أنقرة / الأناضول

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش أن بلاده تعمل لإبراز وجهة نظرها وأطروحاتها ودعمها للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.

جاء ذلك في تصريحات، الجمعة، خلال استضافته في طاولة محرري وكالة الأناضول.

وقال قورتولموش: "نعمل لإبراز وجهة نظر تركيا وأطروحاتها ودعمها للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية وفي كل مكان".

وتطرق إلى عقد جلسة طارئة في البرلمان التركي، الجمعة، لمناقشة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ولفت إلى أن البرلمان يسعى جاهدا للوفاء بكل مسؤولية منوطة به فيما يخص حرص تركيا الشديد على القضية الفلسطينية.

وذكَّر بتأسيس "المجموعة البرلمانية الداعمة لفلسطين" في إسطنبول في 18 أبريل/نيسان 2025، بقيادة البرلمان التركي.

ولفت إلى أنه ومنذ أن تولى منصب رئيس البرلمان، كان أهم جزء من عمله هو الدبلوماسية بشأن غزة.

وأفاد أنه سعى جاهدا لعرض آراء تركيا وحججها ودعمها للقضية الفلسطينية على جميع المنصات الدولية، انطلاقا من اجتماعات رؤساء برلمانات حلف الناتو وصولا إلى اجتماعات مجموعة العشرين.

وأوضح أن الجلسة الطارئة للبرلمان التركي جاءت عقب تصعيد إسرائيل عدوانها واتخاذ الكنيست والحكومة الإسرائيلية قرارات جديدة، لا سيما تلك المتعلقة بضم القدس الشرقية، وتوطين مستوطنين جدد هناك.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

- مسار "تركيا بلا إرهاب"

وحول مساعي أنقرة لحل مشكلة الإرهاب، أكد أن نجاح مسار "تركيا بلا إرهاب" سيمهد لزوال الإرهاب في العراق وبلدان أخرى بالمنطقة.

وشدد على ضرورة اتحاد جميع الأعراق والطوائف المختلفة سواء في العراق أو سوريا تحت حكم مشترك.

وأشار إلى أنه من واجب تركيا التاريخي أن تقف إلى جانب إخوانها في سوريا سواء كانوا تركمانا أو عربا أو أكرادا أو أي جماعة أخرى.

ونوه أن الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا شكلت تطورا هاما في المنطقة، مشيرا إلى أن الهوية الكردية لم تكن تحظى بالاعتراف في عهد نظام حزب البعث.

وأكد على ضرورة ضمان هيكلية موحدة في سوريا تجمع مختلف المجموعات العرقية والطائفية تحت سقف واحد، وضمان الانتقال نحو ديمقراطية يُعبّر فيها الجميع عن رأيهم.

وأوضح أنه من الضرورة الفصل بين الأكراد السوريين وما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" واجهة تنظيم بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي في سوريا.

ولفت إلى أخوة شعوب المنطقة، وقال إن إسرائيل "لا تعتبر أيا من هذه الشعوب بشرا، بل مخلوقات موجودة لخدمتها".

وأضاف: "إذا نجحنا في الوصول إلى تركيا خالية من الإرهاب، فإننا سنفتح في ذلك اليوم، أو في اليوم التالي، أبواب سوريا خالية من الإرهاب"، مؤكدا أن ذلك ينطبق على العراق ودول أخرى في المنطقة أيضا.

- لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية

ولدى سؤاله عن مبادئ عمل لجنة "التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية"، وهي اللجنة البرلمانية التركية المشكلة لمتابعة مسار "تركيا بلا إرهاب"، أوضح قورتولموش أن جميع الأحزاب في البرلمان التركي، باستثناء حزب واحد، مشمولة في اللجنة، وأن الأحزاب السياسية في اللجنة تُمثّل ما بين 92 و93 بالمئة من الناخبين في تركيا.

وذكر أن هذا التمثيل عال، وأنه إذا اتخذت قرارات اللجنة بالأغلبية، فهذا يعني أن الأغلبية البرلمانية سيكون لها رأي مشابه، مؤكدا أن صانع القرار ليس اللجنة بل البرلمان.

وأوضح أن سبب وجود اللجنة هو متابعة المسار المتعلق بإلقاء التنظيم الإرهابي (بي كي كي) سلاحه وحل نفسه.

ولفت إلى أن خلو تركيا من الإرهاب سيسِّرع المشاريع المشتركة مع دول الجوار مثل مشروع "طريق التنمية" مع العراق، وسيؤدي إلى تعافي المدن السورية من ويلات الحرب بصورة سريعة.