض التعديلات الطفيفة أُجريت على بنود الاتفاق الأمني الذي وقع أمس الجمعة مع زعماء الطائفة الدرزية في المحافظة

Istanbul
إسطنبول / الأناضول
أكد محافظ السويداء مصطفى البكور، السبت، أن الاتفاق الأمني الأخير الذي أقره مشايخ العقل في المحافظة لا يزال ساريا، وسيتم تطبيق بنوده تباعا وفق ما اتُفق عليه.
وقال لوكالة الأنباء السورية "سانا"، إن "بعض التعديلات الطفيفة أُجريت على بنود الاتفاق استجابةً لطلبات بعض الأطراف، وذلك لتسهيل وتسريع عملية إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة".
وأشار البكور إلى أن "الدولة السورية مستمرة في مساعيها لحل الإشكاليات في السويداء"، مؤكداً أن "الجهود السابقة بدأت تؤتي ثمارها".
وشدد على أن الطائفة الدرزية "تُعد جزءا أصيلا من النسيج المجتمعي السوري"، مشيدا "ببيان مشايخ العقل ورفضهم لأي تدخل خارجي، وتمسكهم بحل القضايا الداخلية ضمن الإطار الوطني".
يأتي حديث البكور عقب يومين من اتفاق بين قيادات الطائفة الدرزية بسوريا وممثلي الحكومة، الخميس.
كما يعد تصريحه دحضا للشكوك في عدم استمرارية الاتفاق، بعد الحديث عن محاولات "للمساس" به من قبل مجموعات مسلحة، تزامنا مع بدء تنفيذ بنوده بانتشار قوات الأمن السوري داخل السويداء.
ومساء الخميس، أصدر زعماء الطائفة الدرزية ومرجعياتها ووجهاؤها، بيانا أكدوا فيه أنهم جزء من سوريا الموحدة، مشددين على رفضهم التقسيم أو الانفصال.
ودعوا إلى "تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة"، معتبرين أن "تأمين طريق السويداء - دمشق مسؤولية الدولة".
والجمعة، أعلن جهاز الأمن العام بمحافظة السويداء بدء الاضطلاع بدوره، وانتشار عناصره لحفظ الأمن والاستقرار، وذلك في إطار تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته الحكومة مع القيادات الدرزية.
وإثر ذلك، قامت مجموعات عسكرية بمهاجمة بعض الحواجز الأمنية المنتشرة بمحيط مدينة السويداء، وهو ما اعتبرته دمشق محاولة "للمساس" بالاتفاق.
جدير بالذكر أن الاتفاق جاء بعد يومين من توترات أمنية في منطقتي جرمانا وصحنايا اللتين يقطنهما دروز في جنوب دمشق وامتدت تداعياتها إلى السويداء المدينة الوحيدة ذات الغالبية الدرزية، انتهت بنجاح الحكومة السورية في استعادة الهدوء وفرض الأمن بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المنطقتين.
واستغلت إسرائيل التوتر المؤقت ونفذت ضربات في انتهاك صارخ لسيادة البلاد، تحت حجة "حماية الدروز" وهي ذريعة كثيراً ما استخدمتها لتبرير تدخلاتها، غير أن الرد جاء واضحاً وسريعاً من غالبية زعماء ووجهاء الطائفة، الذين أكدوا في بيان مشترك تمسكهم بسوريا الموحدة ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
لكن رغم عودة الهدوء والاتفاق، صعّدت إسرائيل انتهاكاتها وتدخلها بشؤون سوريا، وقامت وللمرة الأولى بعد ساعات من بيان زعماء الطائفة الدرزية بضرب محيط القصر الرئاسي بدمشق، وألحقتها بعشرات الغارات الجوية مستخدمة 12 طائرة حربية على أهداف عسكرية، وفق ما أعلن جيشها.