بيروت/ نعيم برجاوي/ الأناضول

شهدت مدينة بيروت الإثنين، مسيرة احتجاجية تحت عنوان "العرض المدني" بمناسبة الذكرى الـ 78 لاستقلال لبنان، بدعوة من هيئات ومجموعات تابعة للمجتمع المدني.

وتأتي ذكرى الاستقلال هذا العام، في ظل معاناة اللبنانيين من أزمات سياسية واقتصادية طاحنة، أدت إلى انهيار مالي ومعيشي، وارتفاع بمعدلات الفقر والبطالة والجرائم.

وانطلق المئات من الباحة الواقعة أمام مقر "إطفاء بيروت" (تابع للبلدية) وصولا إلى مرفأ العاصمة، الذي شهد انفجارا ضخما في 4 أغسطس/آب 2020 أدى الى مصرع 219 شخصاً، وإصابة 7 آلاف آخرين، وتضرر مساحات واسعة من المدينة.

ونظمت المسيرة مجموعة "أكت" (act) المؤيدة لـ"انتفاضة 17 أكتوبر"، بالتعاون مع شبكة مؤسسات القطاع الخاص، وجمعيات أهلية، بحسب بيان الدعوة الذي وزع على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام من المسيرة.‎

وتقدم المسيرة فرق وآليات من فوج الإطفاء الذي خسر 10 من عناصره أثناء محاولتهم إخماد النيران التي اندلعت في المرفأ قبيل وقوع الانفجار.

وشارك في المسيرة عشرات من أهالي الضحايا والجرحى الذين سقطوا بالانفجار، وعسكريين متقاعدين، وأطباء وفنانين وجمعيات أهلية.

ورفع المنظمون للمسيرة مجسّما معدنيا ضخما للعلم اللبناني عند الرصيف المحاذي للمرفأ، محفورا عليه شعار "شعب، جيش، قضاء"، في إشارة منهم إلى التضامن بين الجهات الثلاث من أجل الوصول الى العدالة.

كما شارك في المسيرة عشرات من النساء يرتدين زيا أسودا، ويحملن أعلاما لبنانية مكتوب عليها "إيران إلى الخارج"، وأطلقن هتافات "إيران برا برا (إلى الخارج)، بيروت حرّة حرّة"، في إشارة إلى رفضهم "التدخل الإيراني" بلبنان.

وقال سمير سكاف، عضو مجموعة "اتحاد ساحات الثورة" إن المسيرة اليوم تأتي استكمالاً للاحتجاجات التي انطلقت في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

وأضاف في حديثه للأناضول: "اليوم كان مناسبة للاحتجاج والتعبير بطريقة سلمية وحضارية عن رفض الواقع المرير في البلاد، وللتأكيد على أن الثورة مستمرة".

وكان لبنان شهد في أواخر 2019 احتجاجات شعبية غاضبة استمرت عدة أشهر وهو ما عرف لاحقاً بـ"انتفاضة 17 تشرين"، طالب المتظاهرون حينها برحيل ومحاسبة الطبقة السياسية، متّهمين إياها بالفساد.