الدول العربية, التقارير

في ذكرى اغتياله الـ16.. رفيق الحريري الحاضر الغائب (تقرير)

- يصادف اليوم الأحد، الذكرى الـ16 لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، عبر تفجير استهدف موكبه، بالعاصمة بيروت. - ظهر الراحل على ساحة الأحداث عام 1982 من باب الاقتصاد، ويتذكره اللبنانيون كـ"فاعل خير"

14.02.2021 - محدث : 14.02.2021
في ذكرى اغتياله الـ16.. رفيق الحريري الحاضر الغائب (تقرير)

Lebanon

بيروت/ريا شرتوني/الأناضول

- يصادف اليوم الأحد، الذكرى الـ16 لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، عبر تفجير استهدف موكبه، بالعاصمة بيروت.
- ظهر الراحل على ساحة الأحداث عام 1982 من باب الاقتصاد، ويتذكره اللبنانيون كـ"فاعل خير"
- أسهم عام 1989، في عقد مؤتمر الطائف، الذي وضع حدا للحرب الأهلية اللبنانية.
- لا تزال حادثة اغتياله تأخذ حيزا واسعا في المشهد الداخلي والعربي

يصادف اليوم الأحد، الذكرى الـ16 لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، عبر تفجير استهدف موكبه في منطقة "فندق سان جورج"، وسط العاصمة بيروت.

واغتيل الحريري، في 14 فبراير/شباط 2005، في انفجار استخدمت فيه 1800 كلغ من مادة "تي إن تي"، مع 21 شخصا آخر، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان، الذي كان برفقة الحريري في سيارته.

وبدأ ظهور الراحل، على ساحة الأحداث عام 1982 من الباب الاقتصادي، حيث يتذكره اللبنانيون"كفاعل خير" وضع إمكاناته بتصرف الدولة، وساهم في إزالة الآثار الناجمة عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان خلال نفس العام.

وعام 1989، أسهم رفيق الحريري، في عقد مؤتمر الطائف بالسعودية، الذي وضع حدا للحرب الأهلية اللبنانية.

وكرس الاتفاق، معادلة اقتسام السلطة على أساس المحاصصات، عبر توزيع المناصب الرئيسة بين المكونات الأساسية الثلاثة بالبلاد، المسيحيين والسنة والشيعة.

وترأس رفيق الحريري حكومات لبنان لخمس دورات خلال فترتين 1992-1998، ثم 2000-2004، مقدما استقالته بتاريخ 20 أكتوبر/ تشرين أول 2004.

ومع مرور 16 عاما على غياب الحريري الأب عن المشهد السياسي، لا تزال حادثة اغتياله تأخذ حيزا واسعا في المشهد الداخلي اللبناني بشكل خاص والعربي بشكل عام.

وخلق اغتيال الحريري، أزمة سياسية في لبنان بين مختلف الأحزاب، لاسيما وأن الحادثة وقعت في فترة كانت سوريا، حليف "حزب الله"، تمارس فيها الوصاية على لبنان.

لكن بعد شهرين من الاغتيال، اضطرت القوات السورية إلى مغادرة لبنان بعد 29 عاما من التواجد على أراضيه.

وبمناسبة ذكرى اغتيال رفيق الحريري، جالت عدسة الأناضول في شوارع العاصمة بيروت الأحب على قلبه، حيثُ استذكره اللبنانيون على طريقتهم الخاصة.

** لبنان الحزين

وقال المواطن أبو محمد ميقاتي، للأناضول: "رفيق الحريري رفع رأس الشعب اللبناني أمام العالم بأسره، في زمنه كانت أيامنا أيام عز".

واستذكر أعماله الخيرية، قائلا: الطوائف كلها أحبته على أعماله، فهو علّم وبنى المستشفيات والمدارس والمطار والمدينة الرياضية، وبعد غيابه لم تستطع أي شخصية القيام بذلك".

وأردف: "لبنان حزين جدا بعد اغتياله والبلاد انهارت بعد رحيله".

بدوره، ترحم حسن غلايني على رفيق الحريري، قائلًا: "نترحم يوميا على روحه، في عصره غابت الطائفية، فكان مقصدا لكل الناس".

وأضاف: "هو أب الفقير، هو أب الجميع ولا أحد غيره يستحق هذا اللقب، في عهده عشنا بهناء ورفاهية (..) اغتالوه لاغتيال لبنان".

أما زهير نعماني، فاعتبر أنه "مع اغتيال الحريري اغتيل البلد".

وقارن لبنان ما قبل وما بعد اغتيال الحريري، قائلا: "البلاد كانت مقصدا للسواح واقتصادها متين، اليوم الناس جائعون".

ولدى سؤاله حول ما يتذكر عن الراحل، أجاب: "لبنان يفتقد له كثيرا، الحريري عيّشنا (جعلنا نعيش) أيام عز وكرامة، لو كان بيننا اليوم لاختلفت الأمور".

وتابع: "الطائفة السنية تأذت كثيرا برحيله (..) الله يرحمه والله لا يرحم من كان السبب باغتياله".

من جانبه، أفاد سامر سلام: "كانت يده من حديد، الوضع من دونه مختلف كليا"، متمنيا "لو يعود رفيق الحريري".

وذكر أن "الحريري ترك فراغا كبيرا في لبنان وفي نفوس اللبنانيين".

أما، أيمن الشامي، فقال : "نحن بحاجة اليوم إلى الشهيد، خصوصا بظل هذه الأزمات (..) لا أحد قادر على إنقاذنا غيره".

واستطرد: "لبنان كان بعز بسبب بحكمته، وهو خسارة لنا ونحن لم نصل إلى ما نحن اليوم إلا بعد رحيله".

بدوره، اعتبر مصطفى عكاوي، أن رفيق الحريري "ضحى من أجل لبنان أما اليوم الحكام يضحون بلبنان".

** أعمال خيرية وبصمة نهضوية

وترك الشهيد الحريري بصمة كبيرة في النهضة العمرانية بلبنان، لاسيما بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).

ومن العلامات البارزة لتلك النهضة، إعادة إعمار وتأهيل منطقة وسط بيروت التجارية ومرافقها الحيوية.

وعُرف الحريري، بمساعدته ومساندته للشعب اللبناني في تحسين ظروفهم المعيشية، ومن أبرز إنجازاته دعمه الدائم للجمعيات الأهلية، والتطويرات الاستثمارية بالبلاد.

ووفر الراحل، فرصا تعليمية لأكثر من 36 ألف لبناني للدراسة خارج البلاد، و120 ألف منحة تعليمية في الداخل، كما حرص على تطوير العديد من المدارس، وأنشأ جامعة "الحريري الكندية" عام 1999.

وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حكما بخمس عقوبات سجن مؤبد بحق سليم عياش، عضو جماعة "حزب الله" (شيعية/مقربة من إيران)، بقضية اغتيال الحريري.

وترفض جماعة "حزب الله" تلك الاتهامات، وتقول أنها لا تعترف بالمحكمة، على اعتبار أن "هدفها الانتقام منها وتوريطها في جريمة" تتهم إسرائيل بتنفيذها.

وبعد اغتيال الحريري، عام 2005، أخذت الاغتيالات في لبنان منحنى تصاعديا قبل أن تتراجع بالسنوات الأخيرة، حيث استهدفت، ناشطين وصحفيين وسياسيين.

وتولى سعد الحريري الابن، مهمة والده بتسلمه رئاسة الوزراء، وأصر على اتباع نهج وخط وتوجهات الراحل.

ومنذ أكثر من عام، يعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية، أدت إلى انهيار مالي، ليزداد الوضع سوءا مع انفجار مرفأ بيروت الضخم في 4 أغسطس/آب الماضي، والذي أوقع نحو 200 قتيل و6000 جريح.

ويواصل سعد الحريري، جهوده لتشكيل الحكومة، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب، لتعثر مهمته في تأليف حكومة تخلف حكومة حسان دياب، التي استقالت عقب انفجار المرفأ.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.