الدول العربية

"عرين الأسود".. مسلحون فلسطينيون بمواجهة الجيش الإسرائيلي

تتخذ المجموعة من البلدة القديمة من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية مأوى ونقطة انطلاق لعملياتها

26.10.2022 - محدث : 26.10.2022
"عرين الأسود".. مسلحون فلسطينيون بمواجهة الجيش الإسرائيلي

Ramallah

رام الله / عوض الرجوب / الأناضول

لا يمكن الإشارة إلى تاريخ أو يوم محدد لانطلاق مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة، لكن وفق بياناتها فإن عمرها بهذا الاسم لا يتجاوز الشهور، وإن كان لها جذور بمسميات مختلفة.

وفجر الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي 6 فلسطينيين بينهم 5 في البلدة القديمة من نابلس، أحدهم وديع الحوح (31 عاما) الذي وصفه بأنه قائد مجموعة "عرين الأسود".

ومنذ مطلع العام الجاري أخذت ظاهرة المسلحين الرافضين للاحتلال الإسرائيلي تتسع في البلدة القديمة من مدينة نابلس، أسوة بمخيم جنين، وكلاهما شمالي الضفة الغربية.

فقبل "عرين الأسود" نفذت المجموعة عدة عمليات تحت اسم "كتيبة نابلس" أسوة بكتيبة جنين التي تضم مسلحين من مختلف المشارب، وخاضت اشتباكات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي.

وتعد قناة المجموعة على تطبيق تلغرام، المصدر الأول لأخبار عملياتها منذ أغسطس/ آب الماضي.

** الظهور العلني

في 3 سبتمبر/ أيلول الماضي كان الظهور العلني الأبرز لـ "عرين الأسود" على شكل مجموعة منظمة من عشرات المسلحين، وذلك في تأبين من قالت إنه مؤسسها محمد العزيزي، ومن وصفته بـ "أسد الاشتباكات المسلحة عبد الرحمن صبح"، بعد 40 يوما على استهدافهما، وفق بيان للمجموعة في حينه.

وفيما يشبه الميثاق، قرأ ملثم يتقدم عشرات المسلحين بيانا للمجموعة، قال فيه: "بنادقنا لن تُصدِر رصاصة في الهواء عبثا، وجهتها الوحيدة هي الاحتلال".

وأضاف: "إطلاق النار في الهواء خروج واضح عن الصف الوطني".

أما عن العلاقة مع السلطة الفلسطينية فجاء في البيان: "نتوجه إلى إخوتنا في الأجهزة الأمنية، نؤكد لهم أن هذا السلاح وجهته الوحيدة هو الاحتلال فقط".

وختم الملثم بيانه: "نسأل الله أن يحقق غايتنا في تحرير أراضينا المحتلة".

وينحدر أفراد المجموعة من خلفيات فصائلية مختلفة، وبينهم أعضاء سابقون في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لكنهم يرفضون نسبة أنفسهم إلى فصيل بعينه.

** أجندة المجموعة

قالت المجموعة على قناتها، وفي عدة بيانات إنها "غير تابعة لأي فصيل" سياسي فلسطيني، وليس لها "أجندات سياسية، ولا نرضى أن نُسيّر من أي مكان بالعالم، أجندتنا فقط رفع راية لا إله إلا الله، محمد رسول الله".

وذكرت أن ممثلين عن السلطة الفلسطينية طلبوا من مسلحيها تسليم أنفسهم فكانت إجابتهم "اخترنا مصيرنا وعرفنا طريقنا فإما نصر وإما شهادة".

وطالبت المجموعة "بالضغط على أجهزة الأمن (الفلسطينية) لحقن الدماء وإطلاق سراح المطاردين الذين تم اعتقالهم" من أعضائها، وبينهم المطارد لإسرائيل مصعب اشتية.

** سلسلة عمليات ودعم شعبي

وخلال الشهور الأخيرة أعلنت المجموعة تنفيذ سلسلة عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية شمالي الضفة الغربية، أدت إحداها إلى مقتل جندي يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وفي عدة مناسبات طلبت المجموعة من الفلسطينيين القيام بفعاليات كالتكبير في المساجد وعلى أسطح المنازل أو إغلاق الشوارع وإشعال إطارات السيارات لمنع تقدم الجيش الإسرائيلي، وللتشويش على طائرات الاستطلاع، أو الإضراب، وكانت الاستجابة واسعة.

** قتل واغتيال

ونفذ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات اغتيال بحق عناصر وقادة مجموعة "عرين الأسود" بينهم إبراهيم النابلسي الذي استهدف يوم 9 أغسطس، وتامر الكيلاني الذي استهدف بتفجير دراجة خلال مروره من شارع وسط البلدة القديمة من نابلس الأحد.

وعلى الأقل تنبت المجموعة عشرة مسلحين قتلتهم إسرائيل، وقالت إنهم من عناصرها.

** "عرين الأسود" في نظر إسرائيل

في 13 أكتوبر الجاري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إن نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية تشكلان "تحديا كبيرا" لجيشه.

وتوعد بالقضاء على "عرين الأسود"، واعتبر أن "نابلس وجنين هما السبب في تعزيز القوات الإسرائيلية والجهود الاستخبارية في الضفة".

وتنشط في مخيم جنين مجموعة مسلحة تطلق على نفسها "كتيبة جنين" تتكون من نشطاء من مختلف الفصائل، وقتلت إسرائيل عددا من أعضائها.

والثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إن هدفهم كان "وما زال ضرب الإرهاب ومُرسِليه ضربة قاسية ومتواصلة في جنين ونابلس وفي كل مكان آخر تنشأ فيه أوكار الإرهاب".

وأضاف عن عملية الجيش الإسرائيلي الثلاثاء: "في إطار هذا النشاط تم إلحاق ضرر كبير بمختبر الإرهاب التابع لعرين الأسود".

وتابع: "هذه ضربة دقيقة وفتاكة تم توجيهها إلى قلب بنية تحتية إرهابية تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية".

وتوعد لابيد "كل من يحاول الاعتداء علينا أنه يضع حياته على كف عفريت".

ومنذ 12 أكتوبر، تعيش نابلس ومخيماتها تحت حصار مشدد فرضه الجيش الإسرائيلي إثر مقتل أحد جنوده في اليوم السابق برصاص المجموعة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın