رام الله/ عوض الرجوب/ الأناضول

أدانت فلسطين، الأحد، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمستوطنة جنوبي الضفة الغربية المحتلة، معتبرة إياها محاولة لاختلاق "أماكن دينية للسيطرة على الأرض الفلسطينية".

وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان، إنها "تدين بأشد العبارات اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ (خربة سوسيا) الأثرية في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل".

وتأتي زيارة نتنياهو لمستوطنة "سوسيا"، المقامة على أراضي قرية فلسطينية تحمل الاسم ذاته، بهدف المشاركة في افتتاح موقع استيطاني أثري، تم الاستيلاء عليه قبل سنوات.

وأضافت الخارجية أن "هذا الاعتداء الاستفزازي" يأتي بعد ساعات قليلة من إقدام ميليشيات المستوطنين على الاعتداء على عائلة فلسطينية، وهي في أرضها في خربة "لتوانة" في مسافر يطا.

وتابعت أن "الاعتداء (زيارة نتنياهو) يندرج في إطار سياسة احتلالية ممنهجة تهدف إلى تهجير وطرد المواطنين الفلسطينيين من مسافر يطا، والسيطرة على أراضيها وتخصيصها لصالح الاستيطان".

ورأت في زيارة نتنياهو محاولة "لاستمالة المستوطنين انتخابيا من خلال دعمهم في التغول والسيطرة والتهويد لمئات المواقع في الأرض الفلسطينية المحتلة".

وأردفت أن نتنياهو يهدف من خلال هذا الاقتحام إلى تحسين وتعزيز مركزه الانتخابي على حساب حقوق الفلسطينيين، ضاربا كعادته بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها والقانون الإنساني الدولي عرض الحائط.

ومن المقرر أن تُجرى في 23 مارس/آذار الجاري انتخابات برلمانية إسرائيلية، هي الرابعة خلال عامين.

وشددت الخارجية الفلسطينية على أن "الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تصنيع أماكن يسميها دينية في مناطق مهددة بالاستيطان كأسلوب للسيطرة على الأراضي الفلسطينية عبر روايات يتم اختلاقها وفرضها وزرعها في الواقع، تحت حجج وذرائع دينية واهية".

وقال وليد عساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (تتبع منظمة التحرير الفلسطينية)، للأناضول، إن "سوسيا قرية فلسطينية معروفة، وهم (الإسرائيليون) يحاولون سرقة الآثار الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني وتزويره، على أساس أنه تاريخ يهودي أو إسرائيلي، وهذا غير صحيح".

وفرَّقَ الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، عشرات الفلسطينيين خلال احتجاجهم على زيارة نتنياهو، دون أن يُبلغ عن إصابات.

وقال شاهد عيان للأناضول إن جيش الاحتلال أعلن محيط مستوطنة "سوسيا" منطقة عسكرية مغلقة، ونصب حواجز عسكرية على مداخلها، ومنع وصول النشطاء الفلسطينيين إليها.

وتفيد تقديرات إسرائيلية وفلسطينية بوجود نحو 650 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.